[poem=font="Simplified Arabic,5,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="outset,4,limegreen" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
سَقَى أرْيِحَاءَ الغَيْثُ وَهي بَغِيضَةٌ
سَقَى أرْيِحَاءَ الغَيْثُ وَهي بَغِيضَةٌ= إليّ وَلَكِنْ بي ليُسقَاهُ هَامُهَا
مِنَ العَينِ مُنْحَلُّ العَزالي تَسُوقُهُ= جَنُوبٌ بِأنْضَادٍ يَسُحّ رْكَامُهَا
إذا أقْلَعَتْ عَنْهَا سَمَاءٌ مُلِحّةٌ= تَبَعّجَ مِنْ أُخْرَى عَلَيْكَ غَمامُها
فَبِتُّ بِدَيْرَيْ أرْيْحاءَ بِلَيْلَةٍ= خُدارِيّةٍ، يُزْدادُ طُولاً تَمَامُهَا
أُكَابدُ فيهَا نَفْس أقْرَبِ من مشَى= أبُوهُ لِنَفْسٍ مَاتَ عَني نِيَامُهَا
وَكَان إذا أرْضٌ رَأتْهُ تَزَيّلَتْ= لِرُؤيَتِهِ صَحْرَاؤهَا وَإكَامُهَا
تَرَى مَزِقَ السّرْبالِ فوْقَ سَمَيَدعٍ،= يَدَاهُ لأيْتَامِ الشّتَاءِ طَعَامُهَا
على مِثْلِ نَصْلِ السّيْفِ مزّق غمدَهُ= مَضَارِبُ مِنْهُ، لا يُفَلّ حُسَامُهَا
وَكَانَتْ حَيَاةَ الهَالِكِينَ يَمِينُهُ،= وَللنِّيبِ والأبْطَالِ فيها سِمَامهَا
وَكَانَتْ يَدَاهُ المِرْزَمَينِ، وَقِدْرُهُ= طَوِيلاً بِأفْنَاءِ البُيُوتِ صِيَامُهَا
تَفَرَّقُ عَنْهَا النّارُ، وَالنّابُ تَرْتمي= بِأعْصَابِهَا أرْجَاؤهَا وَاهْتِزَامُهَا
جِمَاعٌ يُؤدّي اللّيْلُ من كُلِّ جَانبٍ= إلَيها إذا وَارَى الجِبَالَ ظَلامُهَا
يَتَامَى على آثَارِ سُودٍ، كَأنّهَا= رِئَالٌ دَعَاهَا للمَبِيتِ نَعَامُهَا
لمَنْ أخْطَأتْهُ أرْيِحَاءُ لَقَدْ رَمَتْ= فَتىً كَانَ حَلاّلَ الرّوَابي سِهَامُهَا
لَئِنْ خَرّمَتْ عَني المَنَايَا مُحَمّداً،= لَقَدْ كانَ أفنى الأوّلينَ اخْتِرَامُهَا
فَتىً كَانَ لا يُبْلي الإزَارَ وَسَيْفُهُ= بهِ للمَوَالي في التّرَابِ انْتِقَامُهَا
فَتىً لمْ يَكُنْ يُدْعَى فَتىً ليس مثلَهُ= إذا الرّيحُ ساقَ الشَّوْلَ شلاًّ جَهامُهَا
فَتىً كَشهَابِ اللّيْلِ يَرْفَعُ نَارَهُ،= إذا النّارُ أخْبَاها لَسارٍ ضِرَامُهَا
وَكُنّا نَرَى مِنْ غَالِبٍ في مُحَمّدٍ= خَلايِقَ يَعْلُو الفَاعِلِينَ جِسَامُهَا
تَكَرُّمَهُ عَمَا يُعَيَّرُ، وَالقِرَى،= إذا السّنَةُ الحَمْرَاءُ جَلّحَ عَامُهَا
