عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-03-2010, 03:45 AM
الصورة الرمزية أحمد العدواني
أحمد العدواني أحمد العدواني غير متواجد حالياً
عضوية شرفيه خاصة
 






أحمد العدواني is on a distinguished road
Exclamation حـــالةٌ .. مُــــــرَّة ..

السلام عليكم

" يحتسيها مُــــــرةً "

كما شأنه كل يوم .. يُيِممُ ذات الزاوية الخافتة الأضواء التي اختارها بذات المقهى .. بيده علبة ( قوالب سكر فاخرة من الحجم الكبير ) .. طلبه الدائم " كوب قهوةٍ تركية " + مبيض ..

تُحضّر .. تحضُر .. يسترخي .. يوميء برأسه والرضى في عينيه .. يفتح علبة قوالب السكر .. يُخرِج منها قالبين .. يضعهما جوار الكوب .. في جانب صحنه الصغير ..

يحمل المادة المبيضة .. يرسم بها على سطح القهوة ما يشبهُ ذيل عقرب ..

يحمل قالبي السكر .. يداعبهما بأصابعه كما مداعبة لاعب النرد للنرد قبل قذفه .. بهدوء .. يعيدهما جانب الصحن الآخر ..

بملعقة ذهبية صغيرة يلامسها بلطفٍ بطرفي إصبعيه الإبهام والسبابة .. يحرك مكون القهوة ..

يعود لوضعية الإسترخاء .. وقد أردف رأسه من أساسه بيسراه .. يشعل عقب سيجارة .. وما بين شهيق وزفير .. وغيوم الدخان تتطاير تتخلخل شاربه صعوداً من فمه .. ونزولاً من أنفه .. يعاود اهتمامه بكوب قهوته .. يحمله .. يرتشف منه ما طاب له ..

انقضت ساعته .. أطفأ السيجارة .. أعاد الكوب موقعه .. نهض حاملاً علبة قوالب السكر وقد قاربت على الإنتهاء ..

يأتي خادم المقهى .. يحمل بقايا القهوة ومعها ( قالبي السكر ) .. إلى سلة المهملات .. حائرٌ مذهول !!

هذا حاله .. يحتسيها دوماً مرة .. رغم عشقه لحلاوة السكر وما يصنع منه ويُحلى به ..

***

" حــــالة نـــــادرة "

يعشق القفز للأمام وإن خانته أقدامه ..

قفزه عشوائي .. لا تحكمه قوانين السماء ولا الأرض ..

بشوق ولهفة ينتظر لحظة زف خبر ترقيةٍ أو ترفيع .. تأتي .. يسعد ولا سعيد سواه .. يأتيه المهنئون .. منهم الصادق ومنهم المداهن .. حانت ساعة مغادرتهم وطلبهم الإستئذان .. قبل باب مكتبه بخطوات .. يستديرون .. جواباً لندائه :

هيييييه .. لا تقولون ما استحق منكم شي تعبرون به عن فرحتكم بترقيتي .

المهنئون وقد أُسقط في أيديهم : تستاهل تستاهل أبو فلان .. وبالبال لا تخاف ..

مطلع الأسبوع التالي .. المهنئون ذاتهم .. تخونهم الخطوات .. وهم يحملون أضخم أنواع الدروع .. ومعها حِمل همٍ وقهر " .. إلى مكتبه .. يبتهج .. ينهض .. يرحب .. ( ما قصرتوا وعقبالكم ) .. محضُ سخرية .. ففوارق موقعه الوظيفي والمهنئين كبيرة .. ولا يخطر ببال عاقل تبدل الأدوار .. والعادة أن تكون ترقية أمثاله من يُحتفى بها ..

يكتض مكتبه .. تتزاحم أدراج ( دواليبه ) بأنواع الدروع .. أحجامها .. أشكالها .. ألوانها .. تتباين ..

دروعٌ .. مُهرت من مالٍ محسوف .. وأنفسٍ مغصوبة ..

بها باله يهنأ .. ومنها صدور سواه تتنهد ..

........

حـــالةٌ واقعها مُـــــرّ .. يحتسيهــا البعض .. بــ نـــــادر أمزجتهم

،،،

أحمد العدواني

تحياتي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي