[[ أشـــــــــــــــياء أخـــــــــــرى ]]
.. هنــاك لازلت أبحـــث عن مــا أخـــذته أيام الغياب , أجـــدني أمتطي خـــرافات مهترئة لا زالت عالقة في ذاكرة مواعيدي
القديمة , أفيق من سباة الروح مع أول ساعات الصباح الأولى متجها إلى قلب المدينة العتــيق( البلد ) , أركـــن سيارتي برفق بين تلك الأبنية الطينية الآيلة للسقوط كي ابتعد عن زحــام المواقف المستأجرة .
أسترجع مع كل خطوة أخطوها باتجاه السوق القديمة حكايات حب تشبه حكاياتي الحبيبة, أصوات الباعة رائحة البخور الكمبودي , باعة السبح , اللبان العماني , محال الصرافة ,بائعات لعبالأطفال وأشياء أخرى لا يعرفها إلا أهل السوق ..!,كلها تمـــــر أمامي كأنها مسرحية هزلية تحكي واقعا متناقضا مفعما بالمفارقات وأخرى تذهــــل ..!!.
يستوقفني ذلك الشيــخ وهو يتكئ على أعوامه التسعين ,, مستقبلا خيوط الشمس وهي تتغلغل عبر لحيته البيضاء , تجاعيد الزمن في جبينه توحي ارتباطا عميقا بينه وبين ذلك المكان , وقد جعل من عتبة دكانه المتواضع " مركازا " يراقب من خلاله , وجوه المارة من شتى بقاع العالم دون أن يدري أنه مثار انتباه كل من يمر أمامه , فحالته أشبه ما تكون بلوحة فنية متقنة وكأنه تاريخ وشاهد على عصر ذلك المكان الآسر.
أبحث عن مقهى يقبع في آخر الرواق يقدم أرقى أنواع القهوة التركية بعد أن أسرتني رائحتها التي تجوب المكان فقد أيقظت تلك الرائحة في ذاكرتي " مساءات حبيبة " , لأشعل سجـــارة الصباح الأولى بعد أن أمتزجت برائحة البخور وعبق المكان , نفس عميق تغلغل عبر الـــروح ,أطوق المكان بنظرة عميقة , وفجأة يمر من أمامي سرب من النساء وكأني أمام عرض ملكات جمال العالم , تذكرت موقف خاص لإحدى شركات الطيران إلى جوار المقهى حيث تنزل فيه أجمل جميلات العالم , ينزلن في هذا الموقف للتبضع نهاية كل أسبوع, دخلت أثنتان إلى المقهى لطلب القهوة وشئ من الحلوى , رغما عني وجدت نفسي منصتا لضحكات الصباح الأولى , أحساس رهيب يدغدغ روحي تجاه أنوثة طغت وتجبرت على ذلك المقهى لا أدري ( شــ كون ) دقيقتان خلت نفسي بلغت ( فاس ) وعدت ملقى على وجهي أمام بائعات العلك والسراويل ( المزركشة ) لأترك المكان برمته لأعود من حيث أتيت وفي ذاكرتي صور , وسفـــر وتذاكـــر لم يتأكد حجزهــــا ...!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|