وَكَانَ حَيّاً للمُمْحِلِينَ وَعِصْمَةً،= إذا السّنَةُ الشّهْبَاءُ حَلّ حَرَامُهَا
وَقدْ كانَ مِتْعابَ المَطيّ على الوَجَا،= وبَالسّيْفِ زَادُ المُرْمِلِينَ اعتِيامُهَا
وَمَا مِنْ فَتىً كُنّا نَبِيعُ مُحَمّداً= بهِ حينَ تَعْتَزّ الأُمُورُ عِظَامُهَا
إذا مَا شِتَاءُ المَحْلِ أمسَى قد ارْتدى= بمِثْلِ سَحِيقِ الأُرْجُوَانِ قتامُهَا
أقُولُ إذا قَالُوا وَكَمْ منْ قَبِيلَةٍ= حَوَالَيْكَ لمْ يُترَكْ عَلَيْها سِنَامُهَا
أبَى ذِكْرَ سَوْرَات إذا حُلّتِ الحُبى،= وَعندَ القِرَى، وَالأرْضُ بالٍ ثُمامُهَا
سأبكيكَ ما كانَتْ بنَفْسِي حُشاشَةٌ،= وَما دَبّ فوْقَ الأرْضِ يَمشِي أنامُهَا
وَمَا لاحَ نَجْمٌ في السّمَاء، وَما دَعا= حَمامَةَ أيْك فَوْقَ سَاق حَمامُهَا
فَهلْ تَرْجِعُ النّفس التي قد تَفرّقَتْ= حَياةُ صَدىً تَحتَ القُبُورِ عِظامُهَا
وَليسَ بمَحْبُوسٍ عن النفس مُرْسلٌ= إلَيها، إذا نَفْسٌ أتَاهَا حِمَامُهَا
لَعمْرِي لَقَدْ سَلّمتُ لَوْ أنّ جِثَوةً= عَلى جَدَثٍ رَدّ السّلامَ كَلامُها
فَهَوّنَ وَجْدي أنْ كلّ أبي امرِىءٍ= سَيُثكَلُ، أوْ يَلقاهُ مِنها لزَامُهَا
وَقَدْ خَانَ مَا بَيْني وبَينَ مُحَمّدٍ= لَيَالٍ وَأيّامٌ تَنَاءَى التِئَامُهَا
كما خانَ دَلْوَ القَوْمِ إذْ يُستَقى بها= من المَاءِ من مَتنِ الرِّشاءِ انجذامُهَا
وَقَدْ تَرَكَ الأيّامُ لي بَعْدَ صَاحِبي= إذا أظْلَمَتْ عَيْناً طَوِيلاً سِجامُهَا
كَأنّ دَلُوحاً تَرْتَقَى في صُعُودِها،= يُصِيبُ مَسِيلَيْ مُقْلَتَيّ سِلامُهَا
على حُرّ خَدِّي مِنْ يَدَيْ ثَقَفِيّةٍ= تَنَاثَرَ مِنْ إنْسَانِ عَيْني نِظامُهَا
على حُرّ خَدِّي مِنْ يَدَيْ ثَقَفِيّةٍ= تَنَاثَرَ مِنْ إنْسَانِ عَيْني نِظامُهَا
لَعَمرِي لَقد عَوّرْتُ فَوْقَ مُحَمّدٍ= قَلِيباً بِهِ عَنّا، طَويلاً مُقَامُهَا
شَآمِيّةَ غَبْرَاءَ لا غُولَ غَيرُهَا،= إلَيها مِنَ الدّنيا الغَرُورِ انْصِرَامُهَا
فَلِلّهِ مَا اسْتَوْدَعْتُمُ قَعْرَ هُوّةٍ،= وَمِنْ دُونِهِ أرْجَاؤهَا وَهُيَامُهَا
بِغَوْرِيّةِ الشّأمِ التي قَدْ تَحُلّهَا= تَنُوخُ، وَلَخْمٌ أهلُها وَجُذامُهَا
وَقَدْ حَلّ داراً عَنْ بَنِيهِ مُحَمّدٌ= بَطِيئاً، لمَنْ يَرْجُو اللّقَاءَ، لمَامُهَا
