اولا انا لا اقصد من موضوعي هذا ماحصل في السابق بين المنتديات ، بل اقصد بالفعل ذلك الحال المحزن الذي يتكرر دائما في الاوساط الاجتماعيه ، فقد انتشرت القطيعه والعياذ بالله حتى اضحت مرضا فتاكا وبائيا يشبه مرض انفلونزا الطيور ، فما إن سمعنا به في تلك الدول الشرق آسيويه حتى أعلن عنه في الكويت وفجأة والخبر يذاع عنه في دول أخرى غربية ، والحمد لله ان بلادنا كانت ولازالت محمية ومحروسة من مثل هذه الامراض الحسية ، ولكننا لم نسلم من تلك الامراض القلبية المعنوية .
فيما لو بحثنا في الأسباب التي تؤدي (وأدّت) إلى قطع الرحم لوجدنا أغلبها تافه جدا ولايستحق حتى مجرد التفكير فيه ، وتلك الأسباب التافهه تسببت وبكل أسف في تمزيق شمل الأسر وتشتت الاقارب وتفرقهم وعدم إجتماع كلمتهم ، حتى أصبح الشخص لأهله معاديا ولأصدقائه في الشارع اقرب قريب .
لماذا لانلقي بالا لتلك العوامل التافهه الحقيرة؟ ولماذا لانتخطّاها ونتجاوز عنها ولماذا لانتحرّز منها بالشيء الأقوى؟ هل كان احتقارنا لها سببا رئيسيا في تحولها من مرض فردي الى مرض مجتمع بأكمله؟ وهل الحلول بهذا الحجم من الصعوبه حتى لانأتي بها؟
أسئلة تحتاج منا الى إجابات صريحه ودقيقه ، فقد قيل في الامثال (لسانك حصانك ، ان صنته صانك وان خنته خانك) وورد عن أحد الصحابة رضي الله عنهم اجميعن من وضع في فمه حجر لكي لاينطق بكلمة تتسبب له في عواقب وخيمه سواء في الدنيا او في الآخرة ، وقد ورد عن النبي عليه والصلاة والسلام قوله(انا الانسان ليتفوه بالكلمة لا يلقي لها بالا ، تهوي به في جهنم سبعين خريفا) او كما قال .
فاللسان ذلك العضو البسيط الصغير والاداة التي نستطيع بها ان نعمل حلقة وصل وبه نستطيع (قصع قملة) هذه الحلقة ، فكم من شخص تفوه بكلمة بسيطة في (نظره) ولكنها كانت (القشة التي قصمت ظهر البعير) بالنسبة لمن يجلس حوله من الاقارب ، فبدأت القطيعه في التفشي شيئا فشيئا حتى أصبحت خارج السيطرة ، فوجدت القطيعه وبدأ المرض الفتاك في الانتشار وشرع الشيطان في اتخاذ إجراءاته الشيطانية .
ماذا لو حفظنا ألسنتنا في المجالس؟ وماذا لو ألقينا بعبوس الوجه جانبا؟ وماذا لو ضربنا بإثارة مايثير حفيظة الاقارب عرض الحائط؟ هل ستبقى القطيعه ام هل سوف تتفشى وتصبح مرضا وبائيا اكثر من ذي قبل؟
اخوكم