[ابومؤيد الدوسي]

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد طالعتنا من فترة ليست بالبعيدة، فئة عجيبة في مجتمعنا! بزغت لهم عقول صغيرة فجأة!!
وبرغم محدوديتها وصغرها إلا أنهم أصبحوا يتباهون بها، بل يريدون أن يكون الناس مثلهم، ومن لم يكن مثلهم أو يصدقهم ويمتدحهم
فهو متخلف رجعي لا يفهم ولا يعقل، في حين أنها لو كانت العقول توزن لما وجدت لتلك العقول وزنًا،
لأن ما فيها إلا خواء، فكيف بمثل من هو كذلك أن يتبجح بتلك المحدودية في التفكير، وتلك العقلية الصغيرة التي لا تعي إلا أنها لا تعي.

حقيقة إنني أتعجب عندما أقرأ، أو أسمع لأحدهم عندما يتحدث عن الدين، أو شؤون المرأة.. وهو يقول بكل حقارة: " ذلك هو التخلف ..
أو تلك هي الرجعية.. أو لازال الفكر الجاهلي مسيطر.." ومن تلك العبارات التي توحي بتبجح واستعلاء مقيت بعقلية وفكر لا يجاوز أرنبة الأنف.
وقد لا يلتفت إلى مثل ذلك الجاهل لجهله ومحدوديته، ولكن عندما نشاهد مَن يصدق وينخدع بأصحاب تلك العقليات الفارغة ودعاويهم الهابطة،
ندرك أن الإشكال والخطر حاصل، ولكن لا نقول إلا صدق النبي الآمين حينما قال مخبرًا عن مثل ذلك وأشكاله:
" سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيهاالخائن ويخون فيها الأمين،
وينطق فيها الرويبضة. قيل وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة".
فاحذر أخي الحبيب أن تكون من أولئك الرويبضة وأنت تظن أنك صاحب عقل متفتح لا مثيل له،
ولتكن لنا عبرة في مَن أرداهم استعظام عقولهم حتى تجرؤوا على دين الله ومحارمه، فهلكوا وأهلكوا.
واعلم أخي أن نور العقل وسلامته مرهونة بهداية الله وإنارته، ولا تكون تلك الهداية إلا بالتمسك بدينه، وهديه، وسنة خير خلقه صلوات ربي وسلامه عليه.

وصلى الله وسلم على النبي الأمين وصحبه وآل بيته.

وللجميع أطيب تحية،،،