الموضوع: ديوان الفرزدق
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-10-2007, 01:36 AM   #60
تأبط شراَ
 
الصورة الرمزية تأبط شراَ
 







 
تأبط شراَ is on a distinguished road
افتراضي

[poem=font="Simplified Arabic,6,crimson,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,tomato" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
عَزَفْتَ بأعشاشٍ وَما كِدْتَ تَعزِفُ
عَزَفْتَ بأعشاشٍ وَما كِدْتَ تَعزِفُ،= وَأنكَرْتَ من حَرَاءَ ما كنتَ تَعرِفُ
وَلَجّ بكَ الهِجْرَانُ، حَتى كَأنّما= تَرَى المَوْتَ في البيتِ الذي كنتَ تَيلفُ
لجَاجَةُ صُرْمٍ لَيسَ بالوَصْلِ، إنّما= أخو الوَصْلِ من يَدنو وَمَن يتَلَطّفُ
إذا انتَبهَتْ حَدْرَاءُ من نوْمةِ الضّحى= دَعَتْ وَعَليها دِرْعُ خَزٍّ وَمِطْرَفُ
بأخْضَرَ مِنْ نَعْمَانَ ثمّ جَلَتْ بهِ= عِذابَ الثّنايا طَيّباً حِينَ يُرْشَفُ
وَمُسْتَنْفِزَاتٍ للقُلُوبِ، كَأنّها= مَهاً حَوْلَ مَنْتُوجاتِهِ يَتَصَرّفُ
يُشَبَّهْنَ مِنْ فَرْطِ الحَيَاءِ كَأنّها= مِرَاضُ سُلالٍ أوْ هَوَالِكُ نُزَّفُ
إذا هُنّ سَاقَطْنَ الحَدِيثَ، كَأنّه= جَنى النّحْلِ أوْ أبكارُ كَرْمٍ يُقَطَّفُ
مَوانِعُ لِلأسْرَارِ، إلاّ لأهْلِهَا،= وَيُخلِفنَ ما ظنّ الغيورُ المُشَفْشِفُ
يُحَدِّثنَ بعَدَ اليأسِ من غَيرِ رِيبَةٍ،= أحاديثَ تَشفي المُدْنَفِينَ وَتَشْغَفُ
إذا القُنْبُضَاتُ السّودُ طوّفن بالضّحى= رَقَدْنَ عَليهنّ الحِجالُ المُسَجَّفُ
وَإنْ نَبّهَتْهُنّ الوَلائِدُ بَعْدَمَا= تَصَعّدَ يَوْمُ الصّيْفِ أوْ كاد يَنصُفُ
دَعوْنَ بقُضْبانِ الأرَاكِ التي جَنَى= لها الرّكْبُ من نَعمَانَ أيّامَ عَرّفُوا
فَمِحْنَ بِهِ عَذْباً رُضَاباً، غُرُوبُهُ= رِقاقٌ وَأعلى حَيْثُ رُكّبْنَ أعْجَفُ
لَبِسْنَ الفِرِنْدَ الخُسْرُوَانيَّ دُونَهُ،= مَشاعِرَ مِنْ خَزّ العِرَاقِ، المُفَوَّفُ
فكَيْفَ بمَحْبُوسٍ دَعاني، وَدُونَهُ= دُرُوبٌ وأبْوَابٌ وَقَصْرٌ مُشَرَّفُ
وَصُهْبٌ لِحاهُمْ رَاكِزُونَ رِماحَهُمْ،= لهمْ دَرَقٌ تحتَ العَوَالي مُصَفَّفُ
وَضَارِيَةٌ ما مَرّ إلاّ اقْتَسَمْنَهُ= عَلَيهنّ خَوَّاضٌ إلى الطِّنءِ مِخشَفُ
يُبَلّغُنا عَنْهَا بِغَيْرِ كَلامِهَا= إلَيْنا مِنَ القَصْرِ البَنانُ المُطَرَّفُ
