الموضوع: سقط سهوأ
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-04-2010, 11:06 PM
الصورة الرمزية عبدالرحمن العطاوي
عبدالرحمن العطاوي عبدالرحمن العطاوي غير متواجد حالياً
 






عبدالرحمن العطاوي is on a distinguished road
افتراضي سقط سهوأ

لو زدنا مليونا أو نقصنا مائة ألف نسمة.. فإن المسألة لن تشكل فرقا كبيرا بالنسبة لرجل الشارع العادي، لن يهمه لو تجاوز عدد الذكور عدد الإناث أو العكس مادام لم يلحظ أثرا مباشرا لهذا التعداد على أرض الواقع، كل ما في الأمر أننا سنقرأ أرقاما ونسبا مئوية كثيرة، ثم سنعرف من خلال الصحف أن عدد السكان قد أزداد مليونين أو ثلاثة وبعد ذلك ينتهي كل شيء، وكل عام وأنتم بخير.. ونلتقى الأحياء منكم في التعداد القادم بإذن الله.
بفضل التعداد تتدفق المعلومات مثل سيل هادر، تدخل الأرقام الكثيرة أجهزة الكمبيوتر، ربما تحتفظ بها الوزارات المهتمة بنتائج التعداد في مكان ما لا يتذكره أحد (وحدة التخطيط والدراسات.. مثلا!)، تظهر المقالات التي تحاول استنطاق أرقام التعداد وجداوله، ولكن في نهاية الأمر سوف يعود موظفو التعداد إلى وظائفهم الأصلية، ويبقى السؤال الذي لا يجيب عليه أحد: ما الذي سنفعله بناء على معرفتنا بالنتيجة الأخيرة للتعداد؟!. والحديث عن التعداد دائما ما يحيل رجل الشارع إلى الحديث عن التخطيط، فموظف التعداد لا يبحث عن المعلومات بدافع الفضول بل يفترض أنه الحلقة الأولى في عملية التخطيط للمستقبل من خلال تحليل المعلومات التي تم جمعها، ولكن من يتأمل في الأعداد المتراكمة للخريجين الذين يبحثون دون جدوى عن فرص العمل وتواصل تدفقهم يعني بشكل أو بآخر عبثية التعداد، أما حين نلتفت إلى ضعف الرعاية الصحية في بعض المناطق فإننا نكتشف بسهولة أن نتائج التعداد لا تنعكس بالضرورة على الخدمات المقدمة للمواطن، وهكذا الأمر بالنسبة لبقية القطاعات الحيوية الأخرى.
التعداد حزمة من الأسئلة التي تتعلق بالسكان وأوضاعهم الحياتية ومستوياتهم العمرية والتعليمية والوظيفية، والأجوبة التي يقدمها السكان يفترض أنها تنتج أسئلة موجهة إلى الجهات المعنية بالتخطيط، وهذه الجهات يجب أن تتخلص من دور قراءة النتائج وتحليلها لتدخل في المرحلة التي تجعلها قادرة على صناعة نتائج أفضل حالا في التعداد القادم.
بقي أن نقول بأن الإدارة التي تقوم بهذا التعداد لا شأن لها بمدى استفادة الجهات المعنية من أرقامها، فهي لا تفعل أكثر من العد: (واحد.. اثنين.. ثلاثة) ثم تعلن عن الأرقام النهائية وتوزعها على جهات الاختصاص، ولا شك أن تعاون المواطنين والمقيمين مع موظفي التعداد واجب، فليعدوا كما يشاؤون.. بشرط أن يكون ثمة من يعد الأيام والليالي كي لا تدخل الأرقام والنسب المئوية فوق بعضها البعض وتتراكم الأسئلة المتلاحقة حتى تشكل علامة استفهام عملاقة لا تتزحزح أبدا!.


المصدر / خلف

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
[gdwl]سبحان الله بحمده :::: سبحان الله العظيم[/gdwl]
أخر مواضيعي