الموضوع: ديوان الفرزدق
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-10-2007, 01:08 AM   #39
تأبط شراَ
 
الصورة الرمزية تأبط شراَ
 







 
تأبط شراَ is on a distinguished road
افتراضي

[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="outset,4,royalblue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بَنَيْتَ بِنَاءً يُجْرِضُ الغَيْظُ دونَهُ
بَنَيْتَ بِنَاءً يُجْرِضُ الغَيْظُ دونَهُ= عَدُوَّكَ، وَالأبْصَارُ فِيهِ تَقَطَّعُ
وَإنّكَ في الأخرَى إذا الحَرْبُ شمَّرَتْ= لكالسيفِ ما يُنخَى له السّيْفُ يُقطَعُ
جَدَعْتَ عَرَانِينَ المَزُونِ فَلا أرَى= أذلّ وَأخْزعى مِنْهُمُ يَوْمَ جُدِّعُوا
وَحَمّلْتَ أعجازَ البِغالِ فأصْبَحَتْ= مُحَذَّفَةً في كُلّ بَيْدَاءَ تَلْمَعُ
جَمَاجِمَ أشْياخٍ كَأنّ لِحاهُمُ= ثَعالِبُ مَوْتَى أوْ نَعَامٌ مُنَزَّعُ
وَنَجّى أبَا المِنْهالِ ثَانٍ، كَأنّهُ= يَدا سابِحٍ في غَمْرَةٍ يَتَذَرَّعُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="outset,4,skyblue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بَيّنْ، إذا نَزَلَتْ عَلَيْكَ مُجاشعٌ
بَيّنْ، إذا نَزَلَتْ عَلَيْكَ مُجاشعٌ،= أوْ نَهْشَلٌ، تَلِعاتُكمْ ما تَصْنَعُ
في جَحْفَلٍ لَجبٍ كَأنّ زُهاءَهُ= شَرْقيُّ رُكْنِ عَمايَتَينِ الأرْفَعُ
وَإذا طُهَيّةُ مِنْ وَرَائِي أصْبَحَتْ= أجَمُ الرّماحِ عَلَيْهِمُ يَتَزَعْزَعُ
حَوْضي بَنُو عُدُسٍ على مَسْقاتِهِ،= وَبَنُو شَرَافَ مِنَ المَكارِمِ مُتْرَعُ
إن كان قَدْ أعياكَ نَقضُ قصَائدي= فانظُرْ جَرِيرُ إذا تَلاقَى المَجْمعُ
وَتَهادَرُوا بِشَقَاشِقٍ، أعْناقُها= غُلْبُ الرّقابِ، قُرُومُها لا تُوزَعُ
هَلْ تَأتِينّ بِمِثْلِ قَوْمِكَ دارِماً،= قَوْماً زرَارَةُ مِنْهُمُ وَالأقْرَعُ
وَعُطارِدٌ، وَأبُوهُ، مِنهُم حاجبٌ،= وَالشّيْخُ ناجِيَةُ الخِضَمُّ المِصْقَعُ
ورَئيسُ يَوْمِ نَطاعِ صعصَعَةُ الذي حِيناً يَضُرّ، وكانَ حِيناً يَنْفَعُ
واسألْ بِنا وَبِكُمْ إذا وَرَدَتْ مِنىً= أطْرَافُ كُلِّ قَبيلَةٍ، مَنْ يَسْمَعُ
صَوْتي وَصَوْتَكَ يُخبرُوكَ مَنِ الذي= عَنْ كلّ مَكْرُمَةٍ لخِنْدِفَ يَدْفَعُ
وَإذا أخَذْتَ بقاصِعائِكَ لمْ تَجِدْ= أحَداً يُعِينُكَ غَيرَ مَنْ يَتقَصّعُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="outset,4,skyblue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تَبَغّتْ جِوَاراً في مَعَدٍّ فَلم تَجِدْ
تَبَغّتْ جِوَاراً في مَعَدٍّ فَلم تَجِدْ= لحُرْمَتِها كالحَيّ بَكْرِ بنِ وَائِلِ