دَعَوْتَ الذي سَوّى السّمَواتِ أيْدُهُ،= ولَلَّهُ أدْنَى مِنْ وَرِيدي وَألْطَفُ
لِيَشْغَلَ عَني بَعْلَها بِزَمَانَةٍ= تُدَلِّهُهُ عَنّي وَعَنْها فَنُسْعَفُ
بِما في فُؤادَينا مِنَ الهَمّ وَالهَوَى= فَيَبْرَأُ مُنْهاضُ الفُؤادِ المُسَقَّفُ
فَأرْسَلَ في عَيْنَيْهِ مَاءً عَلاهُما= وَقَدْ عَلِموا أنّي أطَبُّ وَأعْرَفُ
فَدَاوَيْتُهُ عَامَينِ وَهْيَ قَرِيبَةٌ= أراهَا وَتَدْنو لي مِرَاراً فأرْشُفُ
سُلافَة جَفْنٍ خَالَطَتْها تَرِيكةٌ= على شَفتَيْها وَالذّكِيُّ المُسوَّفُ
فيا لَيْتَنا كُنّا بَعِيرَينِ لا نَرِدْ= عَلى مَنْهَلٍ إلاّ نُشَلّ وَنُقْذَفُ
كِلانَا بِهِ عَرٌّ يُخَافُ قِرَافُهُ= عَلى النّاسِ مَطْليُّ المَساعرِ أخْشَفُ
بِأرْضٍ خَلاءٍ وَحْدَنَا، وَثِيابُنا= مِنَ الرَّيْطِ وَالدّيباجِ دِرْعٌ وَمِلحَفُ
وَلا زَادَ إلاّ فَضْلَتَانِ: سُلافَةٌ،= وَأبْيَضُ مِنْ ماءِ الغمَامةِ قَرْقَفُ
وأشْلاءُ لحمٍ من حُبارَى، يَصِيدُها،= إذا نَحْنُ شِئنا، صَاحِبٌ مُتَألَّفُ
لَنَا ما تَمَنّيْنَا مِن العَيْشِ ما دَعَا= هَديلاً حَماماتٌ بِنَعْمانَ هُتفُ
إلَيْكَ أمِيرَ المؤمِنيِنَ رَمَتْ بِنَا= هُمُومُ المُنى وَالهَوْجَلُ المُتَعَسَّفُ
وَعَضُّ زَمانٍ يا ابنَ مَرْوَانَ لم يَدَعْ= مِنَ المَالِ إلاّ مُسحَتاً أوْ مُجَرَّفُ
وَمُنْجَرِدُ السُّهْبَانِ أيْسَرُ مَا بِهِ= سَلِيبُ صُهَارٍ أوْ قُصَاعٌ مُؤلَّفُ
ومَائِرَةِ الأعْضَادِ صُهْبٍ كَأنّمَا= عَلَيها مِنَ الأينِ الجِسادُ المُدَوَّفُ
بَدأنَا بِهَا مِنْ سِيفِ رَمْلِ كُهَيلةٍ،= وَفيها نَشاطٌ من مِرَاحٍ وَعَجْرَفُ
فَما بَرِحَتْ حَتى تَقارَبَ خَطْوُها= وَبادَتْ ذُرَاها وَالمَناسِمُ رُعَّفُ
وَحتى قَتَلنا الجَهلَ عَنها وَغُودِرَتْ،= إذا ما أُنِيخَتْ، وَالمَدامعُ ذُرَّفُ
وَحتى مشَى الحادي البَطيءُ يَسُوقُها= لهَا بَخَصٌ دامٍ وَدَأيٌ مُجَلَّفُ
وَحَتى بَعَثْنَاهَا وَما في يَدٍ لَهَا،= إذا حُلّ عَنها رُمّةٌ وَهيَ رُسّفُ
إذا ما نَزلْنا قاتَلَتْ عَنْ ظُهُورِنَا،= حَرَاجِيجُ أمْثَالُ الأهلّةِ شُسّفُ
إذا مَا أرَيْنَاهَا الأزِمّة أقْبَلَتْ= إلَيْنَا، بِحُرّاتِ الوُجُوهِ، تَصَدّفُ
ذَرَعْنَ بِنا ما بَينَ يَبْرِينَ عَرْضَهُ= إلى الشأمِ تَلْقَانَا رِعَانٌ وَصَفْصَفُ
فأفْنَى مِرَاحَ الدّاعِرِيّةِ خَوْضُهَا= بِنا اللّيْلَ إذْ نام الدَّثُورُ المُلَفَّفُ
