الموضوع: ديوان الفرزدق
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-10-2007, 01:26 AM   #50
تأبط شراَ
 
الصورة الرمزية تأبط شراَ
 







 
تأبط شراَ is on a distinguished road
افتراضي

[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,firebrick" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
رَأيْتُ بَني حَنيفَةَ يَوْمَ لاقَوا
رَأيْتُ بَني حَنيفَةَ يَوْمَ لاقَوا،= وَقدَ جَشَأ النّفُوسُ عَنِ التّرَاقي
يُفَرِّجُ عَنْهُمُ الغَمَرَاتِ ضَرْبٌ،= إذا قَامَتْ عَلى قَدَمٍ وَسَاقِ
إذا سَلّ السّيُوفَ بَنُو لُجَيْمٍ،= فَلَيْسَ لَهُنّ حِينَ يَقَعْنَ وَاقِ
لَقُوا مَنْ سَارَ مِنْ هَجَرٍ إلَيْهِمْ= بِنَحْسِ النّجْمِ وَالقَمَرِ المُحَاقِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,firebrick" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
رَأيْتُ بَني مَرْوَانَ يَرْفَعُ مُلْكَهُمْ
رَأيْتُ بَني مَرْوَانَ يَرْفَعُ مُلْكَهُمْ= مُلُوكٌ شَبابٌ، كالأسُودِ، وَشِيبُها
بِهِمْ جَمَعَ الله الصّلاةَ فَأصْبَحَتْ= قد اجتَمَعتْ بعدَ اختلافٍ شُعوبُها
وَمَنْ وَرِثَ العُودَينِ وَالخاتَمَ الّذي= لَهُ المُلكُ وَالأرْضُ الفَضَاءُ رَحيبُها
وكانَ لَهُمْ حَبلٌ قَدِ استكرَبوا بِهِ= عَرَاقيَ دَلْوٍ كانَ فاضَ ذَنُوبُها
على الأرْضِ من يَنهَزْ بها من ملوكِهمْ= يَفِضْ كالفَراتِ الجَوْنِ عفواً قليبُها
تُرَدّدُني بَينَ المَدِينَةِ وَالّتي= إلَيْها قُلُوبُ النّاسِ يَهْوِي مُنيبُها
هي القَرْيَةُ الأولى التي كُلُّ قَرْيَةٍ= لهَا وَلَدٌ يَنْمي إلَيْها مُجيبُها
هُدُوءاً رِكابي لا تَزَالُ نَجيبَة،= إلى رَجُلٍ مُلْقىً، تَحِنّ سُلُوبُها
وَلمْ يَلْقَ ما لاقَيْتَ إلاّ صَحَابَتي،= وَإلاّ رِكَابٌ لا يُرَاحُ لُغُوبُها
أتَتْكَ بِقَوْمٍ لمْ يَدَعْ سَارِحاً لَهُمْ= تَتابُعُ أعْوامٍ ألَحّتْ جُدُوبُها
وَخَوْقَاءِ أرْضٍ مِنْ بَعيِدٍ رَمَتْ بنا= إليكَ مع الصُّهبِ المهارِي سُهُوبُها
بِمْتّخذينَ اللّيْلَ فَوْقَ رِحَالِهمْ= بها جَبَلاً قَد كانَ مَشْياً خَبيبُها
إلَيْكَ بِأنْضَاءٍ عَلى كُلّ نِضْوَةٍ= نَجيبَتُها قَدْ أُدْرِجَتْ وَنَجيبُها
رأيتُ عُرَى الأحقابِ والغُرَضَ التقتْ= إلى فُلْفُلِ الأَطْبَاءِ مِنها دُؤوبُها
كَأنّ الخَلايَا فَوْقَ كُلّ ضَرِيرَةٍ= تُخَطِّمُهُ في دَوْسَرِ المَاءِ نِيبُها
