تعريف المشاكل في قاموسي: أنها قماش ملونة، وقصت بطريقة معقدة، ثم فصلت ووضعت بين أيدينا لنلبسها....
المشاكل هي دافع الاستمرار في الكشف عن الحلول اللازمة للتغلب عليها، وليس الاستسلام لدوامة الحياة والقول (قدر الله وما شاء فعل) نعم نؤمن بأن الله قد كتب كل شيء، ولكن أعطانا بالمقابل عقلاً كي نفكر في حل تلك المشاكل التي نتعرض لها، ولا يجب أن نقف مكتوفي الأيدي ننتظر متى ستحل الأزمة وتغادر المصيبة ؟
ما جعلني أكتب في هذا الموضوع هو رؤيتي الكثير من الناس وللأسف الشديد عند تعرضهم لمشكلة ما، يضربون الخمس بالخمس، ويقولون متى سيغادر عنا الهم؟
ولا يحاولون أبداً دراسة المشكلة وإيجاد الحلول اللازمة لها، كي يفلتوا منها، والعجب كل العجب لا يمكن لهم القول سوى (هذا شيء مكتوب).
وطبعاً وبكل تأكيد نقول لكل من يدعي صبره على تحمل المشاكل وترك خيوطها كي تنتشر وتكثر العقد دون أي تدخل، ويدعي أيضاً بعدم مبالاته أمام المصائب لذلك النوع من الناس أقول (لا يوجد أبداً من يتحمل المشاكل ولو كان أقوى رجل في الوجود، لأننا لو قمنا بوضعه بين ألسنة النار لنسمع أنين صراخه وكأنه طفل، وهكذا تكون حرقة القلوب عند التعرض للمصائب.. فلا يقل أحدكم إنه يستطيع الصبر دون البحث عن حل للمشكلة التي عرفت طريقها نحوه).
كم من شخص مات غريقاً ببحر المشاكل، والسبب الهم الذي تمكن من قلبه ولكنه لم يفكر في كيفية التغلب على ما قد واجه... وبالمقابل كم من شخصٍ قلنا إنه يعيش في عالم المعجزات الذي قد انتهى زمنه، حيث المصيبة لم تمكث لديه سوى أياماً معدودة والسبب في ذلك قوته وإيمانه وبحثه عن الأسباب التي تفك قيده من المشاكل التي تعرض لها..
وهكذا الحال... عندما تعلن رحلة المصائب والمشاكل بالهبوط على حياتنا، وتحمل تذكرة الألم بين طياتها، هنا تجعلنا ضائعين ومكتئبين، ويغلفنا طابع الحزن النبيل طيلة وجود هذا الضيف الثقيل بين أركان أجفانٍ قد نالت منها ملاحة الدموع.
نقطة:
ان أساس حل المشاكل بشتى أنواعها هو الصدق التام والإرادة الجازمة في البحث عن الحلول اللازمة، وبذلك تحقق الأهداف المستقبلية المرجوة، وبتحقيق القليل من الصبر يحقق لنا النجاح المنشود والمستمر.
اعتراف:
نعم أعترف بأنني كثيراً ما أفتخر بكل من أجده قوياً ازاء كل المشاكل التي تصادفه وبكل ثقة يردد ستزاح بعون الله، ثم بأخذي لهذه الحلول والأجمل كذلك قوله في كل مرة: تعرضت ولشتى أنواع المشاكل ولكن بالإرادة والجزم ثم اليقين بأن الله قد وضع للمصيبة والمشكلة حلاً، ويختصر (يوم ما غرقنا في بحر ستين... ما نغرق في بحر ستة)، فهذه هي الشجاعة التي نرجوها للجميع ولي أولاً...
لحظة:
حينما تحل أخي الحبيب مشكلة بحياتك، ستجدها كالطير الذي يرقص مذبوحاً من الألم، فاهم أنها ستغادر بمجرد البحث عن أسبابها وحلها بكل الوسائل التي بحوزتك، فالهموم التي تسكن دنيانا تحتاج بالتأكيد إلى معجزة تنقذها من الدمار، ولن يتم ذلك إلا ان وجدت الإرادة نحو التغلب على المشكلة.
منقول