[عطر الكون]

ان الحمد لله - نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه - ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا - من
يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا أله ألا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدآ عبده ورسوله - اما بعد فأن من محاسن شريعة الله تعالي مراعات العدل واعطاء كل ذي حقآ حقه من غير علو ولا تقصير - اولآ حقوق الله تعالي ثانيآ حقوق النبي صلي الله عليه وسلم ثالثآ حقوق الوالدان رابعآ حقوق ألأولاد

خامسآ حقوق الاقارب سادسآ حقوق ولات الامر سابعآ الولأت والرعيه ثامنآ حقوق الجيران تاسعآ حقوق المسلمين
جميعآ عاشرآ حقوق غير المسلمين

الله يقدرني واشرحها لكم كلها - نبتدي بالحق الاول - وهو حق الله -
هاذا الحق احق الحقوق واوجبها واعظمها لانه حق الله تعالي الخالق العظيم المالك المدبر لجميع الامور - حق الملك الحق المبين الحي القيوم الذي قامت به السماوات والارض خلق كل شيئ وقدره تقديرا بحكمة بالغه - حق الله الذي اوجدك من العدم ولم تكن شيئا مذكورأ- حق الله الذي رباك بالنعم وانت في بطن أمك في ظلمات ثلاث لا يستطيع احدآ أن يوصل اليك غذائك ومقومات نموك وحياتك - ادر لك الثديين وهداك النجدين وسخر لك البوين امدك واعدك امدك بالنعم والعقل والفهم واعدك لقبول ذالك والأنتفاع به - والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار وألفأدة لعلكم تشكرون - فلو حجب عنك فضله طرفة عين لهلكت ولو منعك رحمته بك فأن حقه عليك عظم الحقوق لانه حق ايجادك واعدادك وامدادك - أنه لا يريد منك رزقآ ولا اطعامآ - لا لا نسآلك رزقآ نحن نرزقك والعاقبة للتقوى - وانما يريد منك شيآ واحدآ مصلحته عائدة أليك يريد منك ان تعبده وحده لا شريك له - وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما أريد منهم رزقى وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق اذو القوة المتين - يريد منك ان تكون عبدآله بكل معاني العبودية - كما انه هو ربك بكل معاني الربوبية عبدا متذللآ له ممتثلأ لأمره مجتنبآ لنهيه مصدقآ بخبره لانك تري نعمه عليك سابغة تتري - افلا تستحي أن تبدل هاذه النعم كفرآ- لو كان لاحدآ من الناس عليك فضل لاستحيت ان تبارزه بالمعصيه وتجا هره بالمخالفة فكيف بربك الذي كل فضل فهو من فضله وكل ما يندفع عنك من سوء فمن رحمته - وما بكم من نعمة فمن الله ثم اذا مسكم الضر فاليه تجارون - وان هاذا الحق الذي اوجبه الله لنفسه ليسير سهل علي من يسرالله له ذالك
بان الله لم يجعل فيه حرجآ ولا ضيقآ ولا مشقة - قال الله تعالي وجاهدو ا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدآ عليكم وتكونو شهداء علي الناس فاقيمو الصلاة واتو الزكاة واعتصمو ا بالله هو مولاكم فنعم المولي ونعم المصير
انه عقيدة مثلي وايمان بالحق وعمل صالح مثمر - عقيدة قوامها المحبه والتعظيم وثمرتها الاخلاص والمثابره خمس صلوات في اليوم والليله يكفر الله بهن الخطايا ويرفع بهن الدرجات ويصلح بهن القلوب والاحوال ياتي بهن العبد بحسب استطاعته -- فاتقو الله ما استطعتم -- قال النبي صلي الله عليه وسلم لعمران بن الحصين وكان عمران مريضآ صل قائمآ فأن لم تستطع فقاعدآ فان لم تستطع فعلي جنب -- وزكاة وهي جزء يسير من مالك تدفعه في حاجة المسلمين للفقراء والمساكين وابن السبيل والغرمين وغيرهم من اهل الزكاة - وصيام شهر
واحد في السنه ومن كان مريضا او علي سفر فعدة من ايام أخر ومن لا يستطيع الصيام لعجز دائم يطعم
مسكينآ عن كل يوم و حج البيت الحرام مره واحده في العمر للمستطيع -- هذه هي اصول حق الله وما عداها فانما يجب لعارض كالجهاد في سبيل الله او لاسباب توجبه كنصر المظلوم -- انظر يا اخي هذا الحق اليسير عملآ الكثير اجرآ اذا قمت فيه كنت سعيدآ في الدنيا والاخره ونجوت من النار ودخلت الجنه -- فمن زحزح عن النار وادخل الجنه فقد فاز - وما الحياتة الدنيا الألا متاع الغرور