[عبد الكريم العدواني]

كتابي العزيز لك مني كل تقدير واحترام وشكر وعرفان...

فأنت رفعتني من الحضيض إلى المعالي...

ومن أودية الجهل إلى قمم المعرفة...

لكن اسمح لي أن أُعبر عن رأيي فيك قبل معرفتك...

ونظرتي لك قبل مخالطتك...

عندما كنت صغيرا لم أكن أراك إلا مُلهٍ للكبار عن اللعب معي...

لقد كنت أراك الشيء الذي إذا أمسكه الكبار تجردوا من حواسهم...

ودخلوا إلى عالمك...

فلا يفيقون منه إلا بصرخة صارخ أو أذان مؤذن...

لم أكن أراك سوى أوراق مكتوب فيها طلاسم...

مجموعةٍ بغلاف ذو ألوان مُختلفة...

وأشكال مزخرفة...

وعندما كبرت وزاد وعيي,وتوسع اطلاعي...

أدركت أنك واحة العلم والمعرفة...

علمت أنك بستان فيه شتى أنواع العلوم...

فشجرة للأدب...

وأخرى للشعر...

وثالثة للتفسير...

ورابعة للحديث...

وبعد معرفتي بك لم أعد ألوم الكبار حين كانوا يعتزلون العالم فينتقلون منه إلى عالم آخر...

يرون فيه معارك المسلمين...

ويعيشون مع فلاطحة الأدب وفحول الشعراء...

إنك كالقمر يطل علينا فيضئ في الليل أنفس اليائسين...

فيشكون إليك همومهم وغمومهم...

أحزانهم ومآسيهم...

فتنصحهم وتوجههم...

فلا ينقضي الليل إلا وقد نصحت هذا ...

ووجهت آخر إلى الطريق الصحيح...

ثم تشرق الشمس فتنتقل إلى أناس آخرين ,لتنصحهم كما تنصح من قبلهم.

ولكنك - وكما تعلم - لست واحدا ...

بل ملايين الملايين منك...

فكتاب صالح وآخر طالح...

كتاب يزيد من اطلاعك ...

وآخر ينسف وقتك كما تنسف النار الحطب...

إنك شمعة تضيء غرف القلب المظلمة...

وقرائك كالفراش حولك...

فإن كانوا أذكياء فطينين فليسئضيئووا بنورك بقَدَر ...

وإن كانوا كفراش النار فليقتربوا منك حتى تحرقهم بأصنافك السيئة...

فهل لك يا كتابي أن تساعدني على تحذيرهم من أصنافك السيئة,وترغيبهم في الاستزادة من أصنافك المفيد؟؟؟!!!

بقلم:أبو فيصل k.a.z.