وَمَا مِنْ فِرَاقٍ غَيرَ حَيْثُ رِكَابُنَا= على القَبرِ مَحْبُوسٌ عَلَينا قِيامُهَا
تُنَادِيهِ تَرْجُو أنْ يُجِيبَ وَقَدْ أتى= من الأرْضِ أنضَادٌ عَلَيهِ سِلامُهَا
وَقَدْ كَانَ مِمّا في خَليلَيْ مُحَمّدٍ= شَمَائِلُ لا يُخشَى على الجارِ ذامُها[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,5,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="outset,4,limegreen" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
سَقَى الله قَبراً يا سَعيدُ تَضَمّنَتْ
سَقَى الله قَبراً يا سَعيدُ تَضَمّنَتْ= نَوَاحِيهِ أكْفَاناً عَلَيْكَ ثِيَابُهَا
وَحْفْرَةَ بَيْتٍ أنْتَ فِيهَا مُوَسَّدٌ،= وَقَدْ سُدّ منْ دُونِ العَوَائدِ بابُها
لَقَدْ ضَمِنَتْ أرْضٌ بإصْطَخرَ ميّتاً= كَرِيماً إذَا الأنْوَاءُ خَفّ سَحَابُها
شَديداً على الأدنَينَ منك إذا احتَوَى= عَلَيْكَ من الُّترْبِ الهَيامِ حِجابُها
لِتَبْكِ سَعيداً مُرْضِعٌ أُمُّ خَمْسَةٍ= يَتامى، وَمنْ صِرْفِ القَرَاحِ شَرَابُها
إذا ذَكَرَتْ عَيْني سَعيداً تحَدّرَتْ= على عَبَرَاتٍ يَسْتَهِلُّ انْسِكابُها[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,5,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="outset,4,limegreen" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
سَلُوا خالِداً، لا أكْرَمَ الله خَالِداً
سَلُوا خالِداً، لا أكْرَمَ الله خَالِداً= مَتى وَلِيتْ قَسْرٌ قُرَيْشاً تَدِينُهَا
أقَبْلَ رَسُولِ الله أمْ بَعْدَ عَهْدِهِ،= فتِلْكَ قُرَيْشٌ قَدْ أغَثّ سَمينُها
رَجَوْنَا هُداهُ، لا هَدَى الله خَالِداً= فَمَا أُمُّهُ بِالأُمّ يُهْدَى جَنِينُهَا[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,5,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="outset,4,limegreen" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
سَلَوْتُ عَنِ الدّهرِ الذي كان مُعجِباً،
سَلَوْتُ عَنِ الدّهرِ الذي كان مُعجِباً،= وَمثلُ الذي قد كان من دَهرِنا يُسْلي
وَأيْقَنْتُ أنّي لا مَحَالَةَ مَيّتٌ،= فَمُتّبِعٌ آثَارَ مَنْ قَدْ خَلا قَبْلي
