
24-01-2010, 11:36 PM
|
 |
قلم مميز
|
|
|
|
من الذكريات القاسية
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما يتخيل المرء ويستعيد ذاكرته عن الماضي , فيجيد نفسه حسن الاختيار ويقدم نبذه عن تعبير مشاعره أتجاه من يحب
أو صديق في حياته, ويتخيل تلك الأيام التي عاشها معه 0من حلوها ومرها يفضل ماهو حلولانه يبقى منقوش في ذاكرته
كألنقش في الحجر.وها أنا أفضل الاختيار لاقربصديق واخ حميم منذو عرفته وخاويته فقد تعلمت منه الكثير وخاصة في الامور الدينية التي ستكون بأذن الله عوناً لي في حياتي ومماتي,بدأ حياته بالوقوف مع والده في الزراعه وحبه لها فهو يفضل البقاء مع والده ليكون راضياً عليه,رغم المتاعب الاأنه أصر
على مواصلة دراسته أبتداً من الأبتدائيةحتى حصوله على الشهادة الثانوية بمدارس الاطاوله, وبعد أكماله المرحلة أنجبر للمواصلة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة فقد أستفاد الكثير من مجالسة العلماء بالحرم وكثف جده في أنهاء الدراسة في الوقت المحدد وبالفعل تحققت آماله وبعد التخرج تم تعيينه مدرس دراسات إسلامية ومن حرصه على والدية كان يتمنى القبول في تعليم الباحه, وبعون من الله تحققت امنيته وتم تعيينه في بني مالك وخلال هذه الفترة كان ملازما لوالديه ويراعي امورهم ويحافظ على راحتهم وأصر على متابعة مسيرته بالديرة مع والديه مما جعله يداوم 0من منزله إلى المدرسة حتى لايغيب
عن انظارهم ومن حبه في الزراعه كان متواجدا مع بعض زملاه
وهو قريب له وقع عليه حادث وذلك بسبب حريق في احدى البيار الموجودة واراد انقاذه فنزل الى رفيقه وقد اصيب بحالة حروق شديدة من الدرجة (الاولى) وقد مكثوا بالمستشفى عدة أيام وبعد خروجه من المستشفى
واصل تعليمه وكان خير معلم لطلابه وخير معين للمحتاجين
ومن صفاته يرحمه الله إذا استلم الراتب يقوم
بتوزيعه إلى ثلاثة اقسام :
نصيب لمصروفه الخاص والنصيب الثاني لوالديه والنصيب الثالث يقوم بشراء لوازم مدرسية للطلاب ونوع من الحلوى والملابس وكان محببا لديهم واستمر على هذا المسار حتى أنه سافر إلى مدينة الطائف حيث أن والديه انجبروا على السفر برفقة ابنائهم بعد التوظيف خلال اجازة العيد كان موجود لدينا وذلك
باليوم الثالث العيد يوافق يوم الاثنين فقد خرجت بصحبته إلى المسجد لصلاة الفجر
فسألني هل انت صائم ؟
قلت : لا والله؟
قال : هل أكلت شي؟
فقلت : لا
قال : إذن أنوي الصيام في هذا اليوم الفضيل
وكان يحثني على بعض الامور الدينيه وجلست معه حتى الساعة الثامنة صباحا في مكتبته المتواضعه وبيده كتاب
لايغيب عن ناظرتي ( زاد المستقنع ) واستأذنت منه
لاخذ قسطا من الراحة وفي الساعة التاسعة طرق علي أخي الباب وهو مفجوع....
وقال : أخوي مايكلمني
فقلت : له يمكن أنه نائم لانه صائم
فوصلت إليه فوجدته متكئا وكتابه أمامه وهو قد فارق الحياة يرحمه الله بالفعل احسست انني قد فقدت
رمزا من رموز العلـــم ومن رموز بني حرير
ولاأزكيه على الله فأسرعت إلى الوالدة وانا حيران كيف اخبرها
بخبر الوفاة فقمت احدثها عن الحياة والموت وعن من كان معنا
خلال هذا العام حياً ومن قضى نحبه في خلال هذا العام
فقالت : اختصر
وقل لي ماذا لديك من علم..؟
فلم استطع نطق الكلام لها قالت هل أخوك ماات.؟
فقلت نعم قالت الحمدلله ( كررتها ثلاث مرات ) فله ماعطى وله مااخذ
فنظرت اليها ثن أخذت بيدها من خوفي عليها ونزلت لتشاهد أخي ولم شاهدته
قالت : اشهد أن لا إله الا الله واشهد ان محمداً رسول الله واشهد أن الموت حق
كلنا ياولدي لهذا المســـار وهو تطبطب على كتفي وتهديني ( يرحمها الله )
وعندها ايقنت بقوة صبر الوالدة واحتسابها عند تلقي الخبـر ولنتعرف
على أحب صديق واعز رفيق هو صاحب الفضل الاول من بعد الله عليه
هو : شقيقي يرحمه الله

وهذه من مذكراتي السابقة ولو ان فيها شيء من الالآ م والحزن
ولكن اسأل الله العلي العظيم أن يرحم جميع أمواتنا وأموات المسلمين
ويجعل مثواهم بالفردوس الأعلى واللهم لااعتراض في حكم الله...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|