إذا اغْبَرّ آفَاقُ السّمَاءِ وَكَشّفَتْ= كُسُورَ كبُيوتِ الحَيّ حمرَاءُ حَرْجَفُ
وَهَتّكَتِ الأطْنابِ كُلُّ عَظِيمَةٍ= لها تَامِكٌ من صَادِقِ النِّيّ أعْرَفُ
وَجَاءَ قَرِيعُ الشَّوْلِ قَبْلَ إفَالِها= يَزِفّ وَرَاحَتْ خَلْفَهُ وَهْيَ زُفَّفُ
وَبَاشَرَ رَاعِيهَا الصِّلا بِلَبَانِهِ= وَكَفّيْهِ حَرَّ النّارِ مَا يَتَحَرّفُ
وَأوْقَدَتِ الشِّعْرَى مع اللّيلِ نارَها،= وَأمْسَتْ محُولاً، جِلْدُها يتَوَسّفُ
وأصْبَحَ مَوْضُوعُ الصّقيعِ، كَأنّهُ= على سَرَوَاتِ النِّيبِ قُطْنٌ مُنَدَّفُ
وَقاتَلَ كَلْبُ الحَيّ عَنْ نارِ أهْلِهِ،= ليَرْبِضَ فيها وَالصِّلا مُتَكَنَّفُ
وَجَدْتَ الثّرَى فينا إذا يَبِسَ الثّرَى،= وَمَنْ هُوَ يَرْجُو فَضْلَهُ المُتَضَيِّفُ
تَرَى جارَنا فينا يُجيرُ، وَإنْ جَنَى= فَلا هُوَ مِمّا يُنْطِفُ الجارَ يُنْطَفُ
وَيَمْنَعُ مَوْلانَا، وَإنْ كانَ نَائِياً،= بِنَا جَارَهُ مِمّا يَخَافُ وَيَأنَفُ
وَقَدْ عَلِمَ الجِيرَانُ أنّ قُدُورَنَا= ضَوَامِنُ للأرْزَاقِ وَالرّيحُ زَفْزَفُ
نُعَجِّلُ للضِّيفانِ في المَحلِ بالقِرَى= قُدُوراً بِمعْبُوطٍ تُمَدّ وَتُغْرَفُ
تُفَرَّغُ في شِيزَى، كَأنّ جِفَانَها= حِياضُ جِبىً، منها مِلاءٌ وَنُصَّفُ
تَرَى حَوْلَهُنّ المُعْتَفِينَ كَأنّهُمْ= عَلى صَنَمٍ في الجاهليّةِ عُكّفُ
قُعُوداً وخَلْفَ القاعِدِينَ سُطورُهمْ= جُنوحٌ، وأيديهِمْ جُموسٌ وَنُطّفُ
وَما حُلّ منْ جَهْلٍ حُبَى حُلَمائِنا؛= وَلا قائِلٌ بالعُرْفِ فِينا يُعَنَّفُ
وَما قَامَ مِنّا قائِمٌ في نَدِيّنَا= فَيَنْطِقَ، إلاّ بالّتي هِيَ أعْرَفُ
وإني لمنْ قَوْمٍ بهِمْ تُتّقَى العِدَى،= وَرَأبُ الثّأى وَالجَانِبُ المُتَخَوِّفُ
وَأضْيَافِ لَيْلٍ، قَدْ نَقَلْنا قِرَاهمُ= إلَيْهِمُ، فأتْلَفنا، المَنايا، وَأتْلَفُوا
قَرَيْنَاهُمُ المَأثُورَةَ البِيض قَبْلَها= يُثِجّ العُرُوقَ الأَزْأَنيُّ المُثَقَّفُ
وَمَسْرُوحَةً مِثْل الجَرَادِ يَسُوقُها= مُمَرٌّ قُوَاهُ وَالسَّرَاءُ المُعَطِّفُ
فأصْبَحَ في حَيثُ التَقَيْنا شَرِيدُهُمْ= طَلِيقٌ وَمَكتوفُ اليَدَينِ وَمُزْعَفُ
وَكنّا إذا ما استكْرَهَ الضّيْفُ بالقِرَى= أتَتْهُ العَوالي، وَهيَ بالسّمّ تَرْعَفُ
وَلا نَسْتَجِمُّ الخَيْلَ، حَتى نُعِيدَها= غَوانِم مِنْ أعدائِنا وَهيَ زُحّفُ
