الصحافه والشيخ عبدربه قبل موته في ارض الطفيل
كان الطفيل بن عمرو الدوسي ، سببا في إسلام قومه ، وقد كان للطفيل حلف في قريش كونه صاحب عز وشرف ، إذ كان ، جده ، طريف ابن العاص سيد دوس وكان ذا فصاحة وبيان ، وكان الطفيل قد أسلم قبل الهجرة النبوية حينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزل بمكة يدعوا الناس للإسلام ، فكان الطفيل أول (دوسي ) يدخل مكة كافرا ويخرج منها مسلما بغير إكراه أو تهديد ، أما عن إسلامه وإسلام قومه ، فقد خوفته قريش من سماع كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوضع في أذنيه ( الكرسف ) وهوا( القطن ) ليتجنب سماع شئ من رسول الله ، لكن إرادة الله أبت ذلك ، فسمع بضعا من الآيات القرآنية ، فأعجبته ، والطفيل شاعر فصيح وهوا الذي يميز بين كلام الناس وقول رب العالمين ، فتبع الرسول عندما انصرف ، وعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الدخول في الإسلام وتلا عليه آيات من القرآن ، فقال الطفيل ، لا والله ما سمعت قولا قط أحسن من هذا ولا أمرا أعدل منه ، فأسلم ، وطلب من الرسول أن يجعل له آية في دعوة قومه إلى الإسلام ، فوقع نور بين عينيه فطلب أن تكون في مكان آخر ، فتحول النور إلى طرف عصاه التي أصبحت كالقنديل حتى أضاء ذلك المصباح الوادي وبينما هوا في ثنية قومه وفي الوادي المشهور بأرض دوس المسمى ( وادي ثروق ) ظهر نوره بجلاء في الوادي وكذا الجبل المحاذي للوادي وهوا ما يسمى جبل ( ظهر الغداة ) وقومه ينظرون بتعجب لذلك النور العظيم ، فدخل بيته ودعا أباه وزوجه فأسلما وأبت أمه ، ودعا قومه ، فأبوا ، إلا أبا هريرة .
حين ذاك عاد الطفيل ومعه أبو هريرة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقال يا رسول الله ، قد غلبتني دوس ، وفي رواية ، كفرت دوس ، فادع الله عليهم ، فقال رسول الله ( اللهم اهد دوسا وأت بهـم ) فـقـال لـه رســول الله ، اخرج إلى قومك فادعهم وارفق بهم ، فخرج إليهم ولم يزل يدعوهم حتى أسلم معه السبعين أو الثمانين بيتا ، فقدم إلى رسول الله ومن أسلم معه من قومه إلى المدينة وكان رسول الله قد غادر مكة حين عاد الطفيل لدعوة قومه ، فلحق وقومه الذين أسلموا معه بالرسول ، فنزلوا المدينة ، ثم لحقوا بالرسول في خيبر واشتركوا مع جيش المسلمين في مقاتلة يهود خيبر ، فقال الطفيل ، يا رسول الله ، اجعلنا ميمنتك واجعل شعارنا مبرورا ، فشعار الأزد حتى يومنا هذا ، هوا ( مبرور ) .
في أثناء جولتنا على قرية الطفيل ، مررنا على شيخ قبيلة دوس بني علي ، الشيخ عبدربه بن فرحة الذي روى لنا قصة إسلام دوس ، وتحدث كذلك بعد سؤالنا له عن ما أشيع حول أصنام ( ذو الخلصة )، مشيرا إلى أنه مرت فترة من الزمن انتشرت فيها البدع والخرافات والكثير من الشركيات على مختلف أقطار الجزيرة العربية وكان فيها بعض الناس وبدافع الجهل يتعبد تلك الأصنام ، حدث ذلك قبل توحيد المملكة ، كما يشير الشيخ عبدربه ، ومن المفارقات أن موقع تلك الأصنام بمحاذاة وادي ثروق الذي أضاءت عصاة الطفيل أرجاءه ، وتقع تلك الأصنام على حافة الوادي المطلة على قرى تهامة ) .
وأشار الشيخ عبد ربه أنه تم تحطيم تلك الأصنام في عهد الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ في فترة توحيده لأرجاء المملكة ولم يعد لها أي أثر ، وعمد بعض الأشخاص إلى كتابة بعض الأدعية ، أو ما شابهها من الأذكار ، على الحجارة التي كانت تقف عليها تلك الأصنام .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|