وَإنّي الذِي لا بُدّ أنْ سَيُصِيبُهُ= حِمَامُ المَنايا مِنْ وَفَاةٍ وَمن قَتْلِ
فَما أنَا بالباقي، ولا الدّهرُ، فَاعلَمي= بِرَاضٍ بما قَدْ كانَ أذهبَ من عقلي
وَلا مُنصِفي يَوْماً، فأُدْرِكَ عِنْدَهُ= مَظالَمهُ عِندِي، وَلا تارِكاً أكْلي
وَأينَ أخِلاَئي الّذِينَ عَهدْتُهُمْ،= وَكُلُّهُمُ قَد كان في غِبطَةٍ مِثْلي
دَعَتهُمْ مَقادِيرٌ، فأصْبَحتُ بَعدهمْ= بَقِيّةَ دَهْرٍ لَيسَ يُسبَقُ بالذَّحلِ
بَلَوْتُ مِنَ الدّهرِ الذي فيهِ وَاعِظٌ،= وَجارَيتُ بالنُّعمَى وَطالَبتُ بالتَّبْلِ
وَجُرّبْتُ عِندَ المُضْلِعاتِ، فلمْ أكنْ= ضَرِيعَ زَمَانٍ، لا أُمِرُّ وَلا أُحْلي
وَبَيْدَاءَ تَغْتَالُ المَطيَّ قَطَعْتُها= برَكّابِ هَوْلٍ لَيسَ بالعاجزِ الوَغلِ
إذا الأرْضُ سَدّتها الهَواجرُ وارْتدَتْ= مُلاءَ سَمُومٍ لمْ يُسَدَّينَ بالغَزْلِ
وَكانَ الّذي يَبْدُو لَنا مِنْ سَرَابِها= فُضُولُ سُيولِ البحرِ من مائه الضَّحلِ
وَيَدْعُو القَطا فيها القَطا، فيُجيبُهُ= تَوَائِمُ أطْفَالٍ منَ السّبسبِ المَحل
دَوَارِجُ أخْلَفْنَ الشّكِيرَ، كأنّما= جَرَى في مآقيها مَرَاوِدُ منْ كُحْلِ
يُسَقِّينَ بِالمَوْماةِ زُغْباً نَوَاهِضاً،= بَقَايَا نِطافٍ في حَوَاصِلِهَا تَغْلي
تَمُجّ أداوَي في أداوَى بها استَقَتْ،= كما استفرَغَ الساقي من السَّجلِ بالسجلِ
وَقَد أقطَعُ الخَرْقَ البَعيدَ نِياطُهُ،= بمائرَةِ الضَّبْعَينِ وَجناءَ كالهِقْلِ
تَزَيّدُ في فَضْلِ الزِّمَامِ، كَأنّهَا= تُحاذِرُ وَقْعاً مِنْ زَنابيرَ أوْ نَحْلِ
كَأنّ يَدَيْها في مَرَاتِبِ سُلّمٍ،= إذا غاوَلتْ أوْبَ الذّرَاعينِ بالرِّجْلِ
تأوّهُ مِنْ طُولِ الكَلالِ وَتَشتَكي،= تأوُّهَ مَفْجُوعٍ بثُكلٍ على ثُكْلِ
إلَيْكَ أمِيرَ المُؤمِنينَ أنَخْتُهَا،= إلى خَيرِ مَنْ حُلّتْ لهُ عُقَدُ الرّحلِ
إلى خَيرِهمْ فيهمْ قَديماً وَحَادِثاً،= مَعَ الحِلمِ والإيمانِ وَالنّائلِ الجَزْلِ
وَرِثتَ أباكَ المُلكَ تَجرِي بسَمتِهِ،= كذلك خُوطُ النّبعِ يَنبُتُ في الأصْلِ
كَداوُدَ إذْ ولَّى سُلَيْمَانَ بَعْدَهُ= خِلافَتَهُ نِحْلاً من الله ذي الفَضْلِ
يَسُوسُ من الحِلمِ الذي كانَ رَاجِحاً= بأجْبالِ سَلمَى من وَفاءٍ وَمن عَدلِ