أقُولُ لأصْحَابي وَقَدْ صَدقَتْهُمُ،= مِنَ الأنْفُسِ اللاتي جَزِعن كَذوبُها
عَسَى بيَدَيْ خَيرِ البَرِيّةِ تَنْجَلي= مِنَ الَّلزَبَاتِ الغُبْرِ عَنّا خُطوبُها
إذا ذُكّرَتْ نفسي ابنَ مرْوَان صَاحبي= ومَرْوَانَ فاضَتْ ماءَ عَيني غُرُوبُها
هُمَا مَنَعاني، إذْ فَرَرْتُ إلَيْهِمَا،= كَما مَنَعَتْ أرْوَى الهِضَابِ لُهُوبُها
فما رِمْتُ حتى ماتَ مَنْ كنتُ خائفاً،= وَطُومن مِن نفسِ الفَرُوقِ وَجيبُها
وَهَلْ دَعْوَتي من بَعد مرْوَانَ وَابْنِهِ= لَها أحَدٌ، إذْ فَارَقَاها، يُجِيبُها
وَكُنتُ إذا ما خِفْتُ أوْ كُنتُ رَاغِباً= كَفاني مِنْ أيْديهِما لي رَغِيبُها
بِأخْلاقِ أيْدِي المُطْعَمِينَ إذا الصبَّا= تَصَبّبَ قُرّاً غَيرَ مَاءٍ صَبِيبُها
رَأيْتُ بَني مَرْوَانَ إذْ شُقّتِ العَصَا= وَهَرّ مِنَ الحَرْبِ العَوَانِ كَليبُها
شَفَوْا ثائرَ المَظلومِ وَاستَمسكَتْ بِهم= أكُفُّ رِجالٍ رُدّ قَسْراً شَغُوبُها
وَرِثْتَ، إلى أخلاقِهِ، عَاجِلَ القِرَى،= وَضَرْبَ عَرَاقيبِ المتالي شَبُوبُها
رَأيْتَ بَني مَرْوَانَ ثَبّتَ مُلْكَهُمْ= مَشُورَةُ حَقٍّ كانَ مِنْها قَرِيبُها
جَزى الله خَيراً مِنْ خَليفَةِ أُمّةٍ،= إذا الرّيحُ هَبّتْ بَعد نَوْءٍ جَنوبُها
كَفَى أُمّةَ الأمّيّ كُلَّ مُلِحّةٍ= منَ الدّهرِ مَحذورٍ عَلَينا شَصِيبُها
عَستْ هَذِه الَّلأْواءُ تَطْرُدُ كَرْبَها= عَلَيْنَا سَماءٌ مِنْ هِشَامٍ تُصيبُهاَ
كَما كانَ أرْوَى إذْ أتَاهُمْ بِأهْلِهِ= حُطَيئَةُ عَبْسٍ من قُرَيْعٍ ذَنُوبُها
فهَبْ لي سَجلاً من سجالك يُرْوِني= وَأهْلي إذا الأوْرَادُ طالَ لُؤوبُها
وكَمْ أنعَمْتْ كَفّا هِشامٍ على امرِىءٍ= لَهُ نِعْمَة خَضْرَاء ما يَسْتَثيبُها[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,firebrick" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
رَأيْتُ جَرِيراً لمْ يَضَعْ عَنْ حِمارِهِ،
رَأيْتُ جَرِيراً لمْ يَضَعْ عَنْ حِمارِهِ،= عَلَيِهِ مِن الثّقلِ الّذي هوَ حامِلُهْ
أتَى الشأمَ يَرْجُو أنْ يَبِيعَ حِمَارَهُ= وفَارِسَهُ، إذْ لمْ يَجِدْ مَن يُبادِلُهْ
وَجَاء بَعِدَلَيْهِ اللّذَينِ هُمَا لَهُ= مِنَ اللّؤمِ كانَتْ أوْرَثَتْهُ أوَائِلُهُ
أتَشْتُمُ قَوْماً أنْتَ تَزْعُمُ مِنْهُمُ= عَل مَطْعَمٍ من مَطعَمٍ أنتَ آكِلُهْ
يَظَلَ بِأسْوَاقِ اليَمَامَةِ عَاجِزاً،= إذا قال بَيْتاً بالطّعَامِ يُكَايِلُهْ
