[خليل الحريري]

الأزرق الفنان

عهود بدر البسامي

البارحة كانت ليلة سابحة بالزغاريد لمحبي الأزرق العنيد وذابحة لآمال الفرق التي كادت تغرق بأحلامها بنيل بطولة دوري زين السعودي الذي زين فوز الزعيم ببطولته قبل ثلاث جولات كعادة الزعماء الكبار الذين يفرضون سيطرتهم ويمارسون استبدادهم السيادي حيثما يتعاركون مع أندادهم ومنافسيهم.
ليس غريبا على فريق جمع الماء والنار والملح والسكر والسطوة والجمال أن يزدهي بتقلد سدة الرئاسة والصدارة بين الجميع فهو الفريق الأميز والأخطر والأقوى والأبهى والأفضل والأجمل والأكمل والأمثل كما يقول مذيع صدى الملاعب مصطفى الآغا.
الزعيم (من يوم يومه) زعيم، زعيم ببطولاته، زعيم بألولياته زعيم بتاريخه وإنجازاته، زعيم بإمكاناته، زعيم بجماهيريته، زعيم بقيادته، زعيم بلاعبيه، زعيم بإعلامه، زعيم بأعلامه، زعيم بزعامته للقارة، زعيم الزعامة ذاتها.. كنت دائما أتمنى أن يحقق الهلال هذه البطولة لأسباب عديدة ولكن لعل من أهمها أن القائد الموجه لدفة هذا الفريق وعراب نجاحاته هو الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد الذي أعاد بإدارته رسم خريطة القيادة الإدارية الرياضية بما يحمله من مثل وقيم وتعامل رائد مع الساحة الرياضية وأحداثها وتقلباتها، مزج فيها بين حزم القائد ومشاعر الفنان بمعادلة وتوليفة موزونة ومتوازنة قلما تشاهد لها مثيلا.. نتج منها حصد أكبر بطولات الموسم وكنت آمل أن يجني أسلوب الأمير المتميز هذا نتيجة كهذه ليتيقن من لديه شك أن البطولات الكبيرة يمكن الوصول إليها بأساليب راقية من العمل والتعامل دون صراخ أو ضجيج أو مكائد وألعاب غير ناضجة وممارسات أقل ما يقال عنها إنها غير راشدة وإن الغايات الكبيرة يمكن الوصول إليها بوسائل شريفة تعبر عن نبل وفروسية الأخلاق.
وددت أن يفوز الهلال بهذه البطولة ليكون أسلوب إدارة الأمير عبدالرحمن هو ديدن الساحة الرياضية والمثال الذي يحتذى ويقتدى به عندها سنشاهد مواسم ناجحة من المنافسة الشريفة والأجواء النظيفة كما وددت أن تكون هذه البطولة تكريما لجهد هذا الأمير النبيل الذي صنع بأسلوبه القيادي الفرق وحقق بهم ما عجز عنه الآخرون الذين ملأوا الدنيا زعيقا وضجيجا (عالفاشوش).
أن يفوز الهلال ببطولة الدوري فهذا خبر عادي فقد تكرر منه الفوز لهذه البطولة وغيرها فقط كل ما أضافه هذا الفريق العجيب هو رقم إضافي للإنجازات التاريخية مع إضافة وتوفير المتعة الراقية والمجانية لأعين النظارة ومتذوقي الجمال والفن الأسطوري إن كان ثمة شيء لفت النظر هذا الموسم فهو توفيق الله أمير النادي الزعيم لجلب مدرب داهية متميز أعاد البهجة للعب الأزرق بأسلوبه الهجومي البركاني وبانسيابية تناول الكرة بين أقدام لاعبي الزعيم وبقدرة الزعيم على صناعة الفرص مما جعل لاعبا في الوسط كالشلهوب الفتى الموهوب يتصدر هدافي الموسم بلا منازع.
لقد أعاد جيرتكس للفريق الأزرق هيبته وأعاد المتعة للملاعب السعودية وأكد بذكائه أن رحيل كوزمين لم يكن خسارة رغم إنجازاته بل خيرة ونعمة وهنا لا يمكننا أن نقول شيئا بعد مشيئة الله سوى فتش عن الإدارة إدارة رائعة تستحق نتائج رائعة إذا توافر لديها فريق رائع ومدرب أروع وجماهير بكافة شرائحها وطبقاتها هي أروع الرائعين.. شكرا يا ابن مساعد شكرا جريتكس شكرا يا جماهير الزعيم وشكرا لك زعيمنا المدهش.