هُوَ القَمَرُ البَدْرُ الذي يُهتَدَى بِهِ= إذا ما ذُوُو الأضْغانِ جارُوا عن السُّبلِ
أغَرَّ تعرَى نُوراً لبَهْجَةِ مُلْكِهِ،= عَفُوّاً طَلُوباً، في أنَاةٍ وَفي رِسْلِ
يَفِيضُ السِّجالَ النّاقِعاتِ من النّدَى،= كما فاضَ ذو مَوْجٍ يقمِّصُ بالجَفلِ
وكمْ مِنْ أُناسٍ قَدْ أصَبْتَ بنِعمةٍ،= وَمنْ مُثقَلٍ خَفّفتَ عنه منَ الثِّقْلِ
وَمِنْ أمْرِ حَزْمٍ قَدْ وَليتَ نَجِيَّهُ= برَأيٍ جَميعٍ مُستَمِرٍ قُوَى الحَبْلِ
قَضَيْتَ قَضَاءً في الخِلافَةِ ثَابِتاً= مُبِيناً، فقد أسمَعتَ مَن كان ذا عَقلِ
فمَنْ ذا الذي يَرْجو الخِلافةَ منهُمُ،= وَقَدْ قُمتَ فيهمْ بالبَيانِ وَبالفَصْلِ
وَبَيّنْتَ أنْ لا حَقّ فِيها لخاذِلٍ،= تَرَبّصَ في شَكٍّ، وَأشفَقَ من مَثلِ
وَلا لامرِىءٍ آتَى المُضِلّينَ بَيْعَةً،= رَأى الحرْبَ أبدتْ عن نوَاجذها العُصْلِ
وَمَدّ يَداً مِنْهُ لِبَيْعَةِ خَاسِرٍ،= وَمال المُكْسِدُ المَغبونُ كالرّابحِ المغلي
وَعانَدَ لمّا أنْ رَأى الحَرْبَ شَمّرَتْ،= عِنادَ الخَصيّ الجَوْنِ صَدّ عن الفحلِ
فَما بالُ أقوَامٍ بَدا الغِشُّ منِهُمُ،= وَهُمْ كُشُفٌ عندَ الشّدائدِ وَالأزْل
يُداوُونَ مِنْ قَرْحٍ أدانِيهِ قَد عَتَا= على الدّاءِ لمْ تُدْركْ أقاصِيهِ بالفُتلِ
وَقد كانَ فِيما قَد تَلَوْا من حديِثهمْ= شِفاءٌ، وكانَ الحِلمُ يَشفي من الجَهلِ
وَإلاّ، فَإنّ المَشْرَفِيّةَ حَدُّهَا= دَوَاءٌ لهُمْ غَيرَ الدّبيبِ وَلا الخَتْلِ
أوِ النّفيُ حتى عَرْضُ أرْضٍ وَطولُها= عَلَيهمْ كَبَيتِ القَينِ أُغلِقَ بالقَفلِ
وَقد خَذَلوا مَرْوَانَ في الحَرْبِ وَابنَه= أبَاكَ وَأدْلَوْا فيهما معَ مَنْ يُدْلي
وَكانَا إذا مَا كان يَوْمُ عَظِيمَةٍ،= حَمولَينِ للأثقالِ في الأمرِ ذي البَزْلِ
فَصَلّى على قَبْرَيْهِمَا الله، إنّمَا= خَلائِقُهُ مِنْهَا على سُنّةِ الرّسْلِ
فَفُزْتَ بما فَازَا بِهِ مِنْ خِلافَةٍ،= وَزِدتَ على مَن كانَ قَبلَك بالحَصْلِ
بعافِيَةٍ كَانَتْ مِنَ الله جَلّلَتْ= مَشارِقَها أمْناً إلى مَغْرِبِ الأُمْلِ
وَكُنتَ المُصَفّى من قرَيشٍ وَلمْ يكُنْ= لوَطْئِكَ فيهمْ زَيْغُ كَعْبٍ وَلا نَعلِ
أشارُوا بهَا في الأمْرِ غَيرَكَ مِنْهُمُ،= وَوَلاّكها ذو العرْشِ نَحلاً من النُّحلِ
