بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أخي العزيز والحبيب دعني ابحر معك قليلا وأحشر بقلمي في مخيلتك ليتوسع المفهوم وتصل العبرة ( بكسر العين ) لمن يريد أن يعتبر .أو وربما تجد أذن صاغية تجعلها ( بفتح العين ) .
ومن أكبر نعم الله علينا أن حبانا الله سبحانه وتعالى نعمة كبيرة لعموم شعب المملكة العربية السعودية وهو أن أمر الله علينا قيادة حكيمة أساس بنائها مخافة الله في الرعية وتحكيم كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وخدمة الحرمين الشريفين وكل مواطن ومقيم على هذه البقعة الطاهرة ..
ولكن ليست هذه نقطة البحث ( كما يقول شيخنا عدنان العرعور حفظه الله ) بل موضوع بحثنا اليوم هي الإمارات الصغيرة التي قد لا تظهر للمجتمع بشكل كامل وواضح
إمارة الاثنين والثلاثة ..
إمارة المجموعة في سفرها
إمارة المنظمات والدوائر الصغيرة
إمارة الكيبوردات
إمارة من يريد أن يفرض لنفسه بإمارة .
فبعد حمد الله وشكره فلقد أمرنا الله جل وعلا بالاجتماع، ونهانا عن الفرقة والنزاع، قال تعالى: {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.
وفي الأثر عن عمر - رضي الله عنه : « إنه لا إسلام إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمارة، ولا إمارة إلا بطاعة، فمن سوده قومه على الفقه والدين، كان حياةً له ولهم، ومن سوده قومه على غير ذلك، كان هلاكاً له ولهم » .
ومن خلال هذا يتبين أهمية الإمارة أو ( الرئاسة ) التي هي من أعظم واجبات الدين، كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: « فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع، لحاجة بعضهم إلى بعض، ولا بد لهم عند الاجتماع إلى أميرٍ يسوسهم، وقائدٍ يقودهم، وإذا كان ذلك واجباً في أقل الاجتماعات، وأقصرها، فكيف بأمر المسلمين »
وفي الحديث: (إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم) تنبيهاً بذلك على سائر أنواع الاجتماعات .
فالجماعة المسلمة التي تتفق على كتاب الله، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم- في حفظ الله ورعايته، وإنما يأكل الذئبُ من الغنم القاصية، وهم بعيدون من الأذى والخوف، والاضطراب، فإذا تفرقوا زالت السكينة، وفسدت الأحوال، ووقع بأسهم بينهم شديد، وليعلم أنه لا يمكن أن تتوحد الأمة، أو تجتمع على كلمةٍ سواء إلا بإمارة على منهج الإسلام.
ومن ذلك عرف الناس والتاريخ مسلمات لا حياد عنها نوجز بعضها وهي :
1- أهمية الإمارة ترتبط بأهمية إقامة الدين، وتنفيذ أحكامه ومنها المقاصد الشرعية التالية :
- إقامة شرع الله تعالى في الأرض.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- اجتماع الأمة على كلمة سواء.
- حماية البلاد الإسلامية ( المكان ) من الأعداء.
2- المقصود بأولي الأمر في قوله تعالى: ((أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)) : الأمراء فقط، ويصدق هذا اللفظ أيضاً على العلماء بدلالة السياق، كما في قوله تعالى: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} (النساء 83). مع التنبيه أن الأصل في الأمراء أن يكونوا من أهل العلم.
3- يستمد الأمير شرعية إمارته من خلال الآتي:
- اختيار أهل الحل والعقد له .
- الاستخلاف الذي هو بمعنى الاقتراح.
- القهر والغلبة .
4- إذا غير الأمير أو بدل في شرع الله، يصبح الزمان خالياً من الإمارة خلواً شرعياً ، وتنتقل الولاية في هذه الحالة للعلماء.
5- الأقدر في تحقيق المقاصد من الإمارة والتأمير هو الأولى بالتعيين.
6- الطاعة هي: عبوديةٌ يتقرب العبد فيها إلى الله، فلا يجوز المغالاة فيها.
7-شروط الإمارة الخاصة الآتي:
- الإسلام.
- الذكورة.
- العدالة الجامعة لشروطها.
- الحرية.
- البلوغ.
- العقل.
- الكفاية.
- السلامة الجسدية.
- عدم الحرص عليها.
فيا ترى هل كل أمير أمير
وهل كل رئيس رئيس
وهل كل مدير مدير
وهل كل ADMIN .. ADMIN
لذلك أعتقد بأنه لن تنهار إماراة او رئاسة إلا بفساد البطانة .. ومحاباتهم على حساب الرعية .. وأن يمسك غير الكفؤ أحوال الناس .. فلا غرابة في الأمر فقد أخبر رسول الله عن علامات الساعة الصغرى بأن منها :
1- إسناد الأمر إلى غير أهله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة"(رواه البخاري).
2- ائتمان الخائن وتقريبه . قال صلى الله عليه وسلم: "من أشراط الساعة الفحش والتفحش وقطيعة الرحم وتخوين الأمين وائتمان الخائن "
3- تصدُّر السفهاء وتكلمهم في الأمور العامة للناس. قال صلى الله عليه وسلم: "بين يدي الساعة سنون خدَّاعة يُتَّهم فيها الأمين ويُؤتمن فيها المُتَّهم وينطق فيها الرويبضة قالوا: وما الرويبضة؟ قال: السفيه ينطق في أمر العامة".
4- يكون السلام للمعرفة، فلا يسلم الرجل إلا على من يعرف. قال صلى الله عليه وسلم: "أن من أشراط الساعة أن يسلم الرجل على الرجل لا يسلم إلا للمعرفة".
5- يكون زعيم القوم أرذلهم ويسود القبيلة فاسقهم.
نسأل الله السلامة ... والسلام عليكم