أبَرَّ وَأوْفى ذِمّةً يَعقُدُونَهَا،= وَخَيراً إذا سَاوَى الذُّرَى بالكَوَاهِلِ
وَسارَتْ إلى الرّوْحاءِ خَمساً فأصْبَحتْ= مَكانَ الثّرَيّا مِنْ يَدِ المُتَنَاوِلِ
وَمَا ضَرّها إذْ جاوَرَتْ في بِلادِها= بَني الحِصْنِ ما كانَ اختِلافُ القبائلِ
إلى الصِّيدِ من أبناءِ عَمرِو بن مَرْثَدٍ،= أُنِيخَتْ لَبُوني عِنْدَ خَيرِ المَنَاهِلِ
إلَيْهِمْ، فأُمّيِهمْ، فإني وَجَدتهُمْ= حِجازاً لمنْ يَخَشَى اصْطفاف الزّلازِلِ
وَكَمْ فيهِمُ مِنْ سَيِّدٍ وابنِ سَيّدٍ،= وَمِنْ قائِلٍ يَوْمَ الحَفِيظَةِ فاصِلِ
وَمِنْ ماجِدٍ تَغْشَى الأرَامِلُ بَيْتَهُ= يُعارِضُ أيّامَ الصَّبَا كالمَخائِلِ
وكانتْ يَداً منكُمْ عَمَمْتُمْ بفَضْلِها= على كُلّ حافٍ مِنْ مَعَدٍّ وَناعِلِ
بكُمْ يُحْسَمُ الدّاءُ العَياءُ وَيُتّقَى= بِكُمْ قادِماً مَخشِيّةَ الدَّرّ بَاهِلِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="outset,4,skyblue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تُبَكّي على المَنْتُوفِ بكرُ بنُ وَائلٍ
تُبَكّي على المَنْتُوفِ بكرُ بنُ وَائلٍ= وَتَنهى عن ابنيْ مِسمَعٍ مَنْ بكاهُما
قَتِيلَين تَجْتَازُ الرّيَاحُ عَلَيْهِمَا،= مُجَاوِرُ نَهْرَيْ وَاسِطٍ جَسَداهُمَا
وَلَوْ أصْبَحَا مِنْ غَيرِ بكْرِ بن وَائلٍ= لَكَانَ عَلى الجَاني ثَقِيلاً دِمَاهُمَا
غُلامان نالا مِثلَ مَا نال مسْمَعٌ،= وَمَا وَصَلَتْ عِندَ النّبَاتِ لحَاهُمَا
وَلَوْ كَان حَيّاً مالِكٌ وابنُ مالِكٍ،= لَقَدْ أوْقَدا نَارَينِ عالٍ سَناهُما
وَلوْ غَيرُ أيدي الأزْدِ نالَتْ ذَرَاهُما،= وَلكِنْ بأيدي الأزْدِ حُزّتْ طُلاهُمَا[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4,orangered" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]


تَحِنُّ بِزَوْرَاء المحَنِينَ عَجُولٍ
تَحِنُّ بِزَوْرَاء المحَنِينَ عَجُولٍ = وَيا لَيْتَ زوْرَاءَ المَدِينَةِ أصْبَحَتْ
بأحفارِ فَلْجٍ، أو بسِيفِ الكَوَاظِمِ= وَكَمْ نَامَ عَني بالمَدِينَةِ لمْ يُبَلْ
إليّ اطّلاعَ النّفْسِ دونَ الحَيازِمِ= إذا جَشأتْ نَفْسِي أقولُ لهَا ارْجعي
وَرَاءَكَ وَاستَحْيي بَياضَ اللَّهَازِمِ= فإنّ الّتي ضَرّتْكَ لَوْ ذُقْتَ طَعمَها
عَلَيْكَ من الأعْبَاءِ يَوْمَ التّخاصُمِ= ولَسْتَ بمأخوُذٍ بِلَغْوٍ تَقُولُهُ،
إذا لمْ تَعَمّدْ عَاقِدَاتِ العَزَائِمِ= وَلمّا أبَوْا إلاّ الرّحِيلَ، وَأعْلَقُوا
عَرًى في بُرًى مَخْشوشَةٍ بالخَزَائِمِ= وَرَاحُوا بجُثْماني، وَأمْسَكَ قَلْبَهُ
