
08-03-2010, 01:52 PM
|
|
تعادُل كفّتي الميزان واضطِراب المعادلة
في أي مجتمعٍ على وجه البسيطة تعتبر الطبقة المتوسطة هي
السواد الأعظم لذلك المجتمع في حال كان الوضع الأمني والاقتصادي
مستتب بصورة طبيعية , والمجتمع السعودي كأحد هذه الشعوب
ومنذُ زمن الطفرة إلى عهدٍ قريب كان يعيش هذه المعادلة المتوازنة
إلى حدٍ ما وفي غفلة الغافلين الذين أسقطوا من حساباتهم عدم ارتياح
المتآمرين لاستقرار هذه الطبقة لاح في الأفق برق الثراء ورعدٌ
يستجدي هزيمه همم أصحاب الطموح للقفز درجة في سُلّم الثراء
فاستقبلوا في بادئِ أمرهم ما يُعرف ببطاقات سوا ثم المساهمات
العقارية ثم المضاربة في البورصة العالمية والمحلية عبر الوسطاء
وصناديق البنوك ثم بعد ذلك وبالضربة القاضية كانت الطامة الكُبرى
عندما أُحكمت القبضة على أعناق من لا يزال لديهم نبضٌ بالطموح
بتنفيذ مؤامرة أغرب عملية انهيار مالي في العالم حيكت خيوطها في
دهاليز هيئة سرق المال بمباركةٍ مؤسسية ووزارية مع الاستعانة
بشياطين الأنس والاعتماد على مهندسي الفقر في زمن النهضة السعودية
الأمر الذي أضحى معه ما كان يُعتقد أنه بوادر غيث ٍ نافعٍ ما هي إلا
ريحٌ عاتيةٌ تحمل بين ثناياها الفقر والعوز , وفي ظل تكالُب هذه الظروف
مجتمعة باتت الطبقة المتوسطة في بلادنا تئن تحت وطأت الأزمات المالية
إيذاناً بدقِ أول مسمارٍ في نعشها وبداية اضمحلالها لتتبوّأ منزلتها بين
قاطني الطبقة الدنيا الفقيرة وعند ذلك تتعادل كفتي الميزان
بين طبقةٍ فقيرةٍ آنفاً وطبقةٍ فقيرةٍ لاحقاً
وتبقى هناك على القمة دوماً طبقة الثراء الفاحش
التي لا تخضع للموازين فهي من يتحكّم في الموازين
وهي من يصنع المعادلة حتى وإن كانت معادلةٌ مضطربة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|