عرض مشاركة واحدة
قديم 17-02-2010, 04:01 AM   #10
أديب

قلم مميز
 
الصورة الرمزية أديب
 







 
أديب is on a distinguished road
افتراضي رد: .•ܔ•[●●● وعلى قارعة الصور نحكيهم ●●●]•ܔ•.

ألا أيها الحزن . . هل تكفي دموعي و نحيب صوتي و أنّات قلبي كي أحتويك ؟!!
فطريقي معك أظنّه سيطول لأشهر . . أو لسنين ، و ربما حتى النهاية حتى أستوعب هذا العنوان الغريب :



مات أبي !!


في صباح يوم باردٍ من أيام الشتاء . . صحوت على طرقات بباب حجرتي . .
فتحت الباب . . فكانت و الدتي ، فقالت لي :
إن أباك في المستشفى ، يبدو أنه منهك بسبب مرض السكري !!

فزعت . . و اندهشت ( و الدي أصلاً ذهب في نزهة مع بعض الأقارب إلى تهامة ، حيث الجو دافيء ) !!
فكيف به يكون بالمستشفى ؟!!

توضأت ، لبست ملابسي ، صليت صلاة الفجر . . كان هاتفي النقّال مغلقاً طوال الليل ( كعادتي ) . .

فتحت الهاتف . .

و إذا بمكالمة تردني من شقيقي بالرياض قائلاً ( بنبرةٍ حادّة ) :
السلام عليكم ، هل مات أبي ؟!!

و بين الدهشة و التأكد و بين محاولة التهوين عليه وقفت حائراً صامتاً !!

لكني استوعبت ذلك السؤال الغريب الذي لا يأتي إلا مرة في العمر و قلت له :

ما هذا الكلام ؟! دعني أتأكد !!

مررت بصالة المنزل ، و والدتي و عمتي ( شقيقة أبي ) تجلسان . . قائلتان : أذهب و لتطمنا على أبيك
فهززت رأسي . . و أصبح الشك لا يفارقني بأن شيئاً أكثر من مرض والدي قد حدث !!

استقلّيت سيارتي و ذهبت إلى المستشفى . .

في الطريق . .
كنت أستعرض أمامي كل لحظاتي مع والدي ، بدءً بالطفولة . .
و حتى قبل ثلاثة أيام من ذلك اليوم ( آخر يوم رأيت فيه و الدي على قيد الحياة ) !!
تذكرته عندما كنت أجلس في حجره مستنداً بظهري على صدره و أحكّ بمؤخرة رأسي ذقنه

تذكرت كل شيء علمني إياه
تذكرت بحر عطفه و تضحياته من أجلي
تذكرت حلمه بأن أصبح رمزاً من رموز المجتمع

تذكرت و تذكرت و تذكرت . . كل شيء !



اختلطت مشاعر الدهشة ، الحزن ، الخوف ، و أخرى غريبة لا أدري ما هي . . كل ذلك أمامي !!

و صلت المستشفى
هناك عند الباب . . وجدت جارنا واقفاً ، و قد لمحت في تقاسيم وجهه شيئاً غير سارّ

فقال : اقترب يا ولدي . .

دنوت منه . . فقال : والدك انتقل إلى رحمة الله


تمالكت نفسي . . لم أسأله عن بقية التفاصيل فهي لا تفيد
لكنني تذكرت شيئاً واحداً بينما كنت منزوياً أحاول حبس دموعي . .
تذكرت طلبه لي قبلها بأيام بأن استأذن من عملي و أقوم بإيصاله إلى عيادة بنفس ذلك المستشفى لمراجعة عادية
فقلت له : على الرحب يا أبي . . حتى لو لم يأذن لي عملي ، فأنت تأمر

لكن والدي مات قبلها بثلاثة أو أربعة أيام

والدي مات !!
يا الله .. هكذا بدون سابق إنذار ( اللهم لا اعتراض على قضائك و قدرك ) . .





شعرت بحرارة رهيبة تعصف بداخلي . . لم أبكي في البداية . .
لكنني فيما بعد . . كنت استعد كل يوم لجولات من البكاء الشديد و الحزن العميق على فراقه
لقد أحسست أنني لم أقدم له الرعاية الصحية اللازمة !!
لا أدري




أنا من أنزله في قبره . .
و أذكر أنني قبل أن أخرج قبّلت رأسه قائلاً :
سألقاك في جنات النعيم يا أبي إن شاء الله



لقد تغيرت الكثير من حساباتي في الحياة
إلى اللقاء
///

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع



قوانين منتدى زهران
أخر مواضيعي
أديب غير متواجد حالياً