ألَمْ تَرَ أنَّ اللّؤمَ حَلّتْ رِكَابُهُ= إلى الخَطَفَى، جاءتْ بذاكَ حَوَامِلُهْ
أنَاخَ إلى بَيْتٍ عَطِيّةُ تَحْتَهُ،= إلَيهِ ذُرَى اللّؤمِ استَقَرّتْ مسايلُهْ
أظَنّ بِنَا زَوْجُ المَرَاغَةِ أنّهُ= مِنَ الفَقْرِ لاقِيهِ الخِزَالُ فَقاتِلُهْ
وَقَدْ كان في الدّنْيا مَرَادٌ لقَعْبِهِ،= وفي هَجَرٍ تَمْرٌ ثِقَالٌ جَلائِلُهْ
وَكانَتْ تَميممٌ مُطْعِمِيهِ وَنَابِتاً= بِهْمّ رِيشُهُ حَتى تَوَازَى نَوَاصِلُهْ
فأصْبَحَ في العَجْلانِ حَوّلَ رَحْلَهُ= إلى اللّؤمِ من قَيسِ بن عَيلان قابلُهْ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,firebrick" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
رَأيْتُ سَمَاءَ الله وَالأرْضَ ألْقَتَا
رَأيْتُ سَمَاءَ الله وَالأرْضَ ألْقَتَا= بِأيْدِيهمَا لابْنِ المُلُوكِ القَماقِمِ
وَكُنْتَ لَنَا غَيْثَ السّمَاءِ الذي بهِ= حَيينا، وَأحْيا النّاسَ بَعدَ البَهائِمِ
وَما لَكَ ألاّ تَملأ الأرْضَ رَحْمَةً،= وَأنْتَ ابنُ مَرْوَانَ الهُمَامِ وَهاشِمِ
فَما قُمْتَ حتى هَمّ مَنْ كانَ مُسلماً= لِيَلْبسَ مُسْوَدّاً ثِيابَ الأعَاجِمِ
لَقَدْ ضَاقَ ذَرْعي بالحَياةِ وَقَطّعَتْ= حَوَامِلُهُ عضَّ الحَدِيدِ الأوَازِمِ
رَأيْتُ بَني مَرَوانَ إذْ شَمّرَتْ بِمْ= من الحَرْبِ حَدْبَاءُ القَرَا غَيرُ رائِمِ
لهُمْ حَجَرٌ للدِّينِ يَرْمُونَ مَن رَمُوا= بهِ، دَمغَتْ أيْدِيهِمْ كُلَّ ظَالِمِ
هِشَامٌ أمِينُ الله في الأرْضِ والّذِي= بهِ تَمْنَعُ الأيّامُ ذاتَ المَحارِمِ
بِهِ عَمَدُ الدّينِ استَقَلّتْ وَأثْبَتَتْ= على كلّ ذي طَوْدَينِ للدّينِ قائِمِ
وَسُلّتْ سيوفُ الحرْبِ وانشقَتِ العصَا= وَهَزّ القَنَا وُرْدُ الأسودِ القَشاعِمِ
وَقَدْ جَعَلَتْ للدّينِ في المَرْجِ بالقَنا= لِمَرْوَانَ أيّامٌ عِظَامُ المَلاحِمِ
وَما النّاسُ لَوْلا آلُ مَرْوَانَ مِنهُمُ= إمَامُ الهُدَى وَالضّارِبَاتُ الجَماجِمِ
ومَا بَينَ أيْدِي آلِ مَرْوَانَ بِالقَنَا= وَبَينَ المَوَالي نَاكِثاً مِنَ تَزَاحُمِ
رَأيْتُ بَني مَرْوَانَ جَلَّتْ سُيُوفُهُمْ= عَشاً كَانَ في الأَبْصَارِ تَحْتَ العَمَائِم
رَأيْتُ بَني مَرْوَانَ عَنْهُ تَوَارَثُوا= رَوَاسِيَ مُلْكٍ رَاسِيَاتِ الدّعَائِمِ
عَصَا الدّينِ والعُودَينِ وَالخاتمَ الذي= بهِ الله يُعطي مُلْكَهُ كُلَّ قَائِمِ
وَكُنتَ لأمْرِ المُسْلِمينَ وَدِينِهُمْ،= لَدُن حيثُ تمشِي عن حُجورِ الفَواطِمِ
