حتى يكون إداري الفئات السنية هو القدوة
الرس - سليمان اللزام
عادة ما يكون المدير المسئول هو القدوة في أي من المجالات الحياتية العامة، ويتأتى ذلك حين يكون من تحت إدارته من فئة الشباب الصغار الذي هم بحاجة ماسة في مثل هذا العمر إلى القدوة، كما يقول المثل "الصغار بحاجة إلى القدوة أكثر من حاجتهم إلى الانتقاد" وفي المجال الرياضي والقطاعات السنية على وجه التحديد تبدو الحاجة ملحة لأن يكون القائمون على هذه الفئات العمرية الحساسة من أصحاب الأخلاق السمحة، والقدرة على التعامل الأبوي، والتربوي مع هؤلاء المراهقين الذين هم بحاجة إلى من يحتويهم بعطف أخوي، ويقف على مشكلاتهم بحثاً عن أنجع الحلول المناسبة لإخراجهم من إفرازاتها وإعطائهم الثقة الكاملة للتعاطي معها أو غيرها بالشكل السليم.
على مستوى رياضتنا عموماً، وكرة القدم خصوصاً شاهدنا على المسرح الكروي الكثير من ظاهرة الخروج عن النص في بعض التصرفات الغير لائقة من قبل المسئولين في الفئات السنية سواء تجاه الحكام أو تجاه المسئولين أو اللاعبين في الأندية الأخرى الأمر الذي يزرع في نفوس الناشئة فتيل التعصب، ويكدس في قلوبهم نبذ الآخرين وهو ما يتناقض تماماً مع مبادئ الرياضة السامية، والرامية إلى التنافس الشريف البعيد كل البعد عن التعصب الممقوت المثير للمشكلات داخل الأوساط الرياضية بطريقة لا يقبلها عقل، ولا منطق.
وكما أن هناك نماذج رياضية أساءت في تعاملها مع الأحداث فإن هناك نماذج إدارية مشرفة حملت هم الرياضة على عاتقها بقلوب مخلصة تتقد حماساً، وهمة لخدمة هذا الوطن في هذا المجال الحيوي الهام، ولعل المشرف السابق على الفئات السنية لنادي الشباب كنعان الكنعاني أحد النماذج الرياضية المثالية والتي حرصت كل الحرص على خدمة الرياضة في هذا المجال الحيوي، فقد عرف عن الرجل بأنه الإنسان التربوي الذي يتابع حالة أبنائه في مدارسهم، ومنازلهم، ويلتقي بأوليائهم لمعرفة كيف يمضون أوقاتهم ومع من حتى يكون قادراً على التعامل معهم، وحل مشكلاتهم بسهولة خصوصاً وأنه الأكثر حرصاً على السلوكيات قبل المستويات، فلا خير في أداء فني متميز إذا لم يصاحبه سلوك مثالي ينعكس على اللاعب داخل وخارج الميدان.
اللاعبون الصغار ارتبطوا ارتباطاً وثيقاً بالشقيق الأكبر لهم كنعان الكنعاني حيث بات هو من يقف على احتياجاتهم ويلبي متطلباته، وفي أنديتنا الكثير من هذه النماذج فيجب المحافظة عليهم وتهيئة الأجواء الصحية الملائمة لهم لأنني أعتقد وأجزم في القول بأن رحيل مثل هؤلاء يعد خسارة فادحة ليس على مستوى النادي فحسب بل قد يتعدى ذلك إلى محيط الرياضة بأكمله.