كانت جدتي نانسي .. تعشق وتهوى تربية الاغنام ..
وخالتي هيفاء تحب البلاد وتحترفت الصرام والدياس..
وفي يوم كان جدي طوني ذاهبا لسوق الخميس ..
واخذ برفقته جاره العزيز ..قرداحي ..
وفي طريقهم الى السوق والذي يبعد عن القريه بقرابة 5كيلومتر ..
وهم يجدون ذالك الرجل الهزيل وبرفقته عجوز منهاره من التعب ..
من عناء السفر مشيا على الاقدام ..
فألمهم المنظر واخذتهم النخوة ..حيث توقفا عندهم ..
وأخذوهم إلى البيت ..
لضيافتهم وإكرامهم ..
فعند وصولهم المنزل .. فقد استدعى جدي جدتي من الجبل
للتولى ضيافة العجوزه ..
فقدموا لهم الطعام والشراب.. وهيئوا لهم جوا من الراحه ..
وفي اليوم التالي ذهب الرجل مع جدي في جولة حول القرية
حيث كان برفقتهم جاره قرداحي .. وذهبوا إلى المقناص والصيد ..
وذهبت العجوز مع جدتي بزيارة لبيت خالتي هيفاء..
وقد اخذوها في رحله نقاهه إلى البلاد لتحضر الصرام مع نساء القرية ..
وتستمتع بالقصايد التي يقصدنها النساء وقت الصرام
وباليوم التالي اقام جدي حفل عشاء لضيوفه حضره اعوان قريته
وتسامروا في ليله طربيه بالقصايد والمواويل الجبليه ..
فما أن قضيت ثلاث ليالي .. حيث ابدء الضيوفهم حبهم لهذه القرية
وطلبوا الرحيل ..
لكن جدي رفض رحيلهم حتى يعرف ماهو طريقهم
وماهي وجهتهم .. ليقدم لهم مزيدا من المساعدة ..
وجلس معهم .. جلسه اخيره ..
فأخبره ذالك الرجل انهم ذاهبون في ارض الله الواسعه
ليس لهم وجهه مقصودة إلا أنه يجد له لقمة العيش ومكان يأويهم ..
وعندها رحب بهم جدي .. في قريته ,, واخبرهم بانها ستكون لهم بيتا وسكانها اهلا
فمنح الرجل بيتا بجواره ومزرعه من مزارعه هديه
فمنحتهم جدتي .. قطيعا من الغنم ..
وقدم لهم جار جدي .. بيرا ليستقوا منها ..
وقدمت لهم خالتي ... من حب البلاد ليزرعوا بلادهم ..
ولم يبخل اهل القرية ..كلا اعطى بما يجووود ..
حتى اصبحوا جزءا من تلك القرية ..
فتلك هي الضيافه .. قديما
وتلك هي النخوة والمودة وإكرام الضيف..
فهي ذكرى قديمه ..
لم اجد مثلها في هذا الزمن ..
فاليوم كلا معه ويقوووول لا املك شيئاً..
وشخص لا يملك شيئا فيقول معي ..
فجدي طوني كان اسمه: جمعان
وجاره قرداحي كان اسمه : غرم الله
وجدتي نانسي كان اسمها : عتيقه
وخالتي هيفاء كان اسمها : مستوره
فهكذا :
تغير الحال وتغيرت الأسماء
...
فأصبحت قديمه .. قديمه .. قديمه
بقلم اخوكم : الصقر المهاجر