[خليل الحريري]

مصافحة
بطولة ال 100 متر
عايض الحربي

جاء فوز الهلال الأخير بصورة تختلف عن باقي البطولات التي حققها من قبل، فالهلال ألغى المقولات التي تذهب إلى أن الدوري لا يفوز به إلا الفرق ذات النفس الطويل، لكن الهلال تجاوز هذه النظرية وأسس قانوناً جديداً أن المقولات لا يمكن أن تعمر طويلاً متى ما وجدت رجالاً يعشقون التحدي، وطموحاً خلاقاً نحو تحطيم الأرقام القياسية، ظهر الهلال في الدوري ك"الخارق" الجامايكي اوسين بولت أو السباح الأميركي مايكل فيلبس، في تحطيم الأرقام وعشق الوصول إلى خط النهاية بأسرع وقت، فمشوار الفريق القصير في الدوري والذي توجه باستعادة اللقب تؤكد هذا التوجه.

يقول الملاكم الأسطوري محمد علي كلاي إنه من الصعوبة أن تكون متواضعا عندما تكون شخصا عظيما مثلي.

كأني بهذا هو حال الهلال في هذا الموسم، فنادي القرن الآسيوي حقق أولويات غير مسبوقة في اللعب الجميل واللعب النظيف وعدد مرات الفوز ومعدل التهديف، وأشياء أخرى كثيرة أهلته لأن يتوج بلقب دوري زين بشكله الجديد، وبزمن قياسي لن يتكرر كثيرا، فاللقب حسم قبل ثلاث جولات من النهاية.

كان واضحا من مباراته الافتتاحية في مستهل الموسم أن هذا الفريق هو بطل الدوري، فرغم صعوبة المباراة والتي كانت خارج قواعده أمام الوافد الجديد القادسية والرطوبة الشديدة التي ساندت صاحب الأرض في مساعيه الدفاعية للخروج بنقطة ثمينة، ورغم أن المستوى الفني لم يكن مقنعا إلا أن الروح التي أظهرها الفريق كانت مؤشرا واضحا على أن الفريق عازم على تحقيق اللقب هذا الموسم، ومضى الفريق بعد ذلك يبرهن أسبوعا بعد الآخر أنه البطل الأوحد هذا العام، وبدت لقاءاته وكأنها احتفالية باكرة بلقب الدوري.

في هذا الموسم كان الهلال بعيد المنال عن الجميع، لم يكن هناك منافس حقيقي للفريق، لم يكن بمقدور أحد إيقاف مسيرته أو حتى تعطيلها، حتى التحكيم واللجان المختلفة التي اجتهدت كثيرا في محاولات يائسة لإبقاء التنافس والإثارة في أجواء الدوري لم تفلح مساعيها، فالهلال واصل مسيرته غير مكترث وكأن الأخطاء والعقوبات التي يتعرض لها لا تعنيه.

الهلال يبدع ويمتع.. ويطلب من الآخرين أن يجاروه في الأداء الممتع، أليس الهلال هو الفريق الذي لم يتعرض أي من لاعبيه للطرد؟ من هو الفريق الذي يفتقد أكثر من لاعب مهم ومع ذلك يؤدي بصورة تشعرك وكأن الفريق يلعب بكامل نجومه؟ ومن هو الفريق الذي لعب نهائياً وخسره ثم عاد في أقل من أسبوع واستعاد كبرياءه الذي جرح.

خاتمة:

باستثناء جماهير الهلال لا أحد يتمنى أن يتكرر ما حدث هذا الموسم، وأن تنحصر المنافسة والإثارة على المركز الثاني والبطاقات الآسيوية لأن في هذا إجهاض لحلم صناعة دوري محترفين وهو في مرحلة الإثارة.

الحل ليس في تعطيل الهلال بل في دفع الآخرين للاقتداء بالبطل الجديد والطريقة التي حسم بها بطولته الجديدة.