أتعجب عند سماعي عن أشخاص يعانون مشاكل اجتماعية ولا يُفصحون عنها ,لكن العَجَبَ العُجَاب سماعي عن أشخاص يعانون من نفس المشاكل و يًفصحون عنها, لكن لا أحد يستجيب لهم... لا أحد يفهمهم... لا أحد يَعي ما يشتكون منه...إنهم فئة من الشباب لهم عالمهم الخاص الذي يعيشونه؛يحاولون التعبير عما في دواخلهم...لأصدقائهم,أو لإخوانهم,لأهاليهم أو حتى لمعلميهم,لكن لا أحد يفهمهم أو يستجيب لهم :إنهم فئة المبدعين,إنهم موهوبون,لكن لا يستطيعون إبراز مواهبهم أو إبداعاتهم, لأنهم بكل أَسَف مريضون :"بالرهاب الاجتماعي"؛ذلك الشَّبَح الذي بات يهدّد كل مُتزعزع الثقة في نفَسه,إنه كالقفص الذي يُسجن فيه الطائر فيُحرم من الحرّية؛حرّية إبراز المواهب والإبداعات,لماذا يا ترى لا يستطيع فهمهم أحد؟! لماذا لا يوجد من يساعدهم على علاج هذا الدّاء في المدرسة من المعلمين؟! ,لماذا لا يوجد برنامج خاص يحتضنهم...أو حتى دورات تقام للمعلمين للتعامل مع هذا الصّنف من الطلاب؟!,هؤلاء المبدعون المخفيون ...الخجولون...من يحتاجون إلى أسلوب معيّن للتعامل معهم.
إنما هؤلاء الطلاب... كشلاّل مسدود بصخره؛ فإذا أُزيحت هذه الصخرة, ستنبثق المواهب والإبداعات, سيكونون قادرين على إظهار كم هم مبدعون, بل كم هم موهوبون, سيثبتون للعالم كم يعتمد عليهم لبناء المجتمع.
وإني في هذا المقال... لم أكتب تنكيلاً ولا تنقيصاً لمعلمينا الأفاضل,ولا بأدوارهم التربوية,أو التلميح إلى ذلك بأي حال من الأحوال؛ وإنما كُتِب للفت النظر لهذه الفئة من الشباب المبدعين, وكيف يمكن توجيههم لما فيه خير الأمة والوطن والمجتمع .