السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة..
الزمان ليلة من ليالي عام 1408
المكان قريتي الجميلة بين احضان جبال تهامة
الحدث خسوف القمر
اتذكرها تلك الليلة الهادئة من كل شيء فلاتسمع ولاحس ولاحراك..
وفجأة واذا باصوات الهاون تقرع في ارجاء قريتنا ..وفي كل لحظة تزداد شيئا فشيئا حتى تعالت الاصوات من كل بيت..
فالنساء يقرعن الهاون والرجال يصلون ..
ماللذي حدث انة خسوف للقمر..
لم اكن اعي كثيرا مما يدور حولي وارتسمت تلك الصور بمخيلتي..
وبعد فترات من الزمن تبين لي ان النساء يقرعن الهاون لكي ينجلي القمر من خسوفة
والرجال يصلون ابتهالا الى الله برفع الكرب
كانوا على قدر من البساطة في امورهم وكانت افعالهم تنبعث من صدور لاتعرف الغل والكذب والخداع والغش والخيانة..
لازالت تلك الصورة امامي وانا اوزع الخبز الحار بين بيوتات القرية ابتهاجا بانجلاء القمر..
ولازال جرس الانذار علامة فارقة لخسوف القمر ولكن اختلفت الدنيا..
الان ترى القمر بخسوفة وهناك اغاني تشق الافاق وهناك رجلا ممسكا بهاتفة وهو يتحدث كذبا وزورا وبهتانا
وهناك شباب يتعاطون المخدرات وهناك ابن عاق لوالدية وهناك اب حرم ام من اطفالها..
نعم زادت ثقافة الناس ولكن الثمن كان باهضا للغايه فقد خسروا تلك القيم والاخلاق الحميدة الا مارحم ربي..
فهل يأتي يوم نسمع فية صوت الهاون واوزع الخبز بين تلك الدور..
بقلمي/غربة مشاعر