كَذلكَ كانَتْ خَيْلُنا، مَرّةً تُرَى= سِمَاناً، وَأحْيَاناً تُقَادُ فَتَعجَفُ
عَلَيهِنّ مِنّا النّاقِصُونَ ذُحُولَهُمْ،= فَهُنّ بِأعْبَاءِ المَنِيّةِ كُتّفُ
مَداليقُ حَتى تَأتَي الصّارِخَ الّذي= دَعا وَهْوَ بالثّغْرِ الذي هوَ أخوَفُ
وَكُنّا إذا نَامَتْ كُلَيْبٌ عنِ القِرَى= إلى الضّيْفِ نَمْشِي بالعَبيطِ وَنَلحَفُ
وَقِدْرٍ فَثَأنا غَلْيَها بَعدَما غَلَتْ،= وأخْرَى حَشَشْنا بالعَوالي تُؤثَّفُ
وَكُلُّ قِرَى الأضْيافِ نَقرِي من القَنا= وَمُعْتَبَطٍ فِيهِ السّنَامُ المُسَدَّفُ
وَلَوْ تَشْرَبُ الكَلْبَى المرَاضُ دماءنَا= شَفَتْهها، وَذو الدَّاءِ الذي هُوَ أدْنَفُ
مِن الفَائِقِ المَحْبُوسِ عَنهُ لِسانُهُ= يَفُوقُ، وَفيهِ المَيّتُ المُتَكَنَّفُ
وَجدْنا أعَزَّ النّاسِ أكْثَرَهُمْ حصىً،= وَأكْرَمَهُمْ مَنْ بالمَكارِمِ يُعرَفُ
وَكِلْتاهُما فِينا إلى حَيْثُ تَلْتقي= عَصَائِبُ لاقَى بَيْنَهُنّ المُعَرَّفُ
مَنَازِيلُ عَنْ ظَهْرِ القَلِيلِ كَثيِرُنا= إذا ما دَعَا في المَجلِسِ المُتَرَدِّفُ
قَلَفْنا الحَصَى عَنهُ الذي فوْقَ ظَهرِه= بِأحْلامِ جُهّالٍ، إذا ما تَغَضّفُوا
عَلى سَوْرَةٍ، حَتى كأنّ عَزِيزَهَا= تَرَامَى بهِ مَن بَينِ نِيقَينِ نفْنَفُ
وَجَهْلٍ بِحْلمٍ قَدْ دَفَعْنا جُنُونَهُ،= وَما كان لَوْلا حِلْمُنا يَتَزَحُلَفُ
رَجَحنا بِهمْ حتى استَثابوا حُلُومَهمْ= بِنا بَعْدَما كادَ القَنا يَتَقَصّفُ
وَمَدّتْ بِأيْديِها النّساءُ، وَلمْ يكُنْ= لذي حَسَبٍ عَنْ قَوْمِهِ متَخَلَّفُ
كَفَيْناهُمُ ما نابَهُمْ بِحُلُومِنَا= وَأمْوَالِنَا، والقَوْمُ، بالنَّبْلِ، دُلّفُ
وَقَدْ أرْشَدُوا الأوْتَارَ أفْواقَ نَبلهِم= وَأنيابُ نَوْكاهُمْ من الحَرْد تَصرِفُ
فَما أحَدٌ في النّاسِ يَعْدِلُ دَرْأنَا= بِعِزٍّ، وَلا عِزٌّ لَهُ حِينَ نَجْنَفُ
تَثَاقَلُ أرْكَانٌ عَلَيْهِ ثَقِيلَةٌ،= كأرْكانِ سَلْمى أوْ أعَزُّ وَأكْثَفُ
سَيَعَلَمُ مَنْ سامى تَميماً إذا هَوَتْ= قَوَائِمُهُ في البَحْرِ مَن يَتَخَلّفُ
فَسَعْدُ جِبَالُ العِزّ والبَحْرُ مالِكٌ،= فَلا حَضَنٌ يُبْلى وَلا البَحْرُ يُنزَفُ
وَبِالله لَوْلا أنْ تَقُولُوا تَكَاثَرَتْ= عَلَيْنَا تَمِيمٌ ظالمِينَ، وَأسْرَفُوا
لمَا تُرِكَتْ كَفٌّ تُشِيرُ بِأُصْبُعٍ،= ولا تُرِكَتْ عَينٌ على الأرْضِ تَطِرفُ