حُشَاشَتُهُ بَينَ المُصَلّى وَوَاقِمِ= أقُولُ لمَغْلُوبٍ أمَاتَ عِظَامَهُ
تَعاقُبُ أدْرَاجِ النّجُومِ العَوَائِمِ= إذا نَحْنُ نَادَيْنَا أبى أنْ يُجِيبَنا،
وَإنْ نَحْنُ فَدّيناهُ، غَيرَ الغَماغِمِ= سيُدْنيكَ منْ خَيرِ البَرِيّةِ، فاعتَدل،
تَنَاقُلُ نَصّ اليَعْمَلاتِ الرّوَاسِمِ= إلى المُؤمِنِ الفَكّاكِ كُلّ مُقَيَّدٍ
يَدَاهُ وَمُلْقي الثّقْلِ عَن كلّ غارِمِ= بِكَفّينِ بَيْضَاوَيْنِ في رَاحَتَيْهِمَا
حَيَا كُلّ شَيْءٍ بالغُيُوثِ السّوَاجِمِ= بخَيْرِ يَدَيْ مَنْ كانَ بَعْدَ مُحَمّدٍ
وَجَارَيْهِ، وَالمَظْلُومِ لله صَائِمِتَحِنُّ بِزَوْرَاء المَدِينَةِ نَاقَتي،= حَنِينَ عَجُولٍ تَبْتَغي البَوَّ رَائِمِ
وَيا لَيْتَ زوْرَاءَ المَدِينَةِ أصْبَحَتْ= بأحفارِ فَلْجٍ، أو بسِيفِ الكَوَاظِمِ
وَكَمْ نَامَ عَني بالمَدِينَةِ لمْ يُبَلْ= إليّ اطّلاعَ النّفْسِ دونَ الحَيازِمِ
إذا جَشأتْ نَفْسِي أقولُ لهَا ارْجعي= وَرَاءَكَ وَاستَحْيي بَياضَ اللَّهَازِمِ
فإنّ الّتي ضَرّتْكَ لَوْ ذُقْتَ طَعمَها= عَلَيْكَ من الأعْبَاءِ يَوْمَ التّخاصُمِ
ولَسْتَ بمأخوُذٍ بِلَغْوٍ تَقُولُهُ،= إذا لمْ تَعَمّدْ عَاقِدَاتِ العَزَائِمِ
وَلمّا أبَوْا إلاّ الرّحِيلَ، وَأعْلَقُوا= عَرًى في بُرًى مَخْشوشَةٍ بالخَزَائِمِ
وَرَاحُوا بجُثْماني، وَأمْسَكَ قَلْبَهُ= حُشَاشَتُهُ بَينَ المُصَلّى وَوَاقِمِ
أقُولُ لمَغْلُوبٍ أمَاتَ عِظَامَهُ= تَعاقُبُ أدْرَاجِ النّجُومِ العَوَائِمِ
إذا نَحْنُ نَادَيْنَا أبى أنْ يُجِيبَنا،= وَإنْ نَحْنُ فَدّيناهُ، غَيرَ الغَماغِمِ
سيُدْنيكَ منْ خَيرِ البَرِيّةِ، فاعتَدل،= تَنَاقُلُ نَصّ اليَعْمَلاتِ الرّوَاسِمِ
إلى المُؤمِنِ الفَكّاكِ كُلّ مُقَيَّدٍ= يَدَاهُ وَمُلْقي الثّقْلِ عَن كلّ غارِمِ
بِكَفّينِ بَيْضَاوَيْنِ في رَاحَتَيْهِمَا= حَيَا كُلّ شَيْءٍ بالغُيُوثِ السّوَاجِمِ
بخَيْرِ يَدَيْ مَنْ كانَ بَعْدَ مُحَمّدٍ= وَجَارَيْهِ، وَالمَظْلُومِ لله صَائِمِ
فَلَمّا حَبَا وَادِي القُرَى من وَرَائِنا،= وَأشْرَفْنَ أقْتَارَ الفِجَاجِ القَوَاتِمِ
لَوَى كُلُّ مُشْتَاقٍ مِنَ القَوْمِ رَأسَهُ= بمُغْرَوْرِقَاتٍ كَالشِّنَانِ الهَزَائِمِ
وَأيْقَن أنّا لا نَرُدُّ صُدُورَهَا،= وَلمّا تُوَاجِهْهَا جِبَالُ الجَراجِمِ
أكُنتُمْ ظَنَنتُمْ رِحلَتي تَنثَني بكمْ= وعلَمْ يَنْقُضِ الإدْلاجُ طَيَّ العمائِمِ
لَبِئْسَ إذاً حامي الحَقيقةِ وَالّذِي= يُلاذُ بِه في المُعْضِلاتِ العَظائِمِ
وَمَاءٍ كَأنّ الدِّمْنَ فَوْقَ جَمامِهِ= عبَاءٌ كَسَتْهُ من فُروُجِ المخَارِمِ
