بسم الله الرحمن الرحيم
تعلمون اخوتي ان قبايل زهران كانت تتحكم فيها الاعراف والاحكام القبليه وان شئتم قلوا الاحكام الجاهليه الشديده والتي يتغلب فيها القوي على الضعيف والتي ينطبق عليها مثل غوار الطوشه عندما الف مسلس اسماه ( حارة كل من ايده له )0 روي انه قبل ما يقارب200الى 250 سنه تقريبا كان يوجد رجل من احدى قبايل زهران معروف بالكرم والحنكه والدهى وكان له ولد يحبه كثيرا ولديه بندقيه مفتل او ( ام فتيل ) وكان يجيد الرمايه والقنص 0 وفي يوم سوق احد القبايل المجاوره اخذ بندقيته وذهب الى ذلك السوق واخذ يتباها بنفسه ويتفاخر بمهارته في الرمايه فجلس في طرف السوق مع قرناء له فشاهد غراب يحوم في السوق فقال لهم انني اتحداكم في اصابة هذا الغراب وهو محلق في الجو فجرى التحدي فما كان منه الا انه صوب بندقيته على ذلك الغراب فرماه وسقط بين المتسوقين ونسي المسكين ان للسوق عقود واحكام صارمه فما كان من افراد تلك القبيله الا ان اقتادوه الى مكان مرتفع في السوق واعلنو ان فلان بن فلان من القبيله الفلانيه قد رمى غراب في عقود السوق ولا يرد الاعتبار الا قتله مقابل قتل الغراب في عقود السوق فقتلوه 0 ووصل الخبر الى والده في القبيله المجاوره وبحكمته وحنكته فكر في الاخذ بالثأر لأبنه ولكن ليس بمحاربة القبيله الاخرى فهو يعلم ان ابنه قتل في عقود سوق القبيله الاخرى وتلك العقود تتستبيح دماء من يحكم عليه بسبب الاخلال 0 بها فما كان منه الا ان ذهب الى شيخ قبيلته وشرح له القصه فقال له الشيخ وحكماء القبيله ليس لك الحق بالاخذ بثار ابنك لانه اخل بعقود سوق القبيله الاخرى 0 واسترجع شريط افكاره ففكر في خطه غايه في الدها والدقه فراح الى القبيله التي استباحت دم ابنه وطلب منهم جبر خاطره بالملفى عليه ( الملفى هو زيارة صاحب الثار في منزله ) بعدد 100رجال في بيته واعطاءه المشروه ومن ثم ينتهي الامر والا فانه سيترصد لاي فرد من تلك القبيله اثناء ذهابه الى سوق قبيلته وياخذ بالثأر بقتله وربما يكرر الثأر 0
فما كان منهم الا القبول بشرطه لسهولته وقطع دابر الفتنه 0 لاوحدد اليوم اللذي سيكون الملفى وكان لديه حصن مكون من ثلاث طبقات في الدور الاول قنا وتبن ( رفه بالمفهوم المحلي ) والدورين الثاني والثالث لاستقبال الضيوف 0 وفي اليوم اللذي اتى اليه الضيوف قام بتركيب قدور ضخمه واشعل النار تحتها ورمى بداخلها الحجاره طبعا مكان الطبخ في الدور الارضي بجوار التبن والقنا وفي نفس الوقت كان لديه دياس في ساحة الحصن بالثيران وكانت احد بناته تديس وقتها فلما لفى عليه الضيوف وادخلهم الحصن قام بغلق الباب واشعل النار في القنى والتبن مما سبب احتراقهم جميعا الا واحد يقال انه قفز من فتحه في الدور الثاني 0 ولما كانت ابنته تديس ارادت ان تحذر الضيوف من مكر والدها بهم رحمة منها بهم فقالت قصيده تتضمن التحذير ولكن من سوء حض الضيوف انهم لم يسمعوها الا والدها فلما سمعها قام على الفور بقتلها 0 وكان قد جهز قبل هذه الواقعه للجوء حلاله وباقي اسرته الى قريه بعيده عن قبيلته والقبيله المجاوره 0 واستبقى على الثورين وابنته هذه للمتمويه بالدياس وعلى الفور بعد انتهاءه من القتله الكبيره شد الرحال لحاقا باسرته 0
هذه القصه اخوتي قصه حقيقه وتحفظت على ذكر اسم القبيلتين واسم صاحب الثار وقريته حفاظا على خصوصية القبيلتين وقد قابلت احد المسئولين عن اداره حكوميه بالباحه من اسره مشهوره بقرية الظفير وقال لي نه من احفاد ذلك الرجل هو واسرته واسره قريبه ايضا مشهور بالظفير وقال لي ان لديهم اوراق تثبت ذلك 0
هذا ما احببت ان اضيفه الى معلوماتكم عن هذه القبيله العريقه
واعذروني على الاطاله والله الموفق