يَقُولُ ذَوُو العِلْمِ الّذِينَ تَكَلّمُوا= بهِ عنْ رَسُولِ الله من كُلّ عالمِ
وعلَوْ أرْسِلَ الرّوحُ الأمينُ إلى امرِىءٍ= سَوى الأنْبياءِ المُصْطَفَينَ الأكارِمِ
إذاً لأتَتْ كَفَّيْ هِشامٍ رِسَالَةٌ= مِنَ الله فيهِا مُنزَلاتُ العَواصِمِ
ولَوْ كان حَيٌّ خالداً، أوْ مُمَلَّكٌ،= لَكَانَ هشامَ ابنَ المُلوكِ الخَضَارِمِ
إلَيْكَ تَعَرّقْنَا الذّرَى بِرِحَالِنَا،= وَأفْنَتْ مَنَاقِيهَا بُطُونُ المَنَاسِمِ
فأصْبَحنَ كالهِنديّ شَقّ جُفُونَهُ= دَوَالِقُ أعْنَاقِ السّيُوفِ الصّوَارِمِ
وَما تَرَكَ الصّوَّانُ والحَبسُ وَالسُّرَى= لهَا من نِعالِ الجلدِ غَيرَ الشّرَاذِمِ
لَهُنّ تَثَنٍّ في الأزِمّةِ والبُرَى،= إذا وَلَجَ اليَعْفُورُ حامي السّمائِمِ
تَرى العِيس يكرَهنَ الحصَى أنْ يَطأنَهُ= إذا الجَمرُ من حامٍ من الشمسِ جاحِمِ
يُرِدْنَ الّذِي لا تُبْتَغَى من ورَائِهِ،= ولا دونَهُ الحاجاتُ ذاتُ الصّرَائِمِ
وَلَيْسَ إلَيْهِ المُنْتَهَى في نَجاحِهَا= وفي طَرَفَيْهَا للقِلاصِ الرّوَاسِمِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,firebrick" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
رَأيْتُ نَوَارَ قَدْ جَعَلَتْ تَجَنّى
رَأيْتُ نَوَارَ قَدْ جَعَلَتْ تَجَنّى،=وَتُكْثِرُ لي المَلامَةَ وَالعِتَابَا
وَأحْدَثُ عَهْدِ وُدّكَ بِالْغَوَاني= إذا مَا رَأسُ طَالِبِهِنّ شَابَا
فَلا أسْطِيعُ رَدَّ الشّيْبِ عَنّي،= وَلا أرْجُو مع الكِبَرِ الشّبَابَا
فَلَيْتَ الشّيْبَ يَوْمَ غَدَا عَلَيْنَا= إلى يَوْمِ القِيَامَةِ كَانَ غَابَا
فَكَانَ أحَبَّ مُنْتَظَرٍ إلَيْنَا،= وَأبْغَضَ غَائِبٍ يُرْجَى إيَابَا
فَلَمْ أرَ كَالشّبَابِ مَتَاعَ دُنْيَا؛= وَلمْ أرَ مِثْلَ كِسْوَتِهِ ثِيَابَا
وَلَوْ أنّ الشّبَابَ يُذَابُ يَوْماً= بِهِ حَجَرٌ مِنَ الجَبَلَينِ، ذَابَا
فَإني يَا نَوارَ أبَى بَلائي= وَقَوْمي في المَقَامَةِ أنْ أُعَابَا
هُمُ رَفَعُوا يَدَيّ فَلَمْ تَنَلْني= مُفَاضَلَةً يَدَانِ، وَلا سِبَابَا
ضَبَرْتُ مِنَ المِئينَ وَجَرّبَتْني= مَعَدٌّ أُحْرِزُ القُحَمَ الرِّغَابَا
بِمُطّلِعِ الرّهَانِ، إذا تَرَاخَى= لَهُ أمَدٌ، ألَحّ بِهِ وَثَابَا
أمِيرَ المُؤمِنينَ، وَقَدْ بَلَوْنَا= أُمُورَكَ كُلَّهَا رُشْداً صَوَابَا
تَعَلّمْ إنّمَا الحَجّاجُ سَيْفٌ،= تَجُذّ بِهِ الجَمَاجِمَ وَالرّقَابَا
