عرض مشاركة واحدة
قديم 18-02-2010, 07:26 PM   #3
محمد حسن الزهراني
 
الصورة الرمزية محمد حسن الزهراني
 







 
محمد حسن الزهراني is on a distinguished road
افتراضي رد: الكون والمجموعة الشمسية

الشمس هي دعامة الحياة على الأرض وبدونها تصبح الحياة مستحيلة ..

وبالمصطلحات النجمية ، شمسنا الآن في منتصف العمر ""شباب يعني !!!"" فعمرها يقدر بحدود 4.5 مليار سنة، وتقدر الدراسات الفلكية أنها ستستمر على هذه الحال 5 أو 6 مليارات سنة أخرى ، وهذه هي المدة التي ستبقى فيها شمسنا تشع قبل أن تستنفد وقودها من الهيدروجين .

ففي أواخر عمر الشمس سوف يستنفد الوقود النووي الأساسي وهو الهيدروجين في داخلها وتهمد الانفجارات النووية الناتجة عن اندماج الهيدروجين والتي تحصل الآن في باطنها ، ولذلك تنخفض درجة حرارتها السطحية وعند ذلك ستتغلب قوى التجاذب الثقالي بين أجزائها على الضغط الداخلي الذي يسندها فتنكمش على نفسها .

لكنها ما إن تنكمش حتى ترتفع درجة حرارتها وفق السنة المعتادة للغازات وتزداد درجة حرارة باطنها بقدر كبير يسجل 108 درجة مئوية، يجعل الظروف مناسبة لاندماج نوى ذرات الهيليوم المتوفرة في باطنها ، متحولة على الأغلب إلى نوى ذرات الكربون . وبذلك تبدأ دورة جديدة من التفاعلات النووية الاندماجية الأكثر عنفا فيتولد داخل الشمس ضغط هائل يدفعها إلى الانتفاخ هذه المرة فيزداد حجم الشمس آلاف المرات وعند هذا الحد تكون حرارة سطحها قد انخفضت إلى 3500 درجة مئوية، يزداد سطوعها 400 ضعف سطوعها الحالي،بسبب التمدد الهائل ويتحول لونها إلى الأحمر الوردي، وتسمى عندئذ عملاق أحمر Red Giant.



يتبخر عطارد إثر ذلك، وتحترق الزهرة والأرض والمريخ وتبتلعه الشمس، ترتفع درجات الحرارة في كل من المشتري وزحل إلى 200 درجة مئوية بينما تصبح درجات الحرارة في الكواكب الباقية بحدود 20 درجة مئوية.
وهناك رأي آخر يقول أنها تبتلع مداري كوكبي الزهرة والمريخ ، حتى يبلغ سطحها قريبا من الأرض فحسب.

نعود لنكمل ما بدأناه ...فبعد هذا كله يحصل للشمس انكماشات وانتفاخات حتى يستنفد معظم الهيليوم داخلها . وهنا تهمد الاندماجات النووية ولا يبقى في أتون الشمس ما يمنع أجزائها من الانكماش والاجتماع فيحصل لأجزائها الداخلية انكماش هائل وسريع فيما نسميه الانهيار الثقالي أو الجذبي Gravitational Collapse ، فيصبح قطرها بحدود 10000 كيلومتر أي يغدو حجمها أقل من حجم الأرض !

وتسمى الشمس في هذه المرحلة قزم أبيض White Dwarf، إذ تغدو كتلة هامدة من الإلكترونات لا تطلق من الطاقة إلا النزر اليسير. ويبقى جزء من غلاف الشمس الخارجي يذهب مبتعدا في الفضاء مؤلفا ما يسمى السديم الكوكبي Planetary Nebula.


قزم أبيض

وتبقى الشمس على هذه الحالة المستقرة إلى ما شاء الله لها إن بقي الكون على حاله ، تشع ضوءا أبيض خافتا ، لا يكاد يرى من مكان بعيد.

والمعروف أن النجوم ذوات الكتل المقاربة لكتلة الشمس هي التي تتحول إلى أقزام بيض وقليل منها ما بتحول إلى قزم أبيض مستقر إذ أن الكثير من الأقزام البيض ربما طرأت عليه تحولات أخرى أدت إلى استمراره على حالة من الاستقرار ، لقد وجد شاندرا سيخار وآخرين من بعده أن الأقزام البيضاء لا تكون على حالة واحدة . فإذا كانت كتلة القزم الأبيض أكبر من كتلة شمسنا , فإنه يمكن أن يتطور وقد ينفجر ويتلاشى أجزاء , إذ يكون في حالة غير مستقرة .

أما الأقزام البيضاء التي لها كتلة مساوية لكتلة شمسنا فإنها تؤول إلى حالة مستقرّة تماما بعد أن يخفت ضوءها .. ويمكن أن تبقى على هذه الحالة آلاف بل ملايين السنين . لذا فشمسنا هذه ستؤول إلى قزم أبيض مستقر، وخلال عدة ملايين من السنوات سيبرد القزم الأبيض إلى قزم أحمر معتم ثم قزم أسود غير مضيء متجمد.

و يشرح العلماء عملية انطفاء الشمس بشكل أكثر تحديداً فيقولون:
إنه منذ 6 ،4 بلايين سنة وصلت حرارة اللب الشمسي إلى 10 ملايين كلفن فأثار الاندماج النووي وأن التفاعلات الاندماجية المنتظمة في الشمس حاليا ستسخن اللب لخمسة بلايين سنة أخرى وبعد خمسة بلايين سنة تكون الشمس قد دمجت معظم الهيدروجين الموجود بها إلى هيليوم ولتحتفظ بدرجة حرارتها فإن الاندلاعات الداخلية تحرق وقوداً أكثر وتتمدد الشمس إلى نجم أكبر حجما وأكبر لمعانا.
وبعد سبعة بلايين سنة من الآن حسب توقعات هؤلاء العلماء تخمد نيران النواة في الشمس بعد نفاذ معظم الهيدروجين ويتقلص اللب بتأثير وزنه وحرارة التقلص تجعل الشمس تتمدد إلى حجم عملاق أحمر ثم ينتهي طور العملاق الأحمر بنفاذ الهيدروجين تماما ويبدأ الهيليوم الباقي اندماجا نوويا متفجراً يسمى بريق الهيليوم ويحطم الطبقات الخارجية للشمس، وبزوال الطبقات الخارجية وتبقي اللب الهائل الكثافة فقط تصبح الشمس قزما أبيض ثم يبرد القزم الأبيض ويصبح أحمر وهكذا حتى تصبح الشمس قزما أسوداً متجمداً، وتظل هذه الدراسات مجرد توقعات لأن هذه الغيبيات علمها عند الله سبحانه وتعالى....
*********************
مع تمنياتنا لكم برحلة ممتعة في ربوع هذه السيرة الشمسية ....

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
محمد حسن الزهراني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس