عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19-03-2010, 12:28 AM
الصورة الرمزية لغة العيون
لغة العيون لغة العيون غير متواجد حالياً
 






لغة العيون is on a distinguished road
افتراضي من الوهدة ((امواات يسكنون قلوبنا)) الشخصية الثانية


عظماء سكنوا في قلوبنا .
ارتبطت أسماؤهم بالصلاح والتقوى.
بالحكمة والشجاعة .
بالكرم والأخوة الصادقة والتضحيات........
غادروا الحياة بهدوء بعد أن تركوا لنا أجمل الذكريات والمواقف والعبر
أنهم آباءنا ، إخواننا ، أبناءنا.
الجميع يحتفظ لهم بذكريات ، ولكن ذلك لا يكفي .
لابد أن نسطر تلك الذكريات ، لنربط أنفسنا بأولئك العمالقة ، خشعان ، محمد القمادي ، علي بن يحي وغيرهم الكثير .....
لابد أن يرتبط شبابنا بالقدوة الصالحة ، عبدالله بن أحمد ، مصلح بن عبادي ، محمد بن غرم الله وغيرهم كثير ..
دعوة للجميع بالدعاء لهم بالرحمة والمغفرة، دعوة للجميع للمشاركة في إبراز محاسن موتنا ، محاسن آباءنا ، إخواننا ، أبناءنا ، لنقف مع أولئك العظماء .
وشخصية اليوم هو الشيخ الحكيم أبوسعد عبدالله بن حسين الزهراني .
عرف بخشعان ، كان له مقام كبير في القرية ، يجتمع القوم للتشاور في الخطب الجليل ، يظل ذلك الشيخ صامت يتأمل ، النقاش محتدم كل يدلي بدلوه ، ثم يتقدم ذلك العظيم فيسكت الجميع ، هذا هو الحل وهذا هو الرأي . انتهى المجلس لقد وجدوا ضالتهم .
يروي أبو نعيم عبدالله بن معيض قائلًا: قمت يومًا من الأيام بقطف لوز من أحد الأماكن ، وفي طريق عودتي قابلت عبدالله بن حسين فسألني من أين لك اللوز فقلت : من لوز خشعان ياعم عبدالله ، فسألني وهل شاهدك خشعان فقلت له لا فقال : إذًا أذهب لا يشوفك !
لم يكن أبو نعيم يعلم بأن عبدالله بن حسين هو خشعان ، ولم يشأ الشيخ الكبير أن يدخل الخوف في قلبه فما أعظمه .
وكما كان أبو الحبيب سعد حكيمًا فقد كان له تقديره ، واذكر أنه قبل أكثر من ثلاثين عامًا قرر الشيخ بناء منزل آخر بالقرب من منزله القديم ، كنت أشاهد جميع أفراد القرية يقدمون العون له حتى النساء كن يبذلن الجهد لجلب المياه من الآبار وتقديمها لمساعدته في البناء ، وما ذلك إلا دليل محبة الجميع له .
تعرضا ثمرة فؤاده ابنه جمعان وابنته أم أحمد لحادث مروري ، وقع الحادث قبل أيام من موعد زفاف جمعان ، فجع الجميع بموتهما لما عرف عنهما من طيب ودماثة خلق أكسبتهما محبة الجميع ، نزل الخبر على القرية كالصاعقة ، كنت أسير مع جدتي رحمها الله فسقطت مغشيا عليها ، كان للموت وقع في النفوس ، بكى الجميع حتى الأطفال ، دفنا موتانا واستمر الحزن والألم .
ظلت تلك الحادثة جرح غائر في قلب ذلك الشيخ ووالدتهما ، وظلا صابرين محتسبين ، إلى أن لقي ذلك الشيخ الكبير ربه ، رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته ، ونسأل الله أن يكونا ممن قال فيهما الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا مات ولد الرجل يقول الله تعالى لملائكته : "أقبضتم ولد عبدي؟ فيقولون : نعم .. فيقول وهو أعلم : أقبضتم ثمرة فؤاده ؟ فيقولون : نعم .. فيقول : ماذا قال عبدي ؟ فيقولون : حمدك واسترجع،فيقول الله جل وعلا : ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسمّوه بيت الحمد " ، كما نسأل الله الرحمة لجمعان وأم أحمد وأن يجمعهم جميعًا في جنات النعيم ... طابت أوقاتكم .

تنوية
المقال للكاتب والمشرف ابو خالد
منتديات دار الوهدة
رد مع اقتباس