[أحمد العدواني]

قراءة موفقة لهذه الرواية .. ودراسة قيمة لوضع أمتنا حالياً مقابل " العالم الجديد " أو ما تسمى بأمريكا

الغريب أن أمريكا من بين أمم الغرب من يحاول بعض ساساتها وأغلب مفكريها تكريس مثل هذه التظريات والتطرف في ذلك كثيراً وتجدهم الأكثر غوصاً في نبش وبحث غموض وتناقض محتويات كتب العهد القديم (النصرانية ) وما قبلها أسفار ( التلمود ) .. وحتى غيبيات الوحي في الثقافة الإسلامية وخاصة قصة هرمجدون لتحقيق ظهور من يؤمنون به في واقعهم المعلوم رباً منقذاً مخلصاً ( فِني ولن يعود ) والذي على ما يبدو قرر فجأةً تبديل رأيه والعودة لقيادة ورفع أمرهم فوق كل أمة وأرض !!

خليط أمريكا العجيب ولّد مثل هذا الأمر .. وطغت صبغة الخِسة اليهودية ( بوجهها الصهيوني الكئيب ) على ملامح وجوه ورثة وأحفاد المنفيين في بلاد مجهولة كانت توصف بالـ ( exile ) البعيد لعجوز أوروبا سابقاً ( بريطانيا العظمى ) ..

ليست هذا الرواية إلا رقصاً متأخراً على خشبة مسرح أحداث ما جرى في منهاتن .. وسبقتها رقصات ورقصات ..

تكمن حيرتنا في التفريق بين جاد القوم وهازلهم .. فما بين لاهث للشهرة والمال وما بين مكرسٍ لنظرية قرب ظهور مصاصي دماء العرب والمسلمين ومخمدي ثورتهم .. كان ضياعنا ..

قبل أحداث الـ 11 سبتمبر 2001 ظهر وتحديداً في عام 93 م فيلمٌ هوليوودي اسمه ( فهرنهايت ) يحمل ذات سيناريو تلك الأحداث .. استغلال مسلمين حجةً وسلاحاً لقهر وهزيمة أمة الإسلام وكان لهم ذلك .. لكن في قاعات السينما ..
ما لبث أبطال تلك الرواية الساخرة أن قرروا مغاردة محيط تلك الشاشة الضخمة وساروا بخطى الغرور على عتبات تلك الدور المظلمة مجاوزين فسحة شارع كئيب بغية الوصول لدارٍ هرمة على طرفه الآخر رامين ( زعماً ) تحسين صورته وترميمه ولكن بطلاءٍ أسود

أتمهيداً كان .. أم جاء ملهماً لصانعي أفضل سيناريوهات الدجل والطغيان .. لا ندري ؟؟!!

ما ندريه ونعلم حقيقته ورغم ذاك عنه متعامون .. أنّا في سباتٍ عميق

=

حضور مميز أخي براااق ينبيء بقدوم كاتبٍ متمرسٍ عال الثقافة واسع الإطلاع

شكري وعظيم مودتي