رِيَاحٌ على أعْطانِهِ حَيْثُ تَلْتَقي= عَفَا، وَخَلا من عَهْدِهِ المُتَقَادِمِ
وَردْتَ وَأعْجَازُ النّجُومِ كَأنّهَا،= وَقَدْ غَارَ تَالِيهَا، هَجائنُ هاجِمِ
بِغِيدٍ وَأطْلاحٍ كَأنّ عُيُونَهَا= نِطَاقٌ أظَلّتْهَا قِلاتُ الجَمَاجِمِ
كأنّ رِحالَ المَيْسِ ضَمّتْ حِبالُهَا= قَنَاطِرَ طَيِّ الجَنْدَلِ المُتَلاجِمِ
إلَيْكَ، وَليَّ الحَقّ، لاقَى غُرُوضَهَا= وَأحْقَابَهَا إدْراجُهَا بالمَنَاسِمِ
نَوَاهضَ يَحمِلنَ الهُمومَ التي جَفَتْ= بِنَا عن حَشايا المُحصَناتِ الكَرَائِمِ
ليَبلُغن مِلءَ الأرْضِ نُوراً وَرَحَمةً= وعَدْلاً، وَغَيَثَ المُغِبرَاتِ القَوَاتِمِ
جُعَلْتَ لأهْلِ الأرْضِ أمْناً وَرَحمة= وَبُرْءاً لآثَارِ القُرُوحِ الكَوَالِمِ
كمَا بَعَثَ الله النّبيَّ مُحَمّداً،= على فَتْرَةٍ، وَالنّاسُ مِثْلُ البَهائِمِ
وَرِثْتُمْ قَناةَ المُلْكِ، غَيرَ كَلالَةٍ،= عَنِ ابنِ مَنافٍ عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ
تَرَى التّاجَ مَعْقوداً عَلَيْهِ كأنّهُمْ= نُجُومٌ حَوَاليْ بَدْرِ مُلْكٍ قُماقِمِ
عَجِبْتُ إلى الجَحّادِ أيَّ إمَارَةٍ= أرَادَ لأنْ يَزْدادَهَا، أوْ درَاهِمِ
وَكَانَ على ما بَينَ عَمّانَ وَاقِفاً= إلى الصّينِ قَدْ ألْقَوْا لَهُ بالخَزَائِمِ
فعلَمّا عَتَا الجحّادُ حِينَ طَغَى بِهِ= غِنىً قال: إني مُرْتَقٍ في السّلالِمِ
فكَانَ كمَا قال ابنُ نُوحٍ سَأرْتقي= إلى جَبَلٍ مِنْ خَشْيَةِ المَاءِ عاصِمِ
رَمَى الله في جُثْمَانِهِ مِثْلَ ما رَمَى= عَنِ القِبْلَةِ البَيْضَاءِ ذاتِ المَحارِمِ
جُنُوداً تَسُوقُ الفِيلَ حَتى أعادَها= هَباءً وَكانوا مُطْرَخِمّي الطَّرَاخِمِ
نُصِرْتَ كَنَصْرِ البيْتِ إذْ ساقَ فيلَه= إلَيهِ عَظِيمُ المُشرِكِينَ الأعاجِمِ
وَمَا نُصِرَ الحجّاجُ إلاّ بَغَيْرِهِ،= على كُلّ يَوْمٍ مُسْتَحِرِّ المَلاحِمِ
بِقَوْمٍ أبُو العاصِي أبُوهُمْ تَوَارَثُوا= خِلافَةَ مَهْدِيٍّ وَخَيْرِ الخَواتِمِ
وَلا رَدَّ مُذْ خَطّ الصّحيفَةَ نَاكِثاً= كَلاماً، ولا بَاتَتْ لَهُ عينُ نَائِمِ
وَلا رَجعُوا حتى رَأوْا في شِمَالِهِ= كِتاباً لمَغْرُورٍ لَدَى النّارِ نَادِمِ
أتَاني وَرَحْلي بِالمَدِينَةِ وَقْعَةٌ= لآلِ تَمِيمٍ أقْعَدَتْ كُلَّ قَائِمِ
كأنّ رُؤوسَ النّاسِ إذْ سَمعوا بهَا= مُدَمَّغَةٌ مِنْ هَازِمَاتٍ أمَائِمِ
فِدىً لِسُيُوفٍ مِنْ تَميمٍ وَفَى بهَا= رِدائي وَجَلّتْ عَن وُجُوهِ الأهاتِمِ
شَفَينَ حَزَازَتِ النّفُوسِ ولَم تَدَعْ= عَلَيْنَا مَقالاً، في وفَاءٍ لِلائِمِ
