عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-03-2010, 12:57 PM
الصورة الرمزية محمد حسن الزهراني
محمد حسن الزهراني محمد حسن الزهراني غير متواجد حالياً
 






محمد حسن الزهراني is on a distinguished road
افتراضي يدعون الى تحديد النسل

خلق الله عز وجل في الإنسان حب الذرية وجعل فيه ميلاً قوياً إلى أن يكون له ولد تتجدد به حياته وتمتد، وامتن الله تعالى على عباده بهذه النعمة ومع أن الأولاد منذ القديم كانوا أمنية الناس حتى الأنبياء والمرسلين وسائر عباد الله الصالحين وسيظلون كذلك ما سلمت فطرة الإنسان.
إلا أنه ظهر من يخالف هذه الفطرة وعلت أصوات من يسعى لنبذها حاملين بذلك شعارات تدعو إلى "تحديد النسل" بحجج واهية ومزاعم باطله.
إن الدعاة إلى تحديد النسل خشية أن تضيق الأرض بالسكان وخشية أن تضيق بهم وسائل العيش من كثرتهم يظنون بالله الظنون ويتدخلون في تقديره لشئون عباده وهذا هو الضلال البعيد ، فالله عز وجل خلق الأرض وخلق المخلوقات وخلق آدم وذريته وقدر في الأرض أقوات الذين يعيشون عليها منذ خلقهم وحتى تقوم الساعة.
فالله سبحانه خلق عبادة وهو الذي يدبر معايشهم وهو الرزاق ذو القوة المتين ، قدر أرزاقهم وما يجري عليهم في جميع أحوالهم قبل أن يكونوا، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله e وهو الصادق المصدوق قال : أن أحدكم يجمع له في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات : يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد.
ولقد وهب الله تعالى للإنسان من القدرات العقلية والجسمية ما يمكنه من كسب رزقه الذي قدره له وتهيئة الأرض وإصلاحها للسكن واستغلال ما فيها من ثروات هائلة ومعرفة طرق استخراجها ،
فلن تضيق الأرض بسكانها بل قدر الله جلت قدرته وعزت عظمته أن توسع للخلق سكنا ورزقا فما ضاقت الأرض بالإنسان ونسله منذ آلاف السنين وستتسع لهذه المخلوقات حتى يبعث الله الأرض ومن عليها قال تعالى : "إن هذا لرزقنا ماله من نفاد".
إن الله عز وجل وحده هو المسئول عن تحديد الرزق لعباده ، وأن ليس للإنسان أن يقحم نفسه في هذه المهمة فالأمر كله لله ، ونحن عباد الله لا نملك من هذا الأمر شيء.
و إن الأرض ما ضاقت يوما ولن تضيق إلى أن يرثها الله ومن عليها، وهو قادر على فتح أبواب الخير وإنزال البركة للعباد قال تعالى : )وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ(
و الأولاد نعمة تتعلق بها قلوب البشر وترجوها لتأنس بها من الوحشة وتقوى بها عند الوحدة، وتكون قرة عين لها في الدنيا والآخرة، فهل نسمي الولد الثالث أو الرابع غلطة ؟ بينما يرحب غيرنا بأولاد الزنا.
و إن من ينادون بتحديد النسل ويرجون لوسائلة في بلاد المسلمين يتعاملون مع هذه الوسائل في بلادهم بحذر ، لما لها من عواقب وخيمة بات الكل يعرفها.
وهؤلاء يخشون الكثرة في بلادنا ليس لأنها تضرنا بل لأنها تضرهم وتزعزع كيانهم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي