[عبد الكريم العدواني]

في هذه الحظة أشعر بأنني خارج من هذا العالم...
لا أرى شيئا إلا من خلال قلمي ...
ذلك القلم الذي يًحاكي آلامي ووأحزاني...
القلم الذي يفي لي حين يغدر بي الآخرين...
هو الصديق الوفي الذي أعتمد عليه ...
هو عيني التي ترى ...
وأذني التي تسمع ...
ولساني الذي يتكلم ...
هذا كله في عالمي الخاص ...
ذلك العالم الذي لا يوجد به إلا أنا...
عالم مُجرد من القوانين الفيزيائية!والأرضية والكيميائية ...إلخ
عالمي الموجود داخل قلبي المليء بجراح الغدر...
فأنت حين تكتشف أن من تُحب قد غدر بك...
حين تدرك أن كل من حولك مجرد وهم وأن القلم الذي بيدك هو الحقيقة وحدها ...
والحبر النازل منه هو ما سيتحكم في عالمك الخيالي...
حينها تفقد الثقة في كل من حولك...
كل من غدر بك ومن لم يغدر!!
كل من ملأ فؤادك جراحا ومن لم يملأ...
تكون حينها كالذي يرى العالم من ثقب إبره!!
إن هذه النظرة السوداوية الضبابية المعتمة يجب أن تصحح ...
لكن كيف ؟؟
هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه!!
فالإنسان حينما يُشعره الآخرون أنه موجود وصاحب كيان ...
حينما يأتيه الصديق فيريه العالم من أوسع الأبواب...
عندها يُصحح الإنسان نظراته ...
ويجمع بين القلم وحياته جمعا أكثر من أن يوصف جماله...