عرض مشاركة واحدة
قديم 01-02-2010, 02:36 AM   #56
الدبلوماسي
 
الصورة الرمزية الدبلوماسي
 







 
الدبلوماسي is on a distinguished road
افتراضي رد: هذا الاسبوع مع قرية القزعه

في هذا الليل المتذبذب بالسكون ، جاءتني أحلامي وأشعلت شموع آمالي ، وهاج بخاطري الحنين إلى الماضي ، ورحت أسبح في مخيلتي ، عرفت أنها ذكرى ولا شيء غير الذكرى ،فقد مضت سنون من عمري, فهاج في نفسي ذكريات ما زلت أختزنها في ذاكرتي لقريتي الصغيرة التي احتضنتني بذكرياتها وآمالها وآلامها فتحية وفاء لهذه الليلة
فقريتي الصغيرة القزعه رغم قلة حجمها إلا أنها مازالت قادرة على أن تخرج أبطالا وشيوخا وعظماء من ظهرها حيث دخلت هذه القرية ميدان إنجاب الرجال من قديم الزمان ( قد تطرق لهم اخي / ابوعبدالله ,و اخي / السلطه الرابعه ) ، وقد لا نعلم قدر هؤلاء إلا بعد رحيلهم عنا وقد لا نقدرهم حق قدرهم إلا بعد أن نشعر بالفراغ الذي تركوه في حياتنا فهي قادرة على أن تعيد شيئا ولو بسيطا من الماضي وتخلطه بالحاضر ليكون بيننا من جديد رجالا وشيوخا وعظماء.
فهي القز عه وطني وحلمي وأرضي ، تلك الأرض الصغيرة المتشعبة في شرايين نفسي منازلها القديمة وطرقاتها الضيقة تحتل صفحات كثيرة من كتاب حياتي ، كانت فوانيس السهرات والدراسة التي تجمع بين شباب وشيوخ هذه القرية. وكنت حينما أتذكر قريتي وما فيها من سهرات منتشرة في كل أنحاء القرية ، كانت هذه الذكريات تهز مشاعري وتشعل شمعة الذكرى في ليل وحدتي ، أتذكر دائما طيبة أهل هذه القرية وحسن نياتهم ونقاء نفوسهم ، وطهارة محبتهم لبعض ومساعدتهم لبعض عندما نشعر أن الوجود قد اختفى منه الحب والوفاء والإخلاص ، أتذكر هواء قريتي العليل عندما تلفح الحرارة تقاسيم وجهي.
أتذكر نحن الصبية ذاهبون في الصباح إلى المدرسة , أتذكر الآباء وهم ينهضون مبكراً للعمل بمزارعهم,
وأتذكر أجيال المستقبل شباب هذه الأمة , بل شباب قريتي الغالية القزعه, الذين كانوا يمتلئون قوة ونشاطاً ورجـولة وشهامة , أتذكر الكلمة الصادقة والوعد الصادق ووعد الحر ، والأحلام الصغيرة البسيطة ،
القزعه تلك البلدة التي ولدت بين جدران حجارتها السمراء ، تلك القرية التي كنت أسكن وامرح فيها بوضعها البدائي ، فهي لا تختلف كثيرا عن القرى الأخرى الموجودة في بقاع الأرض الشاسعة ولكن هي عن غيرها التي أموت فيها حبا في انتمائي إليها ، قريتي الجميلة الرائعة الجمال لازلت أتذكر فيكي تلك الليالي القمرية حينما كان يتناغم بريق الشمس مع اقتراب الصباح مع خيوط النهار.
أهل قريتي كانوا يمثلون ذو الطريق الواحد والحي الواحد والبيت الواحد والخوف على بعضهم البعض ومشاركة بعضهم في شتى أنواع المناسبات.
هذا مما جال بخاطري ,
سعيد بن يوسف

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
الدبلوماسي غير متواجد حالياً