حياك الله أخي : براق الحازم
القبيلة ليست خيراً مُطلقاً ولا شراً محضاً ومقياس ذلك والضابط الفاعل له تأطيرها بأحكام الشرع الحنيف
ومُعلّم الأمة وصفوتها من مجتمعٍ قبلي كان ذلك المجتمع قبل الإسلام مضرِب مثل في النخوة والإباء ومكارم الأخلاق
والكثير من الضلالات وشيءٍ من الظلم
إلا أنه بعد الإسلام سطر ذلك المجتمع والمجتمعات المجاورة ملاحم التاريخ الكبرى ورسمت معالمه العظمى
وعلى ذلك المجتمع القبلي المسلم فلتكن إسقاطاتنا في الاقتداء والاهتداء
لاسيّما وأننا لازلنا وسنظل في كنف الإسلام إن شاء الله
ومع أن الحال الذي آلت إليه المجتمعات القبلية في زماننا اليوم ران عليه شيءٌ
من الجهل الذي مردّه الانكفاء على ما تم نيله في الماضي وما تم تحقيقه على حساب مجتمعات أخرى في العصور الغابرة
التي تلت عصر الخلافة الإسلامية على نمط الجاهلية الأولى فإنه مع كل ذلك لازال لدى القبيلة الكثير من السمات الحسنة
والمزايا الحميدة التي تتجلى في قوّة الترابط بين أفرادها وتُلحظ في أعياد المسلمين ومناسباتهم المتعددة وهي بالطبع لا تتنافى مع الأخذ بأسباب الرقي في
مجالات العلوم الدينية والدنيوية رغم وجود محاولات بإقصاء القبيلة ومحاولة عزلها
وفيما ذكرت بنظر بعض أصحاب رؤوس الأموال والمتنفذين إلى القبيلة بنظرةٍ مادية صرفة فهي نظريةٌ نسبية ربما كانت
أكثر تحققاً في وقتٍ كانت فيه القبيلة يُرد إليها الحكم في شئون الناس ولعاداتها وقعٌ أكبر في تفاصيل حياتهم
أما الآن فأصبح الانتماء للقبيلة تغلب عليه الرمزية وتلعب الشكليات دوراً بالغاً
في تلك العلاقة
فلم تعُد تُمَرّر تلك الشعارات الخادعة بسهولة كما في السابق
وبذلك نخلُص إلى أن استمرار القبيلة مطلب والحاجة إلى إصلاح شأنها مستمرة
أشكرك أخي الكريم
وأُحييك على حضورك الراقي
ومواضيعك الهادفة