[قلم بلا قيود]

من طبيعة الأنسان حبه للثناء والإطراء لنفسه أو من حوله خاصة لقرابته ... أو من يتصلون به ... والأكثار من ذلك بسرد

القصص و الحكايات والمواقف وقد ورد ذلك جلياً في القراءن الكريم عندما أتت الآية بقوله تعالى ((فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا )) والمراد بالمناسك يعني مناسك الحج وهو أحد أركان الأسلام فكيف يريد

الله أن يعلمنا بصفة الحج أن نلهج بذكره كما نذكر آباءنا ... ومعنى الآية قَالَ

سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس : كَانَ أَهْل الْجَاهِلِيَّة يَقِفُونَ فِي الْمَوْسِم فَيَقُول

الرَّجُل مِنْهُمْ : كَانَ أَبِي يُطْعِم وَيَحْمِل الْحِمَالات وَيَحْمِل الدِّيَات . لَيْسَ لَهُمْ ذِكْر غَيْر

فِعَال آبَائِهِمْ . فَأَنْزَلَ اللَّه عَلَى مُحَمَّد - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " فَاذْكُرُوا اللَّه كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا "

وحيث لم يقر الأسلام بنفع الأبن لأبيه وأمه وأبيه وفصيلته التي تؤيه ومن في

الأرض جميعاً ثم ينجيه ...بل أقر التفاضل بالتقوى فالرسول محمد صلى الله عليه

وسلم أفضل البشر لم يرى أبيه ولم يأخذ في سرد القصص عنه... وكذلك ينزل

عليه الوحي في حين أن عمه كان ضده في كل شيء ...

وكيف بعيسى عليه السلام وهو عيسى ابن مريم الرجل الذي ليس له أب أن يحي الموتى ويبري الأكمه والأبرص ...


وكيف بنوح عليه السلام عندما قال لأبنه يابني اركب معنا فأتت الآيه بأنه عمل غير صالح ولم يؤخذ سيدنا نوح عليه السلام بالعتب أو بالسباب ممن هم حوله بأن ابنه قد ضل وانقص ذلك من قدره...

ومن حيث الحروب والصولات والجولات فنتوقف قليلاً عند أبي جهل والذي كان سيد كفار قريش واسمه ابو الحكم لاكن الرسول صلى الله عليه وسلم أسماه أبو جهل فقد حارب المسلمين في أكثر من معركه وقاتل في معركة بدر وقبل مقتله سأل أحد الصحابة بقوله من هم أصحاب العمّة الصفراء فقال الصحابي إنهم الملائكة فقال أبوجهل فلتشهد العرب أننا قاتلنا أهل السماء والأرض فضربه الصحابي وقتله ...حيث قاتلت الملائكه مع المسلمين ... فهل يستحق لأبي جهل أن يفخر بذلك رغم شجاعته وفروسيته...

ومن المتمعن لجميع منتديات القبائل هو التفاخر بالألقاب والحروب ولو نظرنا لسبب الحروب في ذلك الزمان لوجدنا السبب هو كسر شوكة و نفوذ ذلك القبيلة أو حرباً على الماء أو الكلاء أو طمعاً في سلب ثرواتهم ... فهل تستحق تلك الأفعال أن تذكر...
بل ولو تصورنا إن لم توجد تلك الحروب أصلاً بين القبائل بل كانت سلماً وتكاتفاً ومحبة فماذا سنكتب عنهم في منتدياتنا

هل ستبقى فارغة ...

بل وكأن حروبهم هي التي جعلت المنتديات مكتظة ومزدحمة تكفل بها كتّاب استهوتهم الكتابة عن السيف والرمح والحصان والدم وقطع الرؤؤس وترمل النساء وتيتم الأطفال ...

حيث يقول الشاعر / كم سربةٍ خلو مراضيعها أيتام ... ..................... ونسوا وتناسوا حديث الرسول صلى الله عليه

وسلم (( لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً خير من أن يراق دم إمرىء مسلم ))

وأخيراً الآيات كثيرة والأحاديث كثيرة والشواهد أكثر ولاكن اكتفي بذلك

وشكراً لكم ...