حَبَاكَ بهَا الله الّذِي هُوَ سَاقَهَا= إلَيكَ فقَدْ أبْلاكَ أفْضَلَ ما يُبْلي
وَسِيقتْ إلى مَن كانَ في الحرْبِ أهلَها= إلى وَاضِحٍ بادٍ مَعالمُهُ، سَهْلِ
وَمَا أصْلَتُوا فهيها بسَيْفٍ عَلمْتُهُ،= وَلا بِسِلاحٍ مِنْ رِمَاحٍ وَلا نَبْلِ
فَنُصْحي لكُمْ قادَ الهَوَى من بلادِهِ= إلى مَنبِتِ الزّيتونِ من مَنبِتِ النّخْلِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,5,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="outset,4,limegreen" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
سَما لكَ شَوْقٌ مِنْ نَوَارَ، وَدونَها
سَما لكَ شَوْقٌ مِنْ نَوَارَ، وَدونَها= مَهامِهُ غُبْرٌ، آجِنَاتُ المَنَاهِلِ
فهِمْتَ بهَا جَهْلاً على حِين لمْ تذَرْ= زِلازِلُ هذا الدّهرِ وَصْلاً لوَاصلِ
وَمِنْ بعدِ أنْ كمّلْتَ تِسعينَ حِجّةً،= وَفارَقتَ، عن حلمِ النّهَى، كلَّ جاهلِ
فذَرْ عَنكَ وَصْلَ الغانياتِ، وَلا تَزِغْ= عنِ القَصْدِ، إنّ الدّهَر جَمُّ البلابلِ
أبَادَ القُرُونَ المَاضِيَاتِ، وَإنّمَا= تَمُرّ التّوَالي في طَرِيقِ الأوَائِلِ
شَكَرْنَا لِعَبْدِ الله حُسْنَ بَلائِهِ،= غَداةَ كَفَانَا كلَّ نِكسٍ مُوَاكِلِ
بجَابِيَةِ الجَوْلانِ، إذْ عَمّ فَضْلُهُ= عَلَينا، وقِدْماً كان جَمّ الفَوَاضِلِ
فَلَسْتُ وَإنْ كانَتْ ذُؤابَةُ دارِمٍ= نَمَتْني إلى قُدْمُوسِ مَجِدٍ حَلاحِلِ
وَإنْ حَلّ بَيْتي مِنْ سَمَاءِ مُجاشعٍ= بمَنْزِلَةٍ فَاتَتْ يَدَ المُتَنَاوِلِ
بنَاسٍ لبَكْرٍ حُسْنَ صُنْعِ أخيهمُ= إليّ لدى الخِذْلانِ مِنْ كلّ خاذِلِ
كَفَانَا أُمُوراً لَمْ يَكُنْ ليُطِيقَها= مِنَ القَوْمِ إلاّ كامِلٌ وَابنُ كامِلِ
ألِكْني إلى أفْنَاءِ مُرّةَ كُلِّهَا= رِسَالَةَ ذِي وُدٍّ، لمُرّةَ، وَاصِلِ
فَلَوْلا أبُو عَبْدِ المَلِيكِ أخُوكُمُ= رَجَعتُ إلى عِرْسِي بأفوَقَ نَاصِلِ
وَحُلّئْتُ عند الوِرْدِ من كلّ حاجَةٍ،= وَغُودِرْتُ في الجَوْلانِ رَثَّ الحَبائلِ
سَتأتيكَ مِني إنْ بَقِيتُ قَصَائِدٌ= يُقَصّرُ عَنْ تَحْبِيرِها كلُّ قائِلِ
لهَا تُشرِقُ الأحسابُ عند سَمَاعِهَا،= إذا عُدّ فَضْلُ الفِعْلِ من كلّ فاعلِ