أبَأنَا بهِمْ قَتّلى، وَمَا في دِمَائِهمْ= وَفَاءٌ، وَهُنّ الشّافِيَاتُ الحَوائِمِ
جَزعى الله قَوْمي إذْ أرَادَ خِفَارَتي= قُتَيْبَةُ سَعْى الأفْضَلينَ الأكَارمِ
هُمُ سَمِعوا يَوْمَ المُحَصَّبِ من منىً= نِدائي، ذا التَفّتْ رِفَاقُ المَوَاسِمِ
هُمُ طَلَبُوهَا بالسّيُوفِ وَبِالقَنَا،= وَجُرْدٍ شَجٍ أفْوَاهُهَا بالشّكَائِمِ
تُقَادُ وَمَا رُدّتْ، إذا مَا تَوَهّسَتْ= إلى البَأسِ بالمُستَبْسِلينَ الضّراغِمِ
كأنّكَ لمْ تَسْمَعْ تَميماً إذا دَعَتْ= تَمِيمٌ وَلمْ تَسْمَعْ بيَوْمِ ابنِ خازِمِ
وَقَبلَكَ عَجلّنا ابنَ عَجلى حِمامَهُ= بأسْيافِنا يَصْدَعْنَ هامَ الجَماجِمِ
وَمَا لَقِيَتْ قَيْسُ بنُ عَيْلانَ وقَعةً= وَلا حَرَّ يَوْمٍ مِثْلِ يَوْمِ الأرَاقِمِ
عَشِيّةَ لاقَى ابنُ الحُبَابِ حِسَابَهُ،= بسِنْجارَ أنضاءَ السّيوفِ الصّوَارِمِ
نَبَحْتَ لِقَيِسٍ نَبْحَةً لمْ تَدَعْ لهَا= أُنُوفاً، وَمَرّتْ طَيْرُهَا بالأشائِمِ
نَدِمْتَ على العِصْيَانِ لمّا رَأيْتَنا= كَأنّا ذُرَى الأطْوَادِ ذاتِ المَخارِمِ
على طاعَةٍ لَوْ أنّ أجْبَالَ طَيّءٍ= عَمَدْنَ لها وَالهَضْبَ هَضْب التّهائمِ
ليَنْقُلْنَها لمْ يَستَطِعْنَ الّذيِ رَسَا= لهَا عِنْدَ عَالٍ فَوْقَ سَبْعِينَ دائمِ
وَألقَيْتَ مِنْ كَفّيْكَ حَبلَ جَمَاعةٍ= وَطَاعَةَ مَهْدِيٍّ شَدِيدِ النّقَائِمِ
فإنْ تَكُ قَيْسٌ في قُتَيْبَةَ أُغضِبَتْ= فَلا عَطَسَتْ إلاّ بِأجْدَعَ رَاغِمِ
وَمَا كانَ إلاّ بَاهِلِيّاً مُجَدَّعاً،= طَغَى فسَقَيناهُ بكأسِ ابنِ خازِمِ
لَقَدْ شَهِدَتْ قَيْسٌ فما كان نصرُهَا= قُتَيْبَةَ إلاّ عَضَّهَا بِالأباهِمِ
فإنْ تَقْعُدُوا تَقْعُدْ لِئَامٌ أذِلّةٌ،= وَإنْ عدْتُمُ عُدْنَا بَبَيْضٍ صَوَارِمِ
أتَغْضَبُ أنْ أُذْنَا قُتعيْبَةَ حُزّتَا= جِهِاراً وَلمْ تَغْضَبْ ليَوْمِ ابنِ خازِمِ
وَمَا مِنْهُمَا إلاّ بَعَثْنَا بِرَأسِهِ= إلى الشّأمِ فوْقَ الشّاحّاتِ الرّوَاسِمِ
تَذَبْذَبُ في المِخلاةِ تَحَتَ بُطُونِها= محَذَّفَةَ الأذْنَابِ جُلْحَ المَقَادِمِ
سَتَعْلَمُ أيُّ الوَادِيَينِ لَهُ الثَّرَى= قَدِيماً، وَأوْلى بِالبُحُورِ الخَضَارِمِ
أوَادٍ بِهِ صِنُّ الوِبَارِ يُسِيلُهُ،= إذا بَالَ فِيهِ الوَبْرُ فَوْقَ الخَرَاشِمِ
كَوَادٍ بِهِ البَيْتُ العَتِيقُ تَمُدُّهُ= بحُورٌ طَمَتْ من عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ
فَما بَينَ مَنْ لمْ يُعطِ سَمعاً وطاعَةً،= وَبَينَ تَمِيمٍ غَيرُ حَزّ الحَلاقِمِ
وَكَانَ لَهُمْ يَوْمَانِ كَانا عَليَهِمُ= كَأيّامِ عادٍ بالنُّحُوسِ الأشَائِمِ
