[عبدالله الصفا]

قد تكون أجمل حكمة سمعتها في حياتي التي تقول «ما أقل ما نفكر فيما نملك، وما أكثر ما نفكر فيما لا نملك» مع ان قائل هذه الحكمة هو فيلسوف التشاؤم والقلق الألماني (شوبنهار) ولكني أوافقه الرأي فيما قال.
فالواحد منا ان كان صحيحا معافى ولديه زوجة صالحة ويعمل ويكسب ما يكفيه وله أولاد اصحاء.. ينسى انه قد يقابل رجلا فقد ساقا أو ذراعا أو طلق زوجته أو رزق بأولاد معوقين، ولكن مشكلتنا اننا ننظر فقط الى النصف الفارغ من الكأس وننسى النصف المملوء.
ان أكثرنا ينظر الى ما في يد غيره.. وينسى ما في يديه، فإن كان لا يملك سيارة حسد من يملكها، وان كان يملك سيارة صغيرة حسد اصحاب السيارات الكبيرة.
فهلا توقف هذا الحاسد لحظات يسأل فيها نفسه.. هل الثروة الضخمة والسيارة الفخمة.. تصنع رجلا سعيدا؟؟ان ثروة الرجل ليست نقوده ولكن مجموعة العوامل التي تحيط به.. كالأسرة والاصدقاء والعمل والصحة وغيرها من المؤثرات حتى لوكان ينقصها بعض الشيء.ولعلنا نذكر قصة الرجل الثري الذي مرض وقالوا له ان شفاءه ان يلبس قميص رجل سعيد.. فأرسل رسله الى كل مكان يبحثون عن رجل سعيد وعندما وجدوا الرجل اكتشفوا انه لا يملك الا القميص الذي يرتديه!!
يجب علينا ان ننظر لما في أيدينا ونحمد الله عليه فإن ما نملك.. أكثر بكثير مما لا نملك