المسجد
السعاده
الموقع
جده حي المنتزهات
عنوان الخطبه
عبادة التفكر
ملخص الخطبه
قال الله -تعالى-: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآَيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ . الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)(آل عمران: 190-191).
بين الشيخ أن أولي الألباب أصحاب العقول السليمة هم الذين يتفكرون في خلق السموات والأرض فيهتدون إلى معرفة ربهم -سبحانه- فيذكرونه ويشكرونه؟
هم الذين يتفكرون في خلق السموات والأرض للحصول على المزيد من الإيمان والإيقان فيدفعهم ذلك إلى أن يلهجوا بذكر ربهم وشكره.
هم الذي يتفكرون في هذه الآيات الباهرات الدالة دلالة واضحة على الصانع وعظيم قدرته، وباهر حكمته، يلازمون ذكر ربهم وشكره.
فهم لا يغفلون ولا يفترون عن ذكر الله، بل هم كما استمعت -أيها الحبيب- يلازمون ذكر الله في الأحوال المعهودة التي لا يخلو عنها الإنسان غالباً، فهو يذكرون ربهم في كل حال من قيام أو قعود أو اضطجاع، وحسبك ما قالوا:
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد
ثم قال واعلم أيها الحبيب:
أنه لما حكى الله -تعالى- عن هؤلاء العباد المخلصين أن ألسنتهم مستغرقة بذكر الله -تعالى-، وأبدانهم في طاعة الله -تعالى-، وقلوبهم بالتفكر في دلائل عظمة الله -تعالى-، ذكر أنهم مع هذه الطاعات يطلبون من الله أن يقيهم عذاب النار، فهم تفكروا ثم نزهوا الرب -سبحانه- عن العبث وأن يخلق شيئاً بغير حكمة، ثم طلبوا من ربهم أن يقيهم من عذابه (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
ثم قال واحذر أيها الحبيب:
احذر أن تكون ممن لا ينتفع بآيات ربه -سبحانه- تمر عليه دون أن تستوقفه أو يعمل الفكر ويتفكر في آلاء الله!
(وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ . وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ)(يوسف:105-106).
ثم قال أيها الحبيب:
إن سبيلك لزيادة إيمانك وزيادة هذا اليقين في قلبك بكثرة التفكر والتأمل في آيات الله -تعالى-، وكثرة تلاوتك لكتاب ربك مع وقوفك على المعاني الدالة على هذه الآيات، فربك يصف المؤمن: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ . الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ . أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا)(الأنفال:2-4).
فعليك أيها الحبيب أن تزن بين الحين والحين هذا الإيمان الذي تحمله بين جنبيك، وينبغي أن تتعاهده بالرعاية والصيانة، وأن تستمر وتستديم على هذا الإيمان وحسبك من ذلك قول الله -تعالى-: (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)(الرعد:28).
ثم اختتم خطبته بدعاء للمسلمين والمسلمات والدعاء على أعداء الدين
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يردنا جميعاً إلى دينه مرداً حسناً وأن يلهمنا رشدنا ويفقهنا في ديننا ويرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وأن يمكن لأمة الإسلام ويعيد لها عزتها ومكانتها وأن ينصرها على أعدائها إنه سميع مجيب