وَيَوْمٌ لهُمْ مِنّا بحَوْمانَةَ التَقتْ= عَلَيْهِمْ ذُرَى حَوْماتِ بحرٍ قُماقِمِ
تَخَلّى عَنِ الدّنْيَا قُتَيْبَةُ إذْ رَأى= تَمِيماً، عَلَيها البِيضُ تحتَ العَمائِمِ
غَداةَ اضْمحَلّتْ قيسُ عَيلانَ إذ دعا= كمَا يَضْمَحِلُّ الآلُ فَوْقَ المَخارِمِ
لتَمْنَعَهُ قَيْسٌ، وَلا قَيْسَ عِنْدَهُ،= إذا ما دَعَا أوْ يَرْتَقي في السّلالِمِ
تُحَرِّكُ قَيْسٌ في رُؤوسٍ لَئِيمَةٍ= أُنُوفاً، وآذاناً لِئَامَ المَصَالِمِ
ولَمّا رَأيْنَا المُشْرِكِينَ يَقُودُهُمْ= قُتَيْبَةُ زَحْفاً في جُمُوعِ الزَّمازِمِ
ضَرَبْنَا بِسَيْفٍ في يَمِينِكَ لم نَدَعْ= بهِ دُونَ بَابِ الصّين عَيْناً لِظَالِمِ
بِهِ ضَرَبَ الله الّذِينَ تَحَزّبُوا= بِبَدْرٍ على أعْنَاقِهِمْ وَالمعَاصِمِ
فإنّ تَمِيماً لمْ تَكُنْ أمُّهُ ابتَغَتْ= لَهُ صِحّةً في مَهْدِهِ بِالتّمَائِمِ
كَأنّ أكُفّ القَابِلاتِ لأُمّهِ= رَمَينَ بِعادِيّ الأسُودِ الضّرَاغِمِ
تَأزْرَ بَينَ القَابِلاتِ، وَلمْ يَكُنْ= لَهُ تَوْأمٌ إلاّ دَهَاءٌ لِحَازِمِ
وَضَبّةُ أخْوَالي هُمُ الهامَةُ الّتي= بِهَا مُضَرٌ دَمّاغَةٌ لِلْجَمَاجِمِ
إذا هيَ ماسَتْ في الحَديد، وَأعلَمتْ= تَميمٌ، وَجاشَتْ كالبُحورِ الخَضَارِمِ
فَما النّاسُ في جَمعَيْهِمُ غَيرُ حِشَوةٍ= إذا خَمَدَ الأصْوَاتُ غَيرَ الغَماغِمِ
كذبتَ ابن دِمن الأرْضِ وَابنَ مَراغها،= لآلُ تَميمٍ بِالسّيُوفِ الصّوَارِمِ
جَلَوْا حُممَاً فَوْقَ الوُجُوهِ، وَأنزَلوا= بعَيْلانَ أيّاماً عِظَامَ المَلاحِمِ
تُعَيّرُنَا أيّامَ قَيْسٍ. ولَمْ نَدَعْ= لِعَيْلانَ أنْفاً مُسْتَقِيمَ الخَياشِمِ
فَما أنتَ من قَيْسٍ فَتَنَبَحَ دُونَها،= ولا مِنْ تَميمٍ في الرّؤوسِ الأعاظِم
وَإنّكَ إذْ تَهْجُو تَمِيماً وَتَرْتَشِي= تَبابِينَ قَيسٍ أوْ سُحوقَ العَمائِمِ
كَمُهْرِيقِ مَاءٍ بِالفَلاةِ، وَغَرَّهُ= سَرَابٌ أثَارَتْهُ رِيَاحُ السَّمَائِمِ
بَلى وَأبِيكَ الكَلْبِ إني لَعَالِمٌ= بهِمْ فَهُمُ الأدنَوْنَ يَوْمَ التّزَاحُمِ
فَقَرّبْ إلى أشْيَاخِنَا إذْ دَعَوْتَهُمْ= أبَاكَ وَدعْدِعْ بِالجِدَاءِ التّوَائِمِ
فلَوْ كُنتَ منهُمْ لمْ تَعِبْ مِدْحتي لهمْ= وَلكِنْ حِمَارٌ وَشْيُهُ بالقَوَائِمِ
مَنَعْتُ تَمِيماً مِنكَ، إني أنَا ابْنُها= وَرَاجِلُها المَعْرُوفُ عِنْدَ المَوَاسِمِ
أنَا ابنُ تَميمٍ وَالمُحَامي وَراءَهَا،= إذا أسْلَمَ الجَاني ذِمَارَ المَحارِمِ
إذا ما وُجُوهُ النّاسِ سَالَتْ جِبَاهُها= مِنَ العَرَقِ المَعبُوطِ تحتَ العَمائِمِ
أبي مَنْ إذا ما قِيلَ: مَن أنتَ مُعتَزٍ،= إذا قِيلَ مِمّنْ قَوْمُ هَذا المُرَاجِمِ
