إن المواقف التي تمر بالطلاب و المعلمين هي خلاصة ما تم تداوله بينهم طيلة العام الدراسي من تعليمٍ و تعلُّم . .
و المتأمل في هذه المواقف يلحظ كم هي مهمة كونها توضّح لنا بجلاء التغذية الراجعة لنا بعد السيل العارم من المعلومات
و التعليمات التي يصدرها المعلّم لطلابه
و في الإمتحانات . . تنساب - تلقائياً - أمامنا عشرات المواقف التربوية في اليوم الواحد ، مبينةً لنا من خلال كونها سلبية أو إيجابية مقدار ما توصلنا إليه من نجاحات كمربين تجاه أبناءنا الطلاب
و من المواقف التي مرّت بنا في الأيام القليلة الماضية ، و التي سأروي بعضها على لسان الطالب و المعلم :
* الموقف الأول *
الطالب : أستاذ . . هل لديك قلم ٌ أزرق ؟!
المعلم : نعم . . ولكن أين قلمك ؟! يفترض بك أن يكون لديك أكثر من قلم !
الطالب : لقد نسيته في البيت يا أستاذ
المعلّم : حسناً . . لا بأس ، خذ هذا القلم الأزرق
الطالب : شكراً يا أستاذ ، و سأعيده لك بعد انتهاء الاختبار
الوجه الحسن في هذا الموقف : عطف المعلم على الطالب ، و نصحه بأن يحتاط بأكثر من قلم
و كذلك . . شكر الطالب لمعلمه على الخدمة التي أسداه إياها
و من خلال مواقف مشابهة كــ ( نسيان الطالب لآلته الحاسبة و غيرها من الأدوات ) نلحظ عدم التركيز و الاهتمام
من بعض الطلاب ، و عدم التفاف بعض أولياء الأمور حول أبنائهم أثناء الاختبارات ، و تذكيرهم بما قد ينسوه
أما الطالب نفسه فقد يقسو على نفسه بمذاكرة منهجٍ دراسيٍ كامل ( في زمنٍ وجيز ) ما يجعل الذاكرة مشغولة نماماً
عما هو مطلوب منها ، و هذا ما نلحظه في تصرفات بعض الطلاب في الإمتحانات و التي تنمّ عن انشغالٍ دائم للذاكرة !!
* الموقف الثاني *
هذا الموقف أكثر صعوبة على الطالب . .و كذلك على مراقب لجنة الامتحان
إنه الغش
اعتاد الكثير من الطلاب على الاعتماد على غير الله في الامتحانات ، سواء على . .
(
قطعة ورق صغيرة مكتوب فيها معلومات تتعلق بالمادة ) أو (
من خلال نظره المتكرر لزميله في قاعة الامتحان ) . .
و هنا يضع الطالب نفسه في موقفٍ صعب ، و كذلك الملاحظ في لجنة الاختبار ، ما قد يؤدي إلى تحرير محضر غش بحقه !
ظاهرة الغش في مدارسنا " متفشّية " بشكلٍ كبيرٍ مع الأسف . .
و نحن نعلم أن أكثر أسئلة الامتحانات اليوم
موضوعية ( صــح و خطــأ ، اختيار من متعدد ، حقلين أ / ب ) . . و هكذا
و هذا يعني أن التفات أحد الطلاب ( ممن لم يذاكروا المنهج ) لفترةٍ و جيزة أثناء الاختبار . .
يؤدي إلى حصوله على الإجابات الصحيحة من زميله الذي أفنى الليالي الطوال مثابراً مجتهداً . .
هذا الأخير قد يعطي الإجابات لزميلة باتفاقٍ مسبقٍ بينهم . .
و لكم أن تتخيلوا غير ذلك . . حيث يتم ذلك (
بالضغط على ذلك الطالب المجتهد من قِبل زميله المهمل )
هذه المشكلة ( الغش في الامتحانات ) تسبب الغبن للطلاب الذين لا ينوون الغش ، و بالتالي
قد
تعزز الرغبة في الغش لديهم بالرغم من عدم اقتناعهم به ، و هنا نخسر صفة عظيمة عند الكثيرمن طلابنا . .
إنها صفة " ا
لأمانة "
= = = = =
كتبتها على عجل . . و إلى اللقاء في مواقف تربوية أخرى
تحيتي و تقديري للجميع
///