لَنَا العِزّةُ الغَلْبَاءُ، وَالعَددُ الذي= عَلَيْهِ إذا عُدّ الحَصَى يُتَحَلّفُ
وَلا عِزّ إلاّ عزّنا قَاهِرٌ لَهُ،= وَيَسْألُنَا النَّصْفَ الذّليلُ فيُنْصَفُ
ومَنّال الّذي لا يَنْطِقُ النّاسُ عندَهُ،= وَلَكِنْ هُوَ المُسْتَأذَنُ المُتَنصَّفُ
تَرَاهُمْ قُعُوداً حَوْلَهُ، وعُيُونُهمْ= مُكَسَّرَةٌ أبْصَارُها ما تَصَرّفُ
وَبَيْتَانِ: بَيْتُ الله نَحْنُ وُلاتُهُ،= وَبَيْتٌ بِأعْلى إيلِيَاءَ مُشَرَّفُ
لَنَا، حَيْثُ آفَاقُ البَرِيّةِ تَلتَقي،= عَدِيدُ الحَصَ والقَسورِيُّ المُخَندِفُ
إذا هَبَطَ النّاسُ المُحَصَّبَ مِنْ مِنىً= عَشِيّةَ يَوْمِ النّحرِ من حيثُ عَرّفُوا
تَرَى النّاسَ ما سِرْنا يَسِيرُونَ خَلفَنا،= وَإنْ نَحنُ أوْمأنا إلى النّاسِ وَقّفُوا
أُلُوفُ أُلُوفٍ مِنْ دُرُوعٍ وَمن قَناً،= وَخَيلٌ كرَيعانِ الجَرَادِ وَحَرْشَفُ
وَإنْ نَكَثُوا يَوْماً ضَرَبْنا رِقابَهُمْ،= عَلى الدِّينِ، حَتى يُقْبِلَ المُتَألَّفُ
فإنّكَ إذْ تَسْعَى لتُدْرِكَ دَارِماً،= لأنْتَ المُعنّى يا جَرِيرُ المُكَلَّفُ
أتَطْلُبُ مَن عِنْدَ النّجومِ وَفَوْقَها= بِرِبْقٍ وعيْرٍ ظَهْرُهُ مُتَقَرِّفُ
أبَى لِجَرِيرٍ ورَهْطُ سُوءٍ أذِلّةٌ،= وَعِرْضٌ لَئِيمٌ للمَخازي مُوَقَّفُ
إذا ما احْتَبَتْ لي دارِمٌ عِنْدَ غَايَةٍ= جَرَيْتُ إلَيها جَرْيَ مَنْ يَتَغَطرَفُ
كِلانَا لعهُ قَوْمٌ هُمُ يُحْلِبُونَهُ= بأحْسابِهمْ حَتى يَرَى منْ يُخَلَّفُ
إلى أمَدٍ، حَتى يُزَايِلَ بَيْنَهُمْ،= وَيُوجِعُ منّا النّخسُ مَن هوَ مُقرِفُ
عَطَفْتُ عَلَيكَ الحَرْبَ، إني إذا وَنَى= أخو الحَرْبِ كَرّارٌ على القِرْن مِعْطَفُ
تُبَكّي على سَعْدٍ، وَسَعْدٌ مُقيمةٌ= بَيَبْرِينَ مِنهُمْ مَنْ يَزِيدُ وَيُضْعِفُ
عَلى مَنْ ورَاءَ الرَّدِم لَوْ دُكّ عَنهمُ= لمَاجُوا كمَا ماجَ الجَرادُ وَطَوّفُوا
فهمْ يَعدِلونَ الأرْض لوْلاهمُ استَوتْ= على النّاسِ أوْ كادَتْ تعسيرُ فتُنسَفُ
وَلَوْ أنّ سَعْداً أقْبَلَتْ مِنْ بِلادِها= لجَاءَتْ بِيَبْرِينَ اللّيَالي تَزَحّفُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,crimson,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,orangered" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