أدِرْسَانَ قَيْسٍ لا أبَا لَكَ تَشْتَرِي= بأعَرَاضِ قَوْم هُمْ بُنَاةُ المَكارِمِ
وَمَا عَلِمَ الأقْوَامُ مِثْلَ أسِيرِنَا= أسِيراً وَلا إجْدافِنَا بالكَوَاظِمِ
إذا عَجَزَ الأحيَاءُ أنْ يَحْمِلُوا دَماً= أنَاخَ إلى أجْدَاثِنَا كُلُّ غَارِمِ
تَرَى كُلَّ مَظْلُومٍ إلَيْنَا فِرَارُهُ،= وَيَهْرُبُ مِنّا جَهْدَهُ كُلُّ ظَالِم
أبَتْ عَامِرٌ أنْ يَأخُذُوا بأسِيرِهِمْ= مِئِينَ مِنَ الأسرَى لَهُمْ عندَ دارِمِ
وَقالُوا لَنَا زِيدُوا عَليهِمْ، فإنّهُمْ= لَغاءٌ، وَإنْ كَانُوا ثُغَامَ اللّهازِمِ
رَأوْا حَاجِباً أغْلى فِداءً، وَقَوْمَهُ= أحَقَّ بِأيّامِ العُلى وَالمَكَارِمِ
فلا نَقْتُلُ الأسْرَى ولَكِنْ نَفكُّهُمْ= إذا أثْقَل الأعْنَاقَ حَمْلُ المَغارِمِ
فَهلْ ضَرْبَةُ الرّوميّ جاعِلَةٌ لَكُمْ= أباً عَنْ كُلَيْبٍ أوْ أباً مِثلَ دارِمِ
كَذاكَ سُيوفُ الهِنْدِ تَنْبو ظُباتُها،= وَيقْطَعْنَ أحْيَاناً مَنَاطَ التّمَائِمِ
وَيَوْمَ جَعَلْنَا الظّلَّ فِيهِ لعَامِرٍ= مُصَمَّمَةً تَفْأى شُؤون الجَمَاجمِ
فمِنهُنّ يَوْمٌ للبَرِيكَيْنَ، إذْ تَرَى= بَنُو عَامِرٍ أنْ غَانِمٌ كُلُّ سَالِمِ
وَمِنْهُنّ إذْ أرْخَى طُفَيْلُ بنُ مالك= على قُرْزُلٍ رِجْليْ رَكُوضِ الهَزَائمِ
وَنَحْنُ ضَرَبْنَا مِنْ شُتَيرِ بن خالدٍ= على حَيثُ تستَسقيهِ أُمُّ الجَماجِمِ
وَيَوْمَ ابنِ ذي سَيدانَ إذْ فَوّزَتْ بهِ= إلى المَوْتِ أعجازُ الرّماحِ الغَوَاشِمِ
وَنَحْنُ ضَرَبْنَا هَامَةَ ابنِ خُوَيْلِدٍ= يَزِيدَ على أُمّ الفِرَاخِ الجَوَاثِمِ
وَنَحنُ قَتَلنا ابنْي هُتَيْمٍ وَأدْرَكَتْ= بُجَيراً بِنا رُكضُ الذّكُورِ الصّلادمِ
وَنَحْنُ قَسَمنا مِنْ قُدامَةَ رَأسَهُ،= بِصَدْعٍ على يَافُوخِهِ مُتَفَاقِمِ
وَعَمْراً أخَا عَوْفٍ تَركْنَا بمُلْتَقىً= مِنَ الخَيْلِ في سَامٍ من النّقعِ قاتِمِ
وَنَحْنُ تَرَكْنَا مِنْ هِلالِ بنِ عامرٍ= ثَمانِينَ كَهْلاً للنّسورِ القَشاعِمِ
بِدَهْنا تَميمٍ حَيْثُ سُدّتْ عَلَيهمُ= بمُعْتَرَكٍ مِنْ رَمْلِهَا المُتَرَاكِمِ
وَنَحْنُ مَنَعْنا مِنْ مَصَادٍ رِماحَنا،= وَكُنّا إذا يَلْقَيْنَ غَيرَ حَوَائِمِ
رُدَيْنيِيّةً صُمَّ الكُعُوبِ، كَأنّهَا= مَصابِيح في تَرْكِيبِهَا المُتلاحِمِ
وَنحْنُ جَدَعْنَا أنْفَ عَيلان بالقَنا= وَبالرّاسِياتِ البِيضِ ذاتِ القَوائِمِ
ولَوْ أنّ قَيساً قيسَ عَيلانَ أصْبَحَتْ= بمُسْتَنّ أبْوَالِ الرُّبَابِ وَدارِمِ
لَكانُوا كَأقْذاءٍ طَفَتْ في غُطامِطٍ= مِنْ البَحْرِ، في آذِيّهَا المُتَلاطِمِ
