[sweety moon]

اللهم لك الحمد ربي..

"نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس .. الصحة والفراغ.."

.
.

لم اكن اعي كلمات هذا الحديث كما أعيه الآن ..

لم أفهم معنى الصحة كما فهمتها الان ...

ولم اشعر بأننا مغبونون عليها كما شعرت الان ...

مواقف كثيره . . . وحالات متعددة ...

يبكي لها الحال ويشيب لها الرأس...

لم تكن واحدة ولا اثنتين ...

ولا بيوم ولا بيومين ...

تكررت علي بشكل دوري ان لم يكن يومي...

لم اكن استطيع ان أتحمل المنظر...

وأعطي اشارة الى المشرفة لتسمح لي بالخروج ... فلا استطع تمالك نفسي لأ جهش بالبكاء..

وان كنت انا الشجاعة اللتي تمالكت نفسها وقتها ... فستخونني شجاعتي وبعد خروج المريضة اسرع لأقفل باب العيادة لأطلق العنان لدموع لم أستطع ان احبسها اكثر...

وليتها تبقى على هذا الحال ...

قطعت عهداً على نفسي ان اغلق عيني عند خروجي من المستشفى لكي لا ارى المزيد من المصائب ...
و المصيبة العظمى اني أضطر للخروج من بوابة الطوارئ؟؟؟

.
.

فالأولى كانت لطفلة لم تتجاوز الاربع سنوات .... مصابة بسرطان في الدم ....

جمالها الأخاذ وابتسامتها الساحرة .... لم تشفع لها..مع هذا المرض ...

ثم بعدها... تدخل الممرضة .... أسألها عن المريض "مساعد "

"ما تقدرين تشوفينه اليوم ؟؟

ليـــــــش؟؟

المناعه ... صفر!!!

وبيحولونه على الطوارئ؟؟

بصراحه .. انا أول مره اسمع انها ممكن توصل صفر؟؟

في أحد الايام .... زارني أحد الاطفال....

""محمد ""

عمره في حدود 5 سنوات ...

مصاب ايضاً بسرطان في الدم ...
انتهيت منم علاجه بسرعه ... واعطيته موعد آخر للمراجعه بعد اسبوع ...

ولكنه .... لم يحضر .... !!! فقد ... "........"

.
.
.

ويأتي بعدها ... طفل هيئته تدل على انه مازال في عمر الثلاث سنوات
لاأكاد اعي شيئا من كلماته ...

اصدم بعد قراءة الملف بأنه تجاوز العشر سنوات ...
فشل كلوي حاد ... ويبحث عن متبرع ...

.
.
.

ثم ... تلك الفتاة ذات الخامسة عشرة ...

مرض في الدم .... تحتاج الى غسيل الدم كل 3 أيام ....

مصابه بفيروس الكبد الوبائي c وفيروس الايدز ....

ثم يأتي ...
الشاب ذو 16 عام...
ذكي ... وفطن ... وقلبه نقي... وطاهر... كنقاء نظراته المنكسرة ..
معاق على الكرسي المتحرك ...
يعجز عن الحركة لوحدة ... دون مساعدة والده ..
كان بصحته ... قبل 4 سنوات ...

حادث سياره ... اعاقة عن الحركه والكلام ...

ما أضعفك ايها الانسان ..

في دقائق تعتقد انك بكامل قوتك ... وتملأ الدنيا بجبروتك ...
وفي دقائق أخرى ....
او في لحظه ... قد يذهب كل ماكنت فيه ..... لتعود ضعيفاً مستضعفاً ...

ثم بعدها تدخل علي ... السيدة ... ذات 45 سنه ....

أصيبت بسرطان في الفم .... أزيل سقف الحلق بالكامل...

المصيبة الاكبر لم تكن في المنظر الذي لم أستطع ان انظر اليه .... بعد ان بدأت في الكشف عليها ...
بل كانت المصيبة أكبر في حالها المبكي... فقد أصبحت كالطفل... تخاف حتى من منظر العيادة ...
أضطررنا على معاملتها كمعاملة الاطفال ذوو السنتين والثلاث...

أمسكت بديها ومسحت عليها ....

"خلاص ياحبيبتي مافيه شئ يخوف الحين بنخلص!!"
" يالله افتحي فمك ... عشان اشوف اسنانك !!!"
"نعد أسنانك... بس"
"هذا بس زي الفرشة مايعور..."
"وهذا يطلع مويه بس "

المثير للشفقة أكثر...
انها كانت تعلق أشياء غريبة على صدرها وكتابات لم أفهم ولا حرف منها ...
حروف وأرقام مبعثرة ....رموز غريبة ...
وتعجبت أكثر حينما رأيت قطعة القماش المعلقة على طرف شنطتها ... بشكل غريب...

"من تعلق بشئ وكل الية"

وليتها تعلقت بالله الذي بيدة كل شئ...


ثم تأتي .... ويأتي و يأتي...


حالات كثيرة و مصائب غريبة .... ولن تتوقف عند هذا الحال....

الان ايقنت بأننا بنعمة لا نعرف قيمتها ....

ونجهل شكرها ...

وان كنا في أكبر نعمه على الاسلام .... وعلى تربيتنا الاسلاميه ....

ربما لا نشعر بها لاننا أعتدنا عليها والحمد لله ...

ولكن اذا رأيت مبتلاً يتعلق بسراب ... فستعي انك بنعمة تعلقك بالله ...


اللهم اشفي مرضانا ومرضى المسلمين .


"أغلب مذكراتي كانت في فترة تدريبي في قسم الاورام "


مدري ليش كتبت هالموضوع .....
الكل بيحقد علي ... ويقول كل مواضيعك تخوف...