عَسَى أسدٌ أنْ يُطْلِقَ الله لي بِهِ
عَسَى أسدٌ أنْ يُطْلِقَ الله لي بِهِ= شَبَا حَلَقٍ مُستَحكِمٍ فوْقَ أسوْقي
وَكَمْ يا ابن عَبد الله عَني من العُرَى= حَلَلْتَ وَمِنْ قَيْدٍ بساقيّ مُغْلَقِ
فَلَمْ يَبْقَ مني غَيْرَ أنّ حُشَاشَةً،= مَتى ما أُذَكَّرْ ما بساقيّ أفْرَقِ
أسَدَّ لَكُمْ شُكْراً وَخَيرَ مَوَدّةٍ،= إذا ماالتَقَتْ رُكبانُ غَرْبٍ ومشرقِ
فإنّ لِعَبْدِ الله وابْنَيْهِ مَادِحاً= كَريماً فَما يُثْنِ عَلَيْهِمْ يُصَدَّقِ
مِنَ المُحْرِزِينَ السّبْقَ يَوْمَ رِهَانِهِ= سَبُوقٍ إلى الغايات غَيرَ مُسَبَّقِ
همُ أهلُ بيتِ المجدِ حيثُ ارْتقتْ بهمْ= بَجِيلَةُ فوْقَ النّاسِ من كخلّ مُرْتَقِ
مَصَاليتُ حَقّانُونَ للدّمِ، وَالّتي= يَضِيقُ بهَا ذَرْعاً يَدُ المُتَدَفِّقِ
وَمَنْ يَكُ لمْ يُدرِكْ بحَيثُ تَناوَلَتْ= بَجِيلَةُ مِنْ أحسابها حَيْثُ تَلتَقي
بَجِيلَةُ عنْدَ الشّمسِ أوْ هي فَوْقَها،= وإذْ هيَ كالشّمسِ المُضِيئَةِ، يُطرِقِ
لَئِنْ أسَدٌ حَلّتْ قُيُودِي يَمِينُهُ= لَقَدْ بَلَغَتْ نَفْسي مكانَ المُخَنَّقِ
بهِ طَامَن الله الّذِي كَانَ نَاشِزاً،= وَأرْخَى خِناقاً عن يَديْ كلّ مُرْهَقِ
نَوَاصٍ مِنَ الأيْدِي إذا ما تَقَلّدَتْ= يَشِيبُ لِا مِنْ هَوْلها كُلُّ مَفْرَقِ
أرى أسَداً تُسْتَهْزَمُ الخَيْلُ باسْمِهِ= إذا لحِقَتْ بِالعَارِضِ المُتَألِّقِ
إذا فَمُ كَبْشِ القَوْمِ كانَ كَأنّهُ= لَهُ فَمُ كَلاّحٍ منَ الرّوْعِ أرْوَقِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,crimson,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,orangered" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
عَضّتْ سُيُوفُ تَميمٍ حِينَ أغضَبَها
عَضّتْ سُيُوفُ تَميمٍ حِينَ أغضَبَها= رَأسَ ابنِ عَجلى فأضْحى رَأسُه شَذَبا
كانَتْ سُلَيْمٌ بِهِ رَأساً فَقَدْ عَثرَتْ= بِهَا الجُدُودُ وَصَارَتْ بَعْدَهُ ذَنَبَا[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,crimson,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,orangered" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
عَفّى المَنَازِلَ، آخِرَ الأيّامِ
عَفّى المَنَازِلَ، آخِرَ الأيّامِ،= قَطْرٌ، وَمُورٌ واخْتِلافُ نَعَامِ
قال ابنُ صَانِعَةِ الزُّرُوبِ لقَوْمِهِ:= لا أسْتَطِيعُ رَوَاسِيَ الأعْلامِ
