بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كثرة الزيجات والأعراس من الأمور التي تبعث على الأمل والتفاؤل وتدعو للفرح والاستبشار، إلا أن ما يحدث من فئات نسائية تمرست على تحويل حفلات الزفاف إلى ميدان حافل تزاول خلاله سلوكيات منحلة وتصرفات ساقطة، يجعل من الأعراس وحفلات الزفاف مؤشرات سلبية تؤكد حالات الانحراف وفساد الأخلاق وفقدان الحياء والحشمة لدى طائفة من النسوة يتخذن من مظاهر إحياء الأعراس والاحتفاء بالعروسين ذريعة للمنافسة المسعورة فيما بينهن، باستعراض المفاتن وكشف العورات والتباري في حركات الرقص الخليع الماجن في مشهد عجيب غريب يوحي بأنهن قد فقدن عقولهن ولا تسأل بعد ذلك عن التدين والتزام العفة!
تلك المناظر والتصرفات المرفوضة تؤذي مشاعر الأخوات الفاضلات الملتزمات اللواتي يصدمن من حين لآخر بذلك الواقع المؤسف والمخزي بالطبع، فكثيراً ما تقع أعينهن على إحداهن وقد تكون فتاة مسلمة متعلمة مثقفة، أو امرأة كبيرة ناضجة ثم يفاجأن بها وقد انقلبت إلى كيان آخر فتبدي من مفاتن جسمها أكثر مما تستر أو تخرج عليهن بلباس ضيق مفتوح من جهاته الأربع وأحياناً يكون شبه عار أو شفافا يكشف أدق تفاصيل جسدها، وأخرى تتباهى، بفتنتها ومشيتها المتقصعة وقد انحسر فستانها فوق الركبة، وثالثة تطل على الجمهور بظهرها أو بطنها وغير ذلك من السلوكيات والأفعال المنكرة المحرمة التي تتكرر بأشكال وأنواع غريبة مريبة معيبة.
نساء الأعراس مصابات بهستيريا شديدة التأثير تجعل كلا منهن تتوهم أنها العروس المحتفى بها وأن الناس قد أتوا من أجلها وحدها ويتركز اهتمامها في خطف الأضواء عن الأخريات ليقال إنها الأجمل والأروع بل تتمنى أن توصف بأنها أكثرهن إغراء وإثارة ولكن إغراء لمن؟، وإثارة لمن؟!
يا له من عالم مسكون بالجنون والعادات المنكرة المنحطة، وهذا ما يدعو كثيراً من الأخوات الملتزمات المحافظات إلى عدم الذهاب إلى تلك الأجواء الملوثة، ويمتنعن عن تلبية الدعوة للحضور، حتى وإن كن ممن تربطهن بالعروس أو أهلها صلات قرابة أو رحم! وذلك حرصا منهن على عدم المشاركة أو الوجود كشهود عيان على المجون والفسق دون أن يكون لهن دور في تغيير تلك المنكرات الشنيعة التي أجزم أنها تحاكي في نوعيتها وطبيعتها الآثمة ما يقوم به عبدة الشيطان من طقوس كفرية إباحية صريحة! نسأل الله السلامة والعافية.
ورغم كل ذلك فما تزال "نسوة الأعراس"، ساهيات لاهيات وصل بهن الحال إلى درجة الإدمان والعياذ بالله، يخرجن من بيوتهن سافرات متبرجات متعطرات يرافقن السائقين الأجانب متوجهات إلى صالات الأعراس بألوان وأشكال عجيبة وغريبة بعد أن يصرفن المال الوفير، وقضاء ساعات مطولة بعيدا عن البيت والأولاد ما بين الباعة والخياطين وصالونات التجميل، ثم الذهاب إلى صالات الأفراح وقاعات الفنادق وغيرها للمشاركة في رقص ماجن متهتك على أنغام مزامير الشيطان، وما يحدث أثناء هذه المناسبات من اختلاط محرم بين النساء والرجال عند الزفة وجلوس العروسين فيما يعرف بالكوشة وقد يتراقص الجمع مع بعضهم وهم على تلك الشاكلة!
وإننا نتساءل مستنكرين: أين ذهبت الغيرة على الأهل والأعراض، وكيف نسكت على هذا الوضع المزري وقد تحول إلى ظاهرة تنذر بعواقب وخيمة، خاصة مع إمكانية تصوير تلك المناظر واللقطات ونشر الفضائح عبر وسائل حديثة متعددة والمصيبة أو الطامة الكبرى أن الأزواج والآباء يتساهلون في هذه المسائل ويغضون الطرف عن ذلك كله!!
إن ما تقدم يتطلب وقفة جماعية جادة وحاسمة نصحح بها هذا الوضع المرفوض، فقلما سلم عرس من أعراس هذا الزمان من تلك الممارسات والسلوكيات الفاحشة الذميمة.
* تفسير: الهستيريا مرض نفسي عصابي، تحاول صاحبته أن تكون محط الانتباه ولفت الأنظار وتتسم بالانفعال.
* توجيه: هناك فئة من الشباب اعتادت على التراقص بطريقة مائعة سفيهة فيما يعرف بحفلات "السامري" التي تقام في ساعات متأخرة من الليل وتستمر حتى طلوع الفجر، تعم خلالها الفوضى ويتظاهر بعضهم بأن به مساً والعياذ بالله وغيرها من السلوكيات والأفعال الطائشة، وفئة أخرى تذهب للأعراس فقط من أجل الاستعراض بالسيارات بحجة المشاركة في موكب العريس وما ينتج عن ذلك من مشاكل عديدة.
منقول