[خليل الحريري]

شغل المدافعين .. فتعاقب الشلهوب ونيفيز وويلي على هز الشباك
في أسوأ حالاته .. القحطاني مهاجم لا يعوض

عبد العزيز العجلان من الرياض
رغم أن فريق الهلال لكرة القدم في المواسم الماضية كان حاضرا بقوة ومنافسا على بطولاتها، وظفر بنصيب الأسد منها إلا أن قوته الهجومية اختفت وغاب الإمتاع، لكن الهلال مع المدرب البلجيكي إيريك جيريتس ظهر مختلفا، وضرب بيد من حديد، ولا سيما أنه لا يشبع من تسجيل الأهداف، وأعاد للأذهان ذكريات لا تغيب أبدا، على الرغم من أنه يلعب بمهاجم وحيد هو ياسر القحطاني ومن خلفه خمسة لاعبي وسط، ثلاثة منهم هجوميون، قبل أن يغير جيريتس استراتيجيته في النزالات الأخيرة ويدفع بعيسى المحياني.

امتاز الهلال هذا الموسم بأداء رائع وهجوم قوي وخطوط متماسكة فحسم اللقب محليا، فامتلك أقوى خط هجوم حيث نجح لاعبوه في تسجيل 52 هدفا في 19 مباراة حتى الآن، كما أنه صاحب أقوى خط دفاع فلم يسكن شباكه سوى 15 هدفا،

ومع مجيء المدرب جيريتس حصلت طفرة نوعية في الهلال إذ أعاد المدرب إلى الأذهان أسلوب الكرة الهجومية التي يشتهر بها، فتسابق جميع لاعبيه لإحراز الأهداف ولم تقتصر المهمة على المهاجمين فقط. واللافت أن اللاعب القصير محمد الشلهوب يتربع على صدارة الهدافين بـ 12 هدفا، بعدما منحه جيريتس الثقة ليستعيد توهجه وتألقه، ويأتي خلفه رفاقه البرازيلي تياجو نيفيز بـ 11 هدفا، والسويدي كريستيانو فيلهامسون بتسعة أهداف، ثم ياسر القحطاني بثمانية أهداف. إلا أن بعض المتابعين والنقاد ومعهم عدد من الجماهير يرون أن الهلال بحاجة إلى التعاقد مع مهاجم محلي أو أجنبي متعللين بابتعاد القحطاني عن التهديف وهبوط مستوى بقية المهاجمين: المحياني، أحمد الصويلح، محمد العنبر، ولا سيما الأول القادم من الوحدة مطلع الموسم الحالي الذي لم يحقق آمال وطموح عشاق النادي، حيث لم يحرز سوى ثلاثة أهداف في الدوري.

وعلى الرغم من أن استراتيجية جيريتس وفلسفته التدريبية لا تعتمد على المركزية، ومباغتة الخصوم بتسجيل الأهداف من كل المراكز، فإن القحطاني الذي يهاجم، يصنع، يراوغ، ويسجل رغم كل ما يواجهه من مراقبة دائمة له، فإنه في أسوأ حالاته يعد عنصرا مهما لا يمكن لأي مدرب الاستغناء عنه.

من جانبه، شدد الوطني عبد العزيز الخالد مدرب المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة، على أن القحطاني يقدم أحد أفضل المستويات الفنية التكتيكية له مع الهلال منذ انضمامه إليه، مضيفا «الهلال يمتلك رصيدا تهديفيا 52 هدفاً وهو معدل عال جداً ونسبة كبيرة منها لياسر القحطاني دور كبير في تحقيقها، إما بتجهيزها مباشرة لأحد زملائه للتسجيل أو بتحركاته التي تتيح لبقية زملائه الحرية للتسجيل، وأعتقد من وجهة نظر خاصة أن ما يقدمه يعتبر أحد أفضل المستويات التكتيكية والفنية مع الهلال منذ التعاقد معه».

ويضيف الخالد «الهجوم الهلالي أقوى هجوم، والمهاجم إحدى الأدوات الهجومية للمدرب ولكنه ليس الهجوم كله ولكل مدرب طريقته ومنهجيته، ومنهجية إيريك جيريتس هي التي غيبت القحطاني عن التسجيل، حيث يقوم الأخير بسحب المدافعين وإشغالهم كي يتيح الفرصة للشلهوب، نيفيز، وويلي بالتسجيل، ويسهل المهمة لهم، وأنا على يقين لو كان هناك مهاجم آخر غيره في الهجوم الأزرق لما تمكن لاعبو الوسط من تسجيل هذا الكم الكبير من الأهداف».

ورفض ضرورة تعاقد الهلال مع مهاجم محلي أو أجنبي لتدعيم القحطاني، وقال «الهلال يملك مهاجمين على قدر عال وأعتقد أن المحياني توظيفه من قبل المدرب خاطئ فهو لاعب صندوق  رأس حربة تقليدي، وليس مهاجما مساندا لذا لم يستفد منه الهلال بالشكل المطلوب حتى اللحظة، وكذلك الهلال يمتلك أحد أفضل المهاجمين التقليديين العنبر الذي لم يجد الاهتمام الذي يستحقه من الهلال في بداية الموسم قبل إصابته، وخير دليل على ذلك أنه هداف من طراز نادر الدقائق القليلة التي شارك فيها الموسم الماضي تمكن خلالها من تسجيل ثمانية أهداف، والصويلح مهاجم متمكن وقدير، لذا من وجهة نظري أن الهلال لا يحتاج إلى المهاجمين بل بحاجة إلى توظيف المحياني والاهتمام بالعنبر».