فَإنّا أُنَاسٌ نَشْتَرِي بدِمَائِنَا= دِيَارَ المَنَايَا رَغْبَةً في المَكَارِمِ
ألَسْنَا أحَقَّ النّاسِ يَوْمَ تَقَايَسُوا= إلى المَجْدِ، بالمُستَاثِراتِ الجَسائِمِ
مُلُوكٌ إذا طَمّتْ عَلَيكَ بحُورُهَا= تَطَحْطَحتَ في آذِيّهَا المُتَصَادِمِ
إذا معا وُزِنّا بِالجِبَالِ رَأيْتَنَا= نَمِيلُ بِأنْضَادِ الجِبَالِ الأضَاخِمِ
تَرَانَا إذا صَعَدْتَ عَيْنَكَ مُشْرِفاً= عَلَيْكَ بِأطْوادٍ طَوالِ المَخارِمِ
وَلوْ سُئلتْ مَن كُفؤنا الشمسُ أوْمأتْ= إلى ابْنيْ مَناف عَبْدِ شَمسٍ وَهاشِمِ
وَكَيْفَ تُلاقي دارِماً حَيْثُ تَلْتَقي= ذُرَاهَا إلى حَيْثُ النّجُومِ التّوَائِمِ
لَقَدْ تَرَكَتْ قَيْساً ظُباتُ سيُوفِنَا= وَأيْدٍ بِأعْجَازِ الرّمَاحِ اللّهاذِمِ
وَقَائِعُ أيّامٍ أرَيْنَ نِسَاءَهُمْ،= نَهَاراً، صَغِيرَاتِ النّجومِ العَوَائِمِ
بذي نَجبٍ يَوْمٌ لقَيْسٍ، شَرِيدُهُ= كَثِيرُ اليَتَامَى في ظِلالِ المَآتِمِ
وَنَحْنُ تَرَكْنَا بالدّفِينَةِ حاضِراً= لآلِ سُلَيْمٍ، هامُهُمْ غَيرُ نَائِمِ
حَلَفْتُ برَبّ الرّاقِصَاتِ إلى منىً،= يَقِينَ نَهَاراً دامِياتِ المَنَاسِمِ
علَيهنّ شُعْثٌ ما اتّقَوْا من وَرِيقَةٍ= إذا ما التَظَتْ شَهباؤها بالعَمائِمِ
لَتَحْتَلِبَنْ قَيْسُ بنُ عَيلانَ لَقحةً= صَرىً ثَرّةً أخلافُها، غَيرَ رَائِمِ
لَعَمْرِي لَئِنْ لامَتْ هَوَازنُ أمرَها،= لَقَدْ أصْبَحَتْ حَلّتْ بدارِ المَلاوِمِ
وَلَوْلا ارْتِفاعي عَنْ سُلَيمٍ سَقَيْتُها= كِئَاسَ سِمامٍ، مُرّةً، وَعَلاقِمِ
فَما أنتُم من قَيسِ عَيلانَ في الذُّرَى،= وَلا منْ أثافيها العِظامِ الجَماجِمِ
إذا حُصّلَتْ قَيسٌ، فأنْتُمْ قَليلُها= وَأبْعَدُها مِنْ صُلْبِ قَيْسٍ لعَالِمِ
وَأنْتُمْ أذَلُّ قَيْسِ عَيْلانَ حُبوَةً،= وأعجَزُها عِندَ الأمُورِ العَوَارِمِ
وَمَا كانَ هذا الناسُ حتى هَداهُمُ= بِنَا الله، إلاّ مِثْلَ شَاءِ البَهَائِمِ
فَمَا مِنْهُمُ إلاّ يُقَادُ بِأنْفِهِ،= إلى مَلِكٍ من خِندِفٍ، بُالخَزَائِمِ
عَجبتُ إلى قَيسٍ وَما قد تكَلّفَتْ= مِنَ الشِّقْوَةِ الحَمقَاءِ ذاتِ النّقائِمِ
يَلُوذُونَ مِني بِالمَرَاغَةِ وَابْنِهَا،= وَمَا مِنْهُمَا مِني لِقَيْسٍ بِعَاصِمِ
فَيَا عَجَبا حَتى كُلَيْب تَسُبّني،= وَكانَتْ كُلَيْبٌ مَدْرَجاً للمَشاتِمِ[/poem]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
__________________
[poem=font="Simplified Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
اينحن زهران لا ناوى ولا نرحم ولا نحن[/poem]
أخر مواضيعي
تأبط شراَ غير متواجد حالياً