وَأنتَ امرُؤٌ للصُّلْبِ مِنْ مُرّةَ الّتي= تُقَصّرُ عَنْهَا بَسْطَةُ المُتَطَاولِ
هُمُ رَهَنُوا عَنْهُمْ أبَاكَ لفَضْلِهِ= على قَوْمِهِ، والحَقُّ بادي الشّوَاكلِ
وَلَوْ عَلِمُوا أوْفَى لحَقْنِ دِمائِهِم= وَأبْيَنَ فَضْلاً عندَ تِلكَ الفَواضِلِ
لهُمْ من أبيكَ المُصْطَفَى لاتّقَوْا بهِ= أسِنّةَ كِسْرَى يوْمَ رَهنِ القَبائِلِ
فضَلتمْ بَني شَيبانَ فضْلاً وَسُؤدَداً،= كمَا فَضَلَتْ شَيبانِ بكَر بن وَائِلِ
وقَدْ فَضَلَتْ بَكْرٌ رَبِيعَةَ كُلَّها،= بفِعْلِ العُلى، وَالمَأثُرَاتِ الأوَائِلِ
حَمَيتمْ مَعَدّاً يوْمَ كِسرَى بن هُرْمُزٍ= بضَرْبَةِ فَصْلٍ قَوّمَتْ كلَّ مَائِلِ
غَلَبْتُمْ بذِي قارٍ، فَما انفَكّ أمرُها= إلى اليَوْم أمرَ الخاشعِ المُتَضَائِلِ
بِأبْطَحَ ذِي قَارٍ غَدَاةَ أتَتْكُمُ= قَبَائِلُ جَمْعٍ تَقْتَدي بقَبَائِلِ
وَكانتْ لكُمْ نُعمى عمَمتمْ بفَضْلها= على كلّ حَافٍ، من مَعَدٍّ، وَنَاعلِ
مُقَدِّمَةُ الهَامُرْزِ تَعْلَمُ أنّكُمْ= تَغارُونَ يَوْمَ البَأسِ عند الحَلائلِ
نماكَ إلى مَجْدِ المَكارِمِ وَالعُلَى= بُيُوتٌ، إلَيها العِزُّ عِندَ المَعاقِلِ
فمِنهُنّ بَيْتُ الحَوْفَزَانِ الذي بهِ= تُفَلِّلُ بَكرٌ حَدَّ نَبْلِ المُنَاضِلِ
وَبَيْتُ المُثَنّى عَاقِرِ الفِيلِ عَنْوَةً= بِبابِلَ، إذْ في فَارِسٍ مُلْكُ بَابِلِ
وَبَيْتٌ لِمَسْعُودِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خَالدٍ،= وَذلِكَ بيْتٌ ذِكْرُةُ غَيْرُ خَامِلِ
وَبَيْتٌ لمَفْرُوقِ بن عَمْروٍ وَهانىءٍ،= مُنِيفُ الأَعالي مُكْفَهِرُّ الأسافلِ
وَبَيْتُ أبي قَابُوسَ مُصْقَلَةَ الّذي= بَنى بَيْتَ عِزٍّ، أُسُّهُ غَيرُ زَائِلِ
وَبَيْتُ رُوَيْمٍ ذي المَكَارِمِ والعُلى،= أنَافَ بعِزٍّ فَوْقَ بَاعِ المُفاضِلِ
وَبَيْتٌ لعِمرَانَ بن مُرّةَ، إنّهُ= بِهِ يَبْهَرُ الأقْوَامَ عِنْدَ المَحَافِلِ
فتِلْكَ بُيُوت هُنّ أحْلَلْنَكَ العُلى= فَأصْبَحَتَ فِيهَا مُشْمَخِرَّ المَنازِلِ
فسُمْتُمْ هَوَانَ الذُّلّ أحْرَارَ فارِسٍ،= وعلمْ تخفَ فيهِمْ غامِضَاتُ المَقاتِلِ
وَهابَكُمُ ذو الضِّغنِ حِينَ وَطِئْتُمُ= رقابَ الأعادي، وَطْأةَ المُتَثاقِلِ[/poem]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|