ونتواصل بتقديم شخصياتهم فهم في ذاكرتنا وان غمرهم التراب
نسال الله ان يرحمهم وان يغمد ارواحهم جنات النعيم
الشخصية السابعة : عبدالله بن مصلح بن جهامة الزهراني
كَـأَنَّ عَينـي لِذِكـراهُ إِذا خَطَـرَت ----فَيضٌ يَسيلُ عَلـى الخَدَّيـنِ مِـدرارُ
أنه الشهم الكريم ابن الشهم الكريم .
يعود أبو تركي من سفره وعند دخوله إلى القرية يلاقي أحد شيوخها ماشيًا على قدميه فيسلم عليه ويسأله عن حاجته ، لم يمنعه شوقه إلى أهله من إيصاله إلى مبتغاه ، وفي طريق عودته يتعرض لحادث مروري فيموت العظيم .
وتمضي الحياة ويكبر الأبناء وتكبر الأحلام وتزداد المسئوليات ، ويضطر الابن الأكبر عبدالرزاق إلى ترك الدراسة والالتحاق بالسلك العسكري .
ويبقى عبدالله قريبًا من أسرته الصغيرة .
أدب رفيع وخلق فاضل كريم .
عطف على الصغير واحترام للكبير .
طاعة لله وبر ورحمة بوالدته .
طفولة بريئة هو سيدها .
عشق كرة القدم فغدا اللاعب الساحر بين الكبار .
يطربك أداؤه وتأسرك لمساته وتذهلك نجوميتهالكروية ،جمع بين المهارة والأخلاق فكان مثالاً رائعاً لأقرانه .
وتمضي الأيام ، وتستقر حياة شقيقه الأكبر في الرياض ، فيعرض على أسرته السفر ليعيشوا معه هناك .
وفي لحظة ترقب وانتظار يغادرنا الصديق الحبيب ، فتودعه قلوبنا وتبكيه دموعنا ، ويرحل على أمل اللقاء ، وبعد عام يعود ضيفًا ، كنا سعيدين بعودته ، أخذناه إلى نزهة ، قضينا معه أسعد اللحظات .
مضت الأيام سراعًا ، فكنا على موعد مع وداع جديد " فما أقرب اليوم من الأمس " .
سافر عبدالله مع شقيقه وفي طريقهما إلى الرياض تعرضا لحادث مروري فرحل الحبيب في صمت !!
رحمه الله ورحم والده واسكنهما فسيح جناته ، ونسأل الله أن يكون أبو تركي ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أحب الناس إلى الله أنفعهم ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه دينا ، أو تطرد عنه جوعا ، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن اعتكف في المسجد شهرا ، ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظا ، ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام ، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل ) رواه الطبراني في الكبير ، وابن أبي الدنيا وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة .
كما نسأله سبحانه أن يجزي عبدالله المثوبة والأجر لقاء بره والدته "أتى أحد الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أريد الجهاد في سبيل الله قال أمك حية قلت نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم الزم رجلها فثم الجنة " صححه الألباني.
طابت أوقاتكم.