[خليل الحريري]

الرأي المختصر
بريق لا ينطفئ
ناصر بن سعد السديري

كانت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والمفتش العام لنهائي كأس ولي العهد وحضوره للمباراة التي جرت بين الهلال والأهلي وتقديمه الكأس والجوائز لأعضاء الفريقين هو الحدث الأبرز في ذلك اليوم.

حرص الأمير سلطان بن عبد العزيز على مشاركة الرياضيين أفراحهم بعد غيبة طويلة بوجهه الصبوح وابتسامته المعهودة وهو في كامل عافيته (ولله الحمد) في ليلة نهائي كأس سموه, فكان من الطبيعي أن يأتي المهرجان بمستوى الحدث.

فاز الهلال باللقب الغالي للمرة الثالثة على التوالي, وامتلك الكأس للأبد بعد أن صرع الأهلي بهدفين مقابل هدف في مباراة لم تخل من القوة والإثارة والتنافس الشريف.

عرف الهلاليون الذين تشبعوا بثقافة الانتصارات والفوز بالبطولات كيف يتفوقون على الأهلي المتطور ويحافظون على اللقب رغم تقدم الأخير بهدف البرازيلي فكتور قبل نهاية الشوط الأول بدقيقتين.

تحركت ماكينات الهلال في الشوط الثاني باحترافية, وتمكنت من تحويل الخسارة إلى انتصار مستحق بفضل عبقرية المدرب البلجيكي جيرتس وقدرته على قراءة أحداث ومجريات الشوط الأول.

العمل الاحترافي الذي انتهجته إدارة الأمير عبد الرحمن بن مساعد وسعت لتطبيقه على ارض الواقع ساعد الجهازين الفني والإداري على أداء مهامهما بالصورة المثلى, وساهم كذلك في تفجير طاقات اللاعبين وإبراز مواهبهم , وزاد بريق الهلال توهجا ولمعانا .

عندما تتكامل منظومة العمل الاحترافي, كما هو الحال في نادي الهلال,وتلتزم الإدارة بواجباتها ويقوم كل عنصر في هذه المنظومة بأداء دوره عندها ستتحقق النتائج الايجابية ويحدث الفارق.

استحق الهلال الفوز بالمباراة والحصول على اللقب رقم (خمسين) بعد أن قدم فريقه مباراة كبيرة، تجلت فيها مواهب القناص ياسر القحطاني الذي جهز الهدفين، وظهرت من خلالها قدرات ومواهب لاعبيه الأجانب نيفيز وويلهامسون اللذين توجا جهود الفريق بالتسجيل.

لن نظلم الأهلي ونقول بأنه لم يقدم العرض الذي يتناسب واهمية هذا النهائي، فقد كان ندا للهلال، لعب مباراة كبيرة وقدم لاعبين مميزين سيكون لهم شأن كبير في المستقبل، لكن مشكلته انه واجه فريقا قويا ومتمرسا لا يشبع من البطولات وغير مستعد للتنازل عنها لأي فريق.

أجمل ما في المباراة أنها تميزت بالروح الرياضية العالية والتسامح، وخلت من الألعاب الخشنة والشد العصبي الذي يحدث عادة في مثل هذه المباريات النهائية الأمر الذي سهل مهمة الحكم السويسري بوساكا.

إن خروج المباراة بذلك الشكل الأنيق وبتلك الروح الأخوية يدل على سمو خلق لاعبي الفريقين وترفعهما عن الصغائر وحرصهما على الظهور بالمظهر المشرف أمام راعي المباراة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز.

مبروك للهلال وحظ أوفر للأهلي.