
02-05-2010, 02:36 PM
|
|
من وحي.. رواية عاصفة النــار.
[mtohg=undefined]http://www.aljarida.com/AlJarida/Resources/ArticlesPictures/2007/08/02/17489_storm-fire-cmyk_small.jpg[/mtohg]
مدخل
كيف يفكر الآخر؟ كيف ينتج الأدب وكيف يصنع الحياة؟ أبواب السؤال المتاحة في هامش ثقافة رجل من العالم الثالث, ماذا يجري في الخارج؟ من يتحكم في منطق الفاعل والمفعول به؟
حين وقعت يدي على كتاب أحجار على رقعة الشطرنج, هالني أن جغرافيا الأحداث تتشكل وفق ادوار لا تتداول بعض المصطلحات في أدبياتها, فلا صعب ولا مستحيل ولا مربك.. بل إن سياق المشهد والصورة بإبعادها تعيش وتنمو في فضاء يقبل التشكل خارج رحم مربعات رقعة الشطرنج التي تحكم جغرافيا طبيعة الأشياء. كان من مهام الحرب العالمية الأولي والثانية فك لغة الشفرات المتداولة بين الحلفاء والعدو, وبعد ذلك...! البقاء للأذكياء فقط رغم مساحة الخبث واستراتيجيات المصالح الطارئة.
المارّون بأوروبا سمعوا الفرنسيون يتكلمون عن تفاصيل لياليهم الحمراء عند إشارات المرور وفي المطاعم, والبريطانيين يتنازعون السيادة داخل الأسرة الواحدة. هالني أن الأسرار بـُنية من الشفرات يمكن تفتيتها وإعادة تشكيل مواقف الحياة على ضوء مصالح يتنازعها الجميع فيما بينهم البين, في أوروبا أنت رهين قانون رياضي اسه القيمة فقط وقد فرض سطوته حتى على إنسانية البشر.
سوف أحاول التأكيد على جانب هام في فهم فلسفات الحضارة الغربية, أنها من أيام الإغريق والرومان الأوائل تخضع للنسب الذهبية في الرياضيات والفلسفة والفلك فبين طالس واينشتاين تتشكل خارطة هذه الحضارة المادية الهائلة, والتي توجتها ثورة ما بعد المعلوماتية التي تتزعم الدول الغربية مفاتيحها وأسرار توجيهها. فلا عجب أن تصرخ الصين من إباحية جوجل على نظامها الاجتماعي والسياسي في الوقت نفسه الذي تكاد تتعرى فيه السياسة الغربية وسياسيوها حتى من ورقة التوت.
هذا المدخل مهم لكي نحاول أن نفهم كيف يسير الأدب في سياق هذه القيم ذات الأبعاد والزوايا المحسوبة. أن تيار الهيمنة الاقتصادي والمادي والذي تتزعمه أمريكا أربك حتى أحفادها في القارة العجوز, ولن يحفل احد بمصير المنطق الإنساني الذي يتشدق به الغرب في أدبيات خطابات مؤسساتهم" الإنسانية" إذا كانت الايدولوجيا والمصالح هي التي تسير أجندة هذه المؤسسات لصالح" العرق السامي".
الرواية.
كشف فلم ScarFac* بطولة الممثل آل بتشينو, حقيقة الأدوار التي يمارسها الساسة الأمريكيين خلف الكواليس والتي توازي حجم المصالح الممنوحة لكل سياسي. ولك أن تقرءا في كواليس السياسة لترى العجب كيف تكتب النصوص الصريحة وتتقاسم الغنائم, وستعجب كثيرا إذا عرفت أن من يقوم بالأدوار الرئيسية في المؤامرات الكبرى هم السذج والبسطاء بل المغامرون الذين يمثلون جسرا لعبور قافلة الأسياد وهذا على مر تاريخ الصراع في الأرض.
لا عجب أن تمارس أمريكا وهي الدولة التي تتسيد فنون وثقافة الغرب منذ منتصف القرن العشرين..لا عجب أن تكشف للآخرين جزء من إبداعها الثقافي حيث أن حرية القلم مكفولة إذا ما كانت موجهة للخارج. والإبداع هنا أنها موجهة للخارج..! ذا كيف يتشكل النقد الذي هو أرقى محاور الحاضرة الغربية موجه للخارج رغم سهامه المسمومة في صلب الجسد الغربي*؟
بعد أحداث 11/9 انفتحت شهية الغرب على الشرق ولم يسبق لهذه الشهية أن تجرأت على التصريح بمخططاتها وأطماعها منذ أيام الشاب الاسكندر المقدوني 334ق م.
لعل الإرهاب الثقافي وإرهاب الصورة هو أول محاور الدخول في استراتيجيات هذه المرحلة من مراحل الصراع فالعبور إلى الايدولوجيا الشرقية التي تفهم من الجانب الغربي على أنها ثقافة روحانية, يبدءا من قيم التفتيت في التاريخ والأدب ثم المعتقد وأخيرا الهوية بحيث تحصل على أرضية تستطيع تشكيلها وفق سياق اكبر يضمن لك البقاء والهيمنة, كما يصرح بذلك صانع استراتيجيات أمريكا في الشرق هنري كيسنجر.