هُوَ السّيْفُ الذي نَصَرَ ابنَ أرْوَى= بِهِ مَرْوَانُ عُثْمَانَ المُصَابَا
إذا ذَكَرَتْ عُيُونُهُمُ ابنَ أرْوَى= وَيَوْمَ الدّارِ أسْهَلَتِ انْسِكَابَا
عَشِيّةَ يَدْخُلُونَ بِغَيرِ إذْنٍ= على مُتَوَكِّلٍ وَفّى، وَطَابَا
خَلِيلِ مُحَمّدٍ وَإمَامِ حَقٍّ،= وَرَابعِ خَيرِ مَنْ وَطِىءَ التَرَابَا
فَلَيْسَ بِزَايِلٍ للحَرْبِ مِنهُمْ= شِهَابٌ، يُطْفِئُونَ بِهِ شِهَابَا
بِهِ تُبْنى مَكَارِمُهُمْ، وَتُمرَى= إذا مَا كانَ دِرّتُها اعْتِصَابَا
وَخَاضِبِ لحيَةٍ غَدَرَتْ وَخَانَتْ،= جَعَلْتَ لِشَيْبِهَا دَمَهُ خِضَابَا
وَمُلْحَمَةٍ شَهِدْتَ لَيَوْمِ بأسٍ،= تَزِيدُ المَرْءَ للأجَلِ اقْتِرَابا
تَرَى القَلَعِيَّ وَالمَاذِيَّ فِيهَا= على الأبْطالِ يَلْتَهِبُ التِهَابَا
شَدخْتَ رُؤوسَ فِتيَتها فداخَتْ،= وَأبْصَرَ مَنْ تَرَبّصَهَا فَتَابَا
رَأيْتُكَ حِينَ تَعْتَرِكُ المَنَايَا،= إذا المَرْعُوبُ للغَمَرَاتِ هَابَا
وَأذْلَقَهُ النّفَاقُ، وَكَادَ مِنْهُ= وَجيبُ القَلبِ يَنْتَزِعُ الحِجَابَا
تَهونُ عَلَيكَ نَفسُكَ وَهوَ أدْنى= لِنَفْسِكَ، عِندَ خالِقِها، ثَوَابَا
فمَنْ يمنُنْ علَيكَ النّصرَ يكذِبْ،= سِوى الله الذي رَفَعَ السّحَابَا
تَفَرّدَ بِالبَلاءِ عَلَيْكَ رَبٌّ،= إذَا نَاداهُ مُخْتَشِعٌ أجَابَا
وَلَوْ أنّ الذي كَشّفْتَ عَنْهُمْ= مِنَ الفِتَنِ البَلِيّةَ وَالعَذَابَا
جَزَوْكَ بها نُفُوسَهُمُ وَزَادُوا= لَكَ الأمْوَالَ، ما بَلَغُوا الثّوَابَا
فَإني وَالّذِي نَحَرَتْ قُرَيْشٌ= لَهُ بمِنىً، وَأضْمَرَتِ الرّكَابَا
إلَيْه مُلَبَّدِينَ، وَهُنّ خُوصٌ،= لِيَسْتَلِمُوا الأوَاسِيَ وَالحِجَابَا
لَقدْ أصْبَحَتُ منكَ عَليّ فَضْلٌ،= كَفَضْلِ الغَيْثِ يَنفَعُ مَن أصَابَا
وَلَوْ أني بِصينِ اسْتَانَ أهْلي،= وَقَدْ أغلَقْتُ من هَجْرَينِ بَابَا
عَليّ رَأيْتُ، يا ابنَ أبي عَقيِلٍ،= وَرَائي مِنْكَ أظْفَاراً وَنَابَا
فَعفْوُكَ، يا ابن يوسفَ، خيرُ عفوٍ،= وَأنْتَ أشدُّ مُنْتَقِمٍ عِقَابَا
رَأيْتُ النّاسَ قَدْ خافُوكَ حَتى= خَشُوا بيديكَ، أوْ فرَقوا، الحِسابَا[/poem]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
__________________
[poem=font="Simplified Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
اينحن زهران لا ناوى ولا نرحم ولا نحن[/poem]
أخر مواضيعي
تأبط شراَ غير متواجد حالياً