تحيّة طيّبة أخي : الوثائقية
أخي
هذه سُنّة الله في خلقه منذُ القِدَم
وفي ما يخص الهجرة من ديار بني عدوان في الماضي القريب
هناك أسباب في الغالب قاهرة
كالبحث عن الرزق
أو أن يُصيب الشخص دماً ويُرغم على مغادرة الديار كنوع من العقاب
والحديث عن إمكانيّة رجوعهم أو رجوع أحدٍ من أبنائهم إلى ديارهم التي خرجوا أو أُخرِجوا منها
يبقى مرهون بوضعهم المعيشي ومدى تقبّلهم لتغيير ذلك الوضع اجتماعياً وثقافياً
فإن كانوا في رغدٍ من العيش فلا أعتقد بأن هناك ما يستحق العناء من أجله والتضحية في سبيله
خاصةً وأننا نعلم بأن الأملاك في ديارنا مهما كَثُرَت تبقى زهيدة القيمة
أما إن كان أحداً من أولئك المهاجرين لا يزال في شظفٍ من العيش فربما لو عَلِم أن له أملاكاً
ولو في أقصى الأرض لأتى إليها مهرولاً لاسيما وأنه سينتقل من وضعٍ سيءٍ إلى ما هو أفضل منه
ولو نسبياً
وهناك احتمالان في طريقة تعامل المهاجرين الأصليين مع أبنائهم وذويهم
الأول : أن ذلك المهاجر لم يُطلع ذويه على حقيقة الأمر فهو يُريد نسيان الماضي بكل تفاصيله
أما الثاني : فتجد ذلك المهاجر يدون لذويه تفاصيل حياته ووصفاً لبلاده الأم وما يملك فيها
ليتسنى لهم الرجوع إليها إن رغبوا في ذلك أو أجبرتهم صنوف الدهر ونوائبه
وعندما نّريد أن نكون واقعيين في التعامل مع إمكانية رجوع أحدٍ من المهاجرين
فإنه ليس هناك من يرغب في عودتهم لما سيُحدث ذلك الأمر من إرباكٍ واظطرابٍ لذويهم في البلد الأم
ويبقى لهم الحق في الرجوع والمطالبة بنصيبهم الذي كَفِله لهم الشرع الحنيف
إن استطاعوا إثبات أنسابهم
إلا أن الأمر سيزداد صعوبةً في إثبات النسب مع تقادم الزمن
هذا ماجادت به القريحة واستنتجه الفكر حول ما يُمكِن أن تَؤول إليه الأمور
مدار موضوعكم القيّم أخي : الوثائقية
والله يحفظكم ويرعاكم