كلنا يتذكر كيف نقلت صورة حرب الخليج للعالم وخاصة العربي على الفضائيات حينها عرف العرب أن الخيال الافتراضي للألعاب الثلاثية الأبعاد والبلاي ستيشن حقيقة لا يمكن تجاهلها, فما مهدت له أفلام هوليود خلال 50عام من أفلام الخيال العلمي يؤتي أكله في إركاع مدركات هذه الشعوب هذه على الأقل في سوادها الأعظم, ثم تلتهب المشاعر وتبلغ الصورة ذروتها في نقل أحداث 11/9 وما تبعها من عمليات انتقام وهي الحصاد الذي يسعى الغرب لقطف ثماره. ثم انفتاح على مؤلفات ثقافة السياسات الخفية لدول الظل وحكومات العالم الخفية, ومؤامرات العوائل الصهيونية التي تحكم العالم والمنظمات الماسونية وأحاجي الأطباق الطائرة وأخيرا كتب وأفلام تتكلم عن مثلث الرعب أمريكا ـ الشيطان والمسيح الدجال كما صرحت بذلك سلست أفلام القادمون, ولنبغ قمة الإثارة حين نتبنى وجدانيا وبلغة الحب والعاطفة ذلك المنطق البصري والفكري لأفلام الرعب والمتحلون والمسخ ذا العين الو احده الذي أصبح صديق للأطفال قبل الكبار...والكل يتساءل هنا هل هذه التوطئة تمهيدا لضيف قادم؟
هكذا أفهم السطور الخفية التي حوتها رواية عاصفة النار, والتي تختصر دمار العالم الإسلامي والهيمنة على الشرق بافتعال تفجير نووي في مدينتين أمريكيتين, ليهب الغرب بعد ذلك وبعد أن امتلك غطاء سياسي وقانوني في نصرة أمريكا والقصاص من المعتدي, والضحية هم دول العالم الإسلامي الهامة وخاصة العربية والتي لها ملفات كبري في البنتاجون, وسيعود الإسكندر مرة أخرى ولكن دون شرف أو أخلاق هذه المرة وكما عرفناه منذ ستين سنة مضت منذ احتلال فلسطين إلى ضرب اليابان بالقنابل النووية إلى حرب فيتنام الظالمة إلى الإعلان عن بداء أخر الحملات الصليبية على الشرق في 2003م.
هل هذه توطئة ثقافية لعقل القاري العربي؟ هل تنبؤات ايرمجودن وبدايات القيامة وعودة المسيح عليه السلام هي من يحرك هذه المكنة الهائلة؟...... لا أعتقد, إلا أن يكون مسيح آخر.!
لماذا يفصح الغرب عن كل هذا كما يتحدث الفرنسيون عن لياليهم الحمراء على قارعة الطريق؟ لماذا هذه اللغة الفجة في توجيه العقول العربية نحو زاوية من الذعر والترقب؟ لماذا نصبح إذا حملنا القرآن في تنقلاتنا في غرب الحرية إرهابيين, بينما ثقافتهم توجه سهام الإرهاب والرعب في كل ما تنتجه للشرق؟
لماذا تبنى الاستراتيجيات الغربية وفق قانون رياضي قسم الجسد إلى ثمانية أجزاء والعالم إلى دول الشمال والجنوب ودول العشرين ومحور الشر...الخ. لماذا أصبحنا عقولا طرية هلامية التشكل يعبث بها احد رسامي الفوتوشوب أو صانعي الأفلام؟
هل تؤسس هذه الرواية لخديعة كبرى وصورة من صور الإبداع الغربي.. ففي الوقت الذي نرقب الغرب, نفاجأ باغتيالنا من داخل عالمنا الإسلامي ونحفر قبورنا لننتظر مرور التتار مرة أخري باسم الثوار وتتقاسمنا أيادي الغرب والمجوس؟
لقد ذهب تفكيري إلى مناطق مكشوفة كما كشفت هذه الرواية عن حقيقة مسار الأحداث الذي ينتظر منطقتنا الغربية, إلا أننا نحاول فهم دور هذا الجانب الخلاق من ثقافة الأخر الذي يستطيع ترجمة المكتسب الفكري ويبدءا في تشكيل صورة من داخل صورة مشكلة لنعيد نحن قراءة مجموعة من الشفرات التي تنتمي لجهلنا المركب بما يدور حولنا. ففي الوقت الذي كنا أبطال قبل عشرين سنة وشارك شبابنا في هزيمة الاتحاد السوفييتي وتفتيته بأسلحة أمريكية أصبحنا مجموعة من الإرهابيين والمطاردين على مستوي العالم إنسانيا وعقائديا. كل هذا وأوراق اللعبة مكشوفة للجميع وكـُتاب الرواية لازالوا على قيد الحياة, والحبر الرقمي يكتب سياق الأحداث بالكثير من التفصيل الممل حتى كرهنا البقاء بين الأحياء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
*تحتاج هذه المقولة لدراسات أكاديمية متخصصة.
*فلم أمريكي أنتج في ثمانينات القرن العشرين.
*هذه المرة الثانية التي انزل فيها هذه القراءة في منتدى عام.
بقلمي 2010
براااق الحـــازم 
التعديل الأخير تم بواسطة براااق الحـــازم ; 02-05-2010 الساعة 02:48 PM.
|