[align=CENTER][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.zahran.org/vb/backgrounds/1.gif');"][cell="filter:;"][align=center]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
موضوع تكلم عنه الكثير، وتألم منه الكثير.. وغفل أوتغافل عنه الكثير..بدعوى أنه تحت أستار الظلام..ولابأس مالم يعرف بذلك أهل هذا الشاب، أو زوجة ذاك المتزوج، أو الزوج المخدوع بزوجة لاتستحق الحياة.. أو المجتمع الذي يحرص فيه هذا وذاك على صورتهما أمامه أكثر من حرصهما على دينهما...
يتمرغ شباب في وحل رمي الأرقام لهذه الفتاة ولتلك المرأة، وتتوه خطاهم في ظلمات غرف الشات، ويلهثون مستميتين على أحدث التقنيات والطرق الشيطانية لرمي شباكهم على صيد وفير.. من فتيات ونساء أضعن طريق الصواب.. ورحن يتلمسن وهم الحب تارة.. ويلتقطن الطعم من سنارة كذبة الزواج تارة أخرى..
وتحت تأثير مخدر الحب ترتكب عمليات بتر القيم والمثل، وتنزف دماء الحياء والنقاء حتى تجف منها العروق..
كل هذا وغيره من هذه الجرائم ترتكب والبعض يمر عليها محاولاً أن يصلح ماأفسدته الحداثة الوهمية، والبعض يعرف ويتغاضى عن ذلك بدعوى الحياء من أن يقول أن هناك أخطاء لابد أن توقف بكل السبل، وبعضهم برغم كل مايحدث حوله يجلس هنا وهناك متغنياً بالمدينة الفاضلة.. وكأن أفلاطون قد وصف مدينته..
ومع ذلك فلابد أن نعترف جميعاً بأنه على الرغم من الفضيلة والأخلاق الحميدة في فئة كبيرة ممن حولنا..فإن تلك المخالفات والتجاوزات أصبحت بين عشية وضحاها سلوكاً واضحاً لايخفى على كل ناظر للحقائق..
إن الخطر البالغ الذي يغفل أو يتغافل عنه أولئك القناصة الذين يقفون مترصدين لفريسة تلو الأخرى، هو ماقاله رسول الله صلوات الله وسلامه عليه في حديث القاسم بن بشر (عفوا تعف نساؤكم).. وذاك لأن الأعراض ديون تستوفى من أهل البيت..
ولعل معظمنا يعرف قصة السقا التي رواها الآباء لأبنائهم منذ زمن بعيد والتي تحكي أن هناك رجل صائغ اشتهر بأمانته وورعه في بلدته، وكان عنده سقا — وهو قديما من كان يأتي بالماء يومياً للبيوت — وكان يأتي فيضع الماء في الزير ثم يمشي، وفي يوم حدث ما لم تتوقعه زوجة الصائغ فبعد أن انتهى من وضع الماء في الزير جاء في زاوية البيت ومر بجانبها ومسك يدها مسكة بها ريبة..فلما رجع الصائغ إلى بيته قصت عليه زوجته القصة. فقال لها لقد جاءت اليوم امرأة ذات ورع ودين.. وطلبت مني أن أصيغ لها أسورة من ذهب فمدت ذراعها لكي يأخذ مقاس الأسورة فأعجب بذراعها فمسك يدها مسكة بها ريبة، فقامت مسرعة.. وخاف الرجل من الله واخذ يلوم نفسه ويحاسبها على ما بدر منه..
وبعدها بكى الصائغ وقال لزوجته: دقة بدقة ولو زدنا لزاد السقا..
قال الإمام ابن مفلح في الآداب الكبرى: قال بعض العباد: نظرت امرأة لا تحل لي فنظرت زوجتي من لا أريد. وقال ابن الجوزي في صيد الخاطر: ما نزلت بي آفة ولا غم ولا ضيق صدر إلا بزلل أعرفه حتى يمكنني أن أقول هذا بالشيء الفلاني، وربما تأولت تأويلا فيه بعد فأرى العقوبة. وقال محمود الوراق:
رأيت صلاح المرء يصلح أهله ويعديهم داء الفساد إذا فسـد
ويشرف في الدنيا بفضل صلاحه ويحفظ بعد الموت في الأهل والولد
فليتق الله كل من سولت له نفسه أن يغرر بفتاة أو يلحق بأخرى ويستبيح لنفسه مايحرمه على محارمه، ويسرق ما لايحل له.. دون وجه حق.. وليعلم أولئك اللصوص، أن الأعراض ديون تستوفى.. فلابد أن يرد الدين في أهل بيتهم..
ورحم الله الإمام الشافعي إذ قال:
عفوا تعف نساؤكم في المحرم.. وتجنبوا ما لا يليق بمســلم
إن الزنا دين فإن أقرضته.. كان الوفا من أهل بيتك فاعلـــم
يا هاتكا حرم الرجال وقاطعا.. سبل المودة عشت غير مكــــرم
لو كنت حرا من سلالة ماجد.. ما كنت هتاكا لحرمة مســـــــلم
منقول
[/align][/cell][/tabletext][/align]