[العرنين]

قال الراوي
...

ثم ان شهرزاد حين طلع الصباح وكفت عن الكلام المباح ذهبت الى غرفتها
ففكرت وفكرت واقبلت وادبرت ونددت واستنكرت وقررت ما قررت
واستجمعت من امرها ما لم يأت به الأولين ولم يكن في قواميس الآخرين
فعقدت العزم و اكدته بالجزم ، عزما على اظهار العقوق والمطالبة بالحقوق
فهي كما تقول من حقها أن تتعلم ومن حقها ان تتكلم
وهي من حقها ان تسوق وتذهب الى السوق
ومن حقها تكشف وجهها ليتألق وهجها
و قالت حفظها الله بانها نصف المجتمع ، ونصف المجتمع الآخر طاغية يسلبها حقوقها
فقامت اقوام وهبت لنصرتها ، فجيشت الجيوش و نقشت النقوش
وقدمت الدراسات والبحوث وارسل لكل بلد مبعوث
ليقوم على الواقع وليرى بأم عينيه ما لم يخطر على قلب بشر من ظلم واظهاد واستعباد لنصف المجتمع المعطل
وسارت ركبانهم تقطع الفيافي اربا اربا ...الى اين ؟
ليس الى الشرق الشرقي
ولا الى الشرق الغربي
ولا الى الشرق الجنوبي
ولا الى الشرق الشمالي
بل فقط الى الشرق الاوسط المتوسط ، الذي يقع في الوسط بين كل شروق العالم
وحين وصولوه بالسلامه لبس كل واحد منهم عمامه
فجاسوا خلال الديار واظهروا الامتعاظ والاستنكار
تكلموا ونظرّوا وصوروا وصوروا وصوروا
وارسلوا التقارير المصوره والمكتوبه والمسموعه ، وكلها تنادي : - هلموا يا قوم فقد وجدنا ضالتنا هنا
هنا المرأة مظلومه محرومه
هنا المرأة مأكولة مذمومه
هنا المرأة ساقها مبرومه
هنا المرأة دماغها مخرومه
اين انتي يا ( اوبرا ) يا نصيرة المظلومات ترين هذا الظلم ؟
و اين انت يا اسطه ( زويمر ) يا ابو الغلابه ؟
واين انتي يا منظمات العالم المتحرر لتري بأم عينيك فقط ( لا تري بأبوها فقد يختلف المنظور )؟
.... ثم ان الراوي تناول منديلا ومسح دمعته التي نزلت على خده ( يا كبدي عليه )
وقال
..... يتبع