الكيس الرابــع
أشـــوف اني طـولت عليكم الســـــالفه - المهم - أشار الضابط الى ذلك الجندي1 الحبيب أي والله حبيب , بتوصيلي وتسليمي الي الجــــوازات
في الجــوازات تأكدوا باني فعلا حسب النظام ( م ج هـ ول ال هـ وي هـ ) { وخلال الفترة التي قضيتها عند حرس الحدود واركب جيب وأنزل من جيب حتى وصــلوا بي الجوازات 000 كأني بدأت أعرف الحياة والعالم وش هم فيه وسار عندي شي من المعرفة والثقافة والأمور السياسية } قالوا الجوازات لي : أنت مجهول الهوية ما نعرف لك جنسيه ولا بلد وعندك 3 خيارات تختار واحد منها 0
طبعا صرت مثقف وعيني قويه " قلت : هات اشوف000 بيناسبني منها شي والا لا ؟
فبتسم ذلك العريف (الله يبض وجه) قال: اسمع قلت: أســلم
قال : أول اختيار أفريقــــيا والثاني الهــند
والثالث ندبغك حتى تختار واحد من الاثنين !
طبعا وبدون تفكير أخترت أفريقيا " عربي قح مثلي وين يسفرونه اكيد شمال افريقـــــيا , تونــس ، المغرب إذا مرة مرة طاح السوق ... مصــــــــر أم الدنيا ، وفي أي دوله من هذي أستطيع مراجعة السـفارة واستخراج الأوراق الثبوتية وجواز السفر
ثــم قلت لذلك العريف : طيب أنا اختار الدولة والمدينة اللى ستسفستر ستسفرون (من الفرحـه تلعثمت ) المهم قلت اللي بنروح لها ؟
قال : لالا هي دوله واحده نرسلك لها نيجــــــــــيريـا !!!!
قلت : نيجيريــــا لا نيجيـــريـا لا نـيـجــيريـــا لالا
الـهنـــــــد نــعــــــــــم الهـنــد نعم نعم !
قـــال العريف : عسى ماشر ويش اللي صابك ؟
قلت : سلامتك ولكني تذكرت سألفة قديمة أخبرني بها أبي عن والـده عن جـده عن جـد والـده عن جـــد جــــــده عن القحـم الأول تقول :
لا تضع العويدي والهيل مع البــاذنجــان في ســلة واحدة ، فذلك يفسدها وبتالي يفسد القهوة والهـقوه !
قال العريف : ياعـمـي الناس هالحين أختصروا الشغله كثير " كوب كابتشينو وانت ماشي
بلا قهوه بلا عويدي 0
صحيح كابتشينو ....... صحيح كابتشينو .......... صحيح كابتشينو !!
العريـــــف : أيش فيك رجعت عليك الحـــالة ؟
قلــــت : فعلاً هذا زمن الكابتشينو تشوف هالرغوة طافرة فوق و لاتدري ويش اللي تحتها !
!
جلست في ضيافتهم سبعة أيام ..... وفي اليوم الثامن أستدعاني ذلك العريف و قال لي اليوم سيتم ترحيلك الى الهنـد وقرأ على محدثكم أدعية الوداع والسفر وانا كل ما اتم كلمه اقول آمــــين ... آمين .. لا اريد ان كشف جهلي امامه ، ودعني .... وتوجهنا مع أخوه الكبير وكيل رقيب
الى المطـــار وشرعوا في اوراق المغادرة وانا أتلفت في زوايا ذلك المبنى الذي يسمى بالمطار لعل خبري تناقلته الركبان و الشعراء حتى وصل الى شيوخ وعرفاء زهـران فقدموا لنجدتي وإخراجي من هذي الورطة بالكفالة الحضورية ( ما قلت لكم ان سرت مثقف من كثر ما ركبت في الجيوب ) و لكن خاب ظني 0
و الشاعر يقول :
لاخاب ظنك بالرفــــــــــيق المـــــــــوالي
مالك مشــــــــاريه على باقـــي النــاس
وياعل قــصـــــر ما يجيله ظلالــــــــــــي
ينهـــــد من عــالي مبــانــــيه للــــساس 0
وبدأت النظر الى الوجوه لعل وعسى الأمل الأخير ، ولا زلت متقطب بيدي في قنانيب الأمل بفـــزعة اهل الفزايع و الشيشة قصدي الشيمة و لكن من كثر ما شديت فيها أتتني رؤوس تلك القنانيب خالية الوفاض حتى من مجرد بصمة ، فأخذتها ورميت بها في جرين الأحزان وقلت أصبر يا ولد و السفر للرجاجيل ويقولون فيه سبعة فوائد ( أصبر نفسي ) ،
و أحسست للمره الثالثة بالغبن والهوان والمرارة تخرج عصارتها على هيئة عبرات من عيون أخيكم المغادر إلى بلاد الهند ، وتسقط على ارض المطار و الناس تمـر وتدعس عليها ! لمح وكيل رقيب تلك العبرات.......... التي تنسكب عبر ذلك الخـــد ذو التضاريس العربية : كيــه وجنبها اثر بـداه وبقايا جرح على شكل حذوة كعي 0
فألمه المنظر , وقال مازحاُ : أجيب لك كابتشينو ؟
فرددت مزحـته تلك بـزفـرة جنوبيــه ( لو سمعنها مضيفات الخطوط الصينية لبكين منها كثيرا
بدأ المذيع الداخلي ينادي على الركاب المسافرين
.....
ونلتقي بكم قريبا مع الكيس الأخير