ثَقُلَتْ عَليّ عَمَايَتَانِ، ولَمْ أجِدْ= سَبباً يُحَوِّلُ لي جِبَالَ شَمَامِ
قَالَتْ تُجَاوِبُهُ المَرَاٍغَةُ أُمُّهُ:= قد رُمتَ، ويَلَ أبيكَ، كلَّ مَرَامِ
فاسكُتْ فإنّكَ قَدْ غُلِبْتَ فلَمْ تجدْ= للقَاصِعَاءِ مَآثِرَ الأيّامِ
وَوّجدْتَ قَوْمَكَ فَقَّأُوا من لؤمِهِمْ= عَيْنَيْكَ، عِنْدَ مَكَارِمِ الأقَوَامِ
صَغُرَتْ دِلاؤهُمُ، فَما ملأوا بهَا= حَوْضاً، ولا شَهِدوا عِرَاكَ زِحَامِ
أرْداكَ حَيْنُكَ، إذْ تُعارِضُ دارِماً= بِأدِقّةٍ مُتَأشّبِينَ لِئَامِ
وَحَسِبْتَ بَحَرَ بني كُلَيبٍ مُصْدِراً،= فغَرِقْتَ حِينَ وقَعْتَ في القَمْقامِ
في حَوْمَةٍ غَمَرَتْ أباكَ بُحْورُها،= في الجَاهلِيّةِ كَانَ، والإسْلامِ
إنّ الأقارِعَ والحُتَاتَ وَغَالِباً= وَأبَا هُنَيْدَةَ دَافَعوا لمَقَامي
بمَناكِبٍ سَبَقَتْ أبَاكَ صُدُورُهَا،= وَمَآثِرٍ لِمُتَوَّجِينَ كِرَامِ
إني وَجَدْتُ أبي بَنى لي بَيْتَهُ= في دَوْحَةِ الرّؤسَاءِ وَالحُكّامِ
مِنْ كُلّ أبْيَضَ في ذُؤابَةِ دارِمٍ،= مَلِكٍ إلى نَضَدِ المُلُوكِ هُمَامِ
فاسألْ بِنَا وَبِكُمْ، إذا لاقَيْتُمُ= جُشَمَ الأرَاقِمِ، أوْ بَني هَمّامِ
مِنّا الّذِي جَمَعَ المُلُوكَ وَبَيْنَهُمْ= حَرْبٌ يُشَبّ سَعِيرُهَا بِضِرَامِ
وأبي ابنُ صَعْصَعَةَ بن لَيْلى غالِبٌ،= غَلَبَ المُلُوكَ، وَرَهْطُهُ أعْمامي
خالي الّذي تَرَكَ النّجِيعَ بِرُمْحِهِ،= يَوْمَ النَّقَا، شَرِقاً على بِسْطَامِ
وَالخَيْلُ تَنْحَطُ بِالكُمَاةِ تَرَى لهَا= رَهَجاً بكُلّ مُجَرَّبٍ مِقْدَامِ
والحَوْفَزَانُ تَدَارَكَتْهُ غَارَةٌ= مِنّا، بِأسْفَلِ أُودَ ذي الآرَامِ
مُتَجَرّدِينَ على الجِيَادِ عَشِيّةً،= عُصَباً مُجَلِّحَةً بِدارِ ظَلامِ
وَتعرَى عَطِيّةَ ضَارِباً بِفِنَائِهِ= رِبْقَينِ بَينَ حَظَائِرِ الأغْنَامِ
مُتَقَلّداً لأبيهِ كَانَتْ عِنْدَهُ= أرْبَاقُ صَاحِبِ ثَلّةٍ وَبِهَامِ
ما مَسّ، مُذْ وَلَدَتْ عَطِيّةَ أُمُّهُ،= كَفّا عَطِيّةَ مِنْ عِنَانِ لِجَامِ[/poem]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
__________________
[poem=font="Simplified Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
اينحن زهران لا ناوى ولا نرحم ولا نحن[/poem]
أخر مواضيعي
تأبط شراَ غير متواجد حالياً