...(تكملة قصيدة ناصر الزهراني)
181 في صنوف الأرزاق من كلّ طعمٍ في فيوضات جوده المغدقات
182 في مذاق الثمار في باسق النخل في الجنا في النواة
183 إنه الله سلوةً وضياءً في سماءِ العبّادِ والعابداتِ
184 عد إلى ظلّه الظليل التماساً للرضى وحسن الصِّلاة
185 حيث يكسوك حُلّةً من حنانٍ وأمانٍ في هجمة العاديات
186 وترنّم بذكره فهوة غرسٌ سوف تجني ثمارهُ اليانعات
187 إنّ صدق المحبّ يبدو جليّاً في عيونٍ بالدمع مغرورقات
188 وامتثالاً لأمره واحتراما لمواثيق حبّه المبرمات
189 وقياماً بحقّه من صلاةٍ وصيامٍ ومنسكٍ وزكاةِ
190 هذه همستي إلى كل قلبٍ عاشقٍ للرضى وهذي وصاتي
191 ونداءٌ مضمّخٌ بعبيرٍ لأناسٍ يستروحون العظاة
192 فاعمر الوقت بالتراتيلِ وانصب تحت جنح الدجى وحين الغداة
193 واغنم العمر فالمنايا خفايا كم دهى الخطب أنفساً غافلات
194 ليس تغنيك توبةٌ أو بكاءٌ حين تمنى بهجمة النازعات
195 إنه موعدٌ وما عنه مأوى لو سكنت البروج والناطحات
196 أين أهل السلطان والجاهِ ممن تاه فخراً في الأعصر الماضيات
197 أولم يفتك الرّدى بقصورٍ وديارٍ بأهلها آهلات
198 كدّر الموت صفوهم ثمّ بادوا وتجلّت رسومهم دارسات
199 أين من غرّه جمالٌ ومالٌ من كبار السادات والسيدات
200 سكنوا باطن الثرى بعد عزٍّ في ظلال المنازل الشامخات
201 أكل الترب حسنهم وتمشى الدود يرعى في أعظمٍ باليات
202 إن في صرعة الزّمان اعتبارا كيف تمضي أيامه خاطفات
203 فلتبادر إلى اغتنام الليالي ولحوقٍ للركب قبل الفوات
204 حين تمضي إلى إلهٍ عظيمٍ وعليمٍ بالجهرِ والخافيات
205 جامع الناس في مقامٍ رهيبٍ ومعيد العظام بعد الشتات
206 في مقامٍ تكون فيه البرايا خاضعات لربها مهطعات
207 فيه تجثوا قوافل الناس خوفاً ويحل الذهول بالمرضعات
208 لو رأيت الأبناء ولّوا فراراً عن نداءالآباء والأمّهات
209 هلعٌ يُمطر الورى فاستكانوا في وجيفٍ وأعينٍ شاخصات
210 وبكاءٍ وحرقةٍ ثم يدنو كوكب الشمس من حفاةٍ عراة
211 ليس للمرء ملجأ فيه إلا بمزايا أعماله الصالحات
212 ولمن واجهوا فلول الخطايا بدروعٍ من التقى سابغات
213 ودعاة لهديه في البرايا بقلوبٍ رفيقة راحمات
214 يقطف المؤمنون أزهار أمنٍ ويرون البشائر المرضيات
215 حورُ عينٍ وسندسٍ وثمار وفيوض من أنهرٍ جاريات
216 في نعيم لا ينقضي ومزيدٍ لوجوهٍ لربها ناظرات
217 يا إلهي إني مقرّ بذنبي وخطايا جوارحٍ مسرفات
219 ما جهلت المقام أو كان قلبي مشرئبّاً إلى دروب العصاة
220 ضعف نفسي وحسن ظني بربي جرّني للقصور في واجباتي
221 يا رحيما بعبده يا عفوّاً يا محل الآمال والمكرمات
222 يا إلهي ومن إليه التجائي يا ربيع الأفكار والذكريات
223 رضّني بالقضاء وامنن بفضلٍ وببردٍ للعيش بعد الوفاة
224 يا منى خاطري وسلوى فؤادي ليس إلا إلى رضاك التفاتي
225 منك حولي وقوتي واتكالي يا نصيري فلا تكلني لذاتي
226 جِدْ على عبدك المرجّى نوالاً من عطايا آلائك المشرقات
227 واهدي قلبي يا خالقي وارض عنّي فالرضا منك منتهى الأمنيات
228 أنت ألبستني من الفضل ثوباً بل ثياباً فضفاضةً ضافيات
229 يا غياث الملهوف من كل كربٍ يا معيناً للمرء في المعضلات
230 لا تدعني لحادثات الليالي وأجرني مما به الغيب آت
231 وقني من لهيب نارٍ تلضّى بسياجٍ من التقى والثبات
233 يا جواداً بلطفه يا عفوّاً لرزايا كبائرٍ أهو هنات
234 يا ملاذاً تهفو إليه البرايا والمرجى لفك أسر العناة
235 أُمْحُ عنّي صحائفاً من ذنوبي واعف عنّي يا غافر السيّئات
236 فاقتراف الذنوب عنوان ضعفي والتمادي في غيّها من سماتي
237 يا أنيسي عُدّتي واعتمادي وملاذي في ظلمة النائبات
238 وسروري وبهجتي ورجائي وضيائي في مدلج الحالكات
239 هذه لوعتي وهذي دموعي واشتياقي وقصّتي وشكاتي
240 أبتغيها ذخراً ليومٍ عظيمٍ يا إلهي لعلّ فيها نجاتي
241 وصلاةً زكيّةً وسلاماً للنبي الكريم خير الدعاةِ
|