[لغة العيون]

عظماء سكنوا في قلوبنا .
ارتبطت أسماؤهم بالصلاح والتقوى.
بالحكمة والشجاعة .
بالكرم والأخوة الصادقة والتضحيات........
غادروا الحياة بهدوء بعد أن تركوا لنا أجمل الذكريات والمواقف والعبر
أنهم آباءنا ، إخواننا ، أبناءنا.
الجميع يحتفظ لهم بذكريات ، ولكن ذلك لا يكفي .
لابد أن نسطر تلك الذكريات ، لنربط أنفسنا بأولئك العمالقة

الشخصية الثالثة : أبوعلي محمد بن عبدالله بن سالم الزهراني
عرف ببعيجان ، أنه الرجل الصادق الصدوق ، اشتهر بالكرم والتواضع ونقاء السريرة ، رجل كبير في أخلاقه ، عظيم في صفاته ، يعطف على الصغير ويمازحه ، ويقدر الكبير ويؤثره على نفسه .
كان له منزلة عظيمة في القرية ، يجتمع أفراد القرية في المجالس أو المحافل فيسألون عن أبي علي ، يدركون وهم العظماء بأنه لا طعم ولا لون لتلك الاجتماعات مالم يكن ذلك الرجل حاضرًا
أنه الابتسامة الصادقة ، والعطاء والتضحيات والإحسان .
أنه من يطرب القرية ، عشق العرضة والشعر والزير فكان مرهف الإحساس خفيف الظل ، متسامح ، لا يحمل في قلبه إلا الحب ، لا يحمل في قلبه ضغينة لأحد ، موفق لفعل الخير والإصلاح بين الناس .
رجل لا يختلف على محبته اثنان ، لا يختلف على محبته صغير أو كبير .
كان صديق لوالدي رحمهما الله ، كان يحضر إلى منزلنا فيسدي النصيحة لوالدي ، ويقسو عليه ، ويحدث بينهما شجار ، وما هي إلا دقائق حتى يتعانق الصديقان ، كنت انظر إلى والدي فأدرك بأن الرسالة الصادقة قد وصلته ، كنت أقول في نفسي ما أعظم أن يكون للإنسان صديق بحجم هذا الشيخ الكبير .
وفجأة مرض حبيب القرية ، نقل إلى المستشفى ، وما هي إلا لحظات حتى أعلن عن وفاته ، فنزل الخبر على الجميع كالصاعقة ، تألمنا وبكينا ، ثم ودعنا عزيزنا الوداع الأخير .
مات الكريم وماتت بموته أعظم ابتسامة صادقة .
رحمه الله ، ونسأله سبحانه وتعالى أن يكون ممن قال فيهم " الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " .طابت أوقاتكم .

تنوية
المقال للكاتب والمشرف ابو خالد
منتديات دار الوهدة