أخي الوسم
أشكرُك بادئ ذي بدء على هذا الطرحِ الجميلِ و على تبريرِك الأجمل لما أضحى يشبهُ الظاهرةَ في السوادِ الأعظمِ من المنتديات.
لعلى يا سيدي لا أختلفُ معكَ كثيراً فيما ذهبتَ إليه إلا أنني أزعمُ أني لا أخلو من إضافةٍ قد تثري طرحَكَ المتعقلِ هذا.
لقد أتعبتنا الأنثى كثيراً بما تمتلكُ من سحرٍ حلالٍ يكمنُ في عينيها تارةً و في باقي مفرداتِ أنوثتِها تارةً أخرى، و قليلاً ما يغشاها كلها. لقد بدأ الرجلُ يطاردُهَا منذُ الأزلِ فشقي البعضُ و أودى الهوى بحياةِ البعضِ الآخر، و الأنثى في الحالينِ كليهما بريئةٌ من شقاءِ هذا و في حلٍ من دمِ ذاك. ليس لها من ذنبٍ إلا أنها أنثى، جاءت إلى الرجلِ لتؤنسَ وحشتَه فما زادته إلا غُربة و شتاتاً.
لاكَ الشعراءُ بسذاجةِ كلماتِ العشقِ و عباراتِ الغرامِ منذُ الأزلِ، فلم ينل عنترٌ شيئاً من عَبلتهِ و ما شفعَ لقيسٍ شعرُهُ في ليلى و لم يكن كثيِّرٌ بأمثل حالاً من سابقيه.
جئنا بعدئذٍ لنجترَ ما قالوه إرضاءً غير مجدٍ لتلك الأنثى، بل و أضفنا لمن سيأتي بعدنا إرثا ثقيلاً مشابهاً و غير متشابهةٍ لما ناءت به ثقافتُنا في العصورِ الغابرة.
ليتنا - أيها العزيز - نكفُ عن ذلك العبث فنغضُ الطرفَ عن من لم ترقب في الرجل إلاّ و لا ذمة، عندها ستجثو الأنثى كلما شعرت بمَقدمِ رجلٍ، تماما كالذي يحدثُ من البعضِ عندما تسبقُ الأنثى إلى المكانِ رائحةُ عِطرِها. إن نحن فعلنا – و لن نفعل - فستقول الأنثى في الرجلِ الشعرَ بل و ستعلقه في جدائلِ شعرِها انتظاراً لموسم عودة ذي اللب.
من المحتملِ أن أكونَ قد ذهبتُ بعيداً ، و لكن حسبي أنني لم أتعمد ذلك. فخذني كما أنا أو فلتدعنـي إن أنتَ شئت.
تحياتي