[خليل الحريري]

حزمة ضوء
بطولة النيات الحسنة
خالد الطويل

مدخل:

جن الملاعب تحترف كتم الأنفاس

ومن كثر هرجه سكّتوه بجداره

للشاعر راشد بن جعيثن

*****

لا أدرى ما هو حال هؤلاء الذين قال عنهم رئيس الهلال الذهبي الأمير عبدالرحمن بن مساعد قبل فترة في بيان صحفي بأنهم (يريدون دفعه إلى الاستقالة)، ولكن من المؤكد أن هؤلاء الذين عناهم الأمير بتصريحه لم يستطيعوا إيقاف المدمرة الزرقاء التي أعلنت فوزها ببطولة الدوري السعودي قبل ثلاث جولات من نهايته، ليس جديدا أو غريبا أو مستنكرا أن يفوز فريق نادي الهلال الأول لكرة القدم ببطولة جديدة يضيفها إلى أرقامه المسجلة محليا وخليجيا وعربيا وقاريا، وإذا كانت هذه البطولة التي تحمل الرقم (49) في سجل بطولات الفريق الهلالي الأول تأتي تتويجا لموسم خرافي ساده الزعيم وقاده بطريقته منذ بدايته إلى نهايته عبر أرقام لا تكذب ومستويات من الأداء تعبر عن حدود احترافية عالية وتكامل في العملين الفني والإداري، إلا أنها قبل ذلك وذاك جاءت لتعبر عن تماسك الإدارة الهلالية منذ بداية الموسم في ظل ضغوطات مختلفة منها ما هو معلوم ومنها ما لم ينشر، وكأن هذا اللقب المستحق يقول لرئيس الهلال: (لهم الصغائر حين تموت الضمائر .. ولنا المجد حين الجد)، أو كأن اللقب يردد ما حوته يافطة حملها مشجع هلالي خلال مباراة الهلال والفتح في الاحساء احتوت على عبارة صغيرة كبيرة تقول: (لنا البطولات ولكم المخططات).

هي إذن بطولة النيات الطيبة التي استحقها فريق القرن الهلالي الزعيم، وهي في ذلك تمثل انعكاسا للمثل الشعبي الذي يقول (النيّة مطية)، إذ لو غصنا عميقا في تاريخ النادي عبر مسافاته الطويلة منذ أن أسسه الشيخ عبدالرحمن بن سعيد وصولا إلى الإدارة الحالية فلن نجد هنا أو هناك ملامح غدر أو ادوار تآمر أو محاولات تقاطع أو أي خطوات للدخول من الشبابيك أو القفز فوق الأسوار، ولن نجد أيضا أن هؤلاء الهلاليين أكلوا مال احد أو حرموا أحدا من حقه، وبالطبع فإن سجلهم يخلو من المطالبات والشكاوى سواء كانت في المحاكم أو في أروقة الاتحاد الدولي، ومن المؤكد ألا احد من هؤلاء الهلاليين يريد أن يدير النادي لحسابه الخاص ليستفيد منه، وكأنه من أملاكه الخاصة، فالرياضة هي أسلوب وحياة تعامل لدى هؤلاء الزرق وليست عنوانا يدعي المثالية وتتم ممارسة عكسه، وهم في ذلك لا يتصنعون أو يدّعون بل يعكسون في الحقيقة تقاليد صحرائهم العربية السعودية.

و(هارد لك) لكل من حاول منع الهلال من الفوز باللقب، (هارد لك) لكل من تمنى هزيمة الهلال، ومبروك فقط لمحبي المتعة الكروية أصحاب النوايا الطيبة، مبروك لعشاق الهلال زعيم المجد.