[خليل الحريري]

هلال لا يكف عن الثرثرة

خالد الطويل

بادئة: وانغلق الهواء بين يدي الحائرتين مما تكتبان.

رغم تكاثف السحاب الذي لا يهطل ورغم الصقيع يسطع هذا الفريق الأزرق الرائع جن الملاعب الزعيم نادي القرن سَمُّوه ما شئتم فليس عليكم من حرج، رغم غبار المسافات يتخذ من المتعة أداءً ومن الإبداع لغةً وينتصب علما ممشوق العزيمة عندما يخوض لقاءاته بتألق غريب وإيقاع غني مغموس بالفرح كأنه خارج قيود الزمن بل خارج كل قيد.

يقف هذه الأزرق كعنق مشدود إلى القاع ويحمل الكثير من براءة أرضه ويمنحها دفء أنفاسه، يغرس وريده في تربتها ويهديها أشعة الفرح، يمر على الفصول ويبذر بصمته فيها ليخلق بسمة ملونة بالإبداع، ويظهر كشمعة مضيئة وسط الظلام بشعاع متألق غريب يضئ العتمة.

تنتفض الاراء الجديدة القديمة لمحاربة القادم القديم المتجدد، تثار ضوضاء هنا وهناك و تُحد السيوف لذبحه لكنه يحيا رغم كل الغبار الذي يتلاشى، يحيا لصياغة واقع رياضة أكثر الفةً وأكثر واقعية عندما ينهض بعصا الإبداع كي يعلو الصراخ ويستفيق من يستلذه بدلا من التكرار الممل، يخلق هذا الأزرق لغته الخاصة ووهجها ثم يضيئها بتألق يلامس الحقيقة ويثريها.

يحمل الهلاليون مبادئهم الصلبة الثابتة في أوقات متهالكة ليخلقوا الوعد ويشكلوا الوعي ويشقون طريقهم بثبات رغم الأنوف المتشابهة، لغتهم في ذلك هاجس يتشكل بعمق بعيدا عن إطار ضيق جامد يريد ذاك حصرهم فيه، يحاول ذاك نحت الصورة ولكنه لا يجيد قياسها لتخرج مشوهة مثل رمل صحراء جرداء ليلة صيفية داكنة.

رغم الضجيج المدوي يتحقق الحلم فيهتف دمع العشاق الزرق: لدينا ما نريد قوله، فقد قفزنا عن كل هذا الواقع، وتسلقنا أكمة الحلم بكل بهائه، واتكأنا على شرفاته حُلما صنعته عشيات وأماسي سنوات خلت، كانت تتفتق أكمام الورد لحظة بعد لحظة، كانت تثمر هذا الأزرق الرائع الجميل، ولا عزاء إلا لمن اقفل